بيوت الأزياء والمجوهرات العالمية لا تنكر تأثير السوق الآسيوية عموما، والصينية خصوصا، وتعبر عن هذا الاعتراف باحترام ثقافتها وتقديم كل ما يرضيها ويغريها. لهذا عندما احتفلت الصين بحلول «سنة الحصان» في بداية هذا العام، تحمست هذه البيوت للعب على مفهوم الحصان وترجمته، كل منها بأسلوبها الخاص. من هؤلاء نذكر دار «لونشان» Longchamp التي ابتكرت حقيبة بنسخة محدودة اعتمدت فيها على رمزَيْن رئيسيْن من رموزها الأيقونية، من خلال حقيبتها الكلاسيكية «لو بلياج» ®Le Pliage. فقد استنسخت خطوطها وشكلها الذي لا تخطئه العين، وزادت عليها شكل حصان ضخم وجامح، علما بأن الحصان ليس غريبا على «لونشان» لأنه يشكل رمزها الخاص منذ تأسيسها. تأتي هذه النسخة المحدودة بالقماش الأحمر أو الأسود تتوسطه رسمة الحصان مصنوعة من جلد البقر البلاتيني اللماع. يذكر أن دار «لونشان» تأسست عام 1948 على يد جان كاسغران، وما زالت الشركة ملكا لعائلته وتحت إدارتها، كما لا تزال حقائبها وإكسسواراتها تعبر عن الحرفية والجودة والأسلوب الفرنسي الذي لا يعلى. لكن الجميل في هذه الحقيبة بالذات، وله الفضل في أنها أصبحت من الكلاسيكيات، أنها بتصميم عملي وخامات عصرية دائما مع لمسة شقاوة باريسية تجعلها مناسبة للسفر وكذلك لحضور مناسبة مهمة، والأهم من هذا، تخاطب كل الأعمار والأذواق.
اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟
الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)
لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم، سواء تعلق الأمر بمناسبات النهار أو المساء والسهرة. ثم جاءت أميرة ويلز، كاثرين ميدلتون، لترسِخ مكانته منذ أيام قليلة، لدى مشاركتها مراسيم استقبال الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والشيخة جواهر بنت حمد بن سحيم آل ثاني. ظهرت به من الرأس إلى أخمص القدمين، في لوحة مفعمة بالجرأة والكلاسيكية في الوقت ذاته. هذه اللوحة ساهم في رسمها كل من مصممة دار «ألكسندر ماكوين» السابقة سارة بيرتون من خلال المعطف، ومصممة القبعات «سحر ميليناري» ودار «شانيل» من خلال حقيبة اليد.
كان هذا اللون كافياً لكي يُضفي عليها رونقاً ودفئاً من دون أن يحتاج إلى أي لون آخر يُسنده. ربما تكون أقراط الأذن والعقد المرصعين باللؤلؤ هما الاستثناء الوحيد.
لكن من يعرف أميرات القصر البريطاني يعرف أن اختياراتهن لا تخضع لتوجهات الموضة وحدها. هن أيضاً حريصات على توظيف إطلالاتهن كلغة دبلوماسية في المناسبات الرسمية. في هذا الحالة، يمكن أن نقرأ أن سبب اختيارها هذا اللون كان من باب الاحتفاء بالضيفين العربيين، بالنظر إلى أنه أحد ألوان العلم القطري.
لكن إذا تقيّدنا بتوجهات الموضة، فإنها ليست أول من اكتشفت جمالياته أو سلّطت الضوء عليه. هي واحدة فقط من بين ملايين من نساء العالم زادت قابليتهن عليه بعد ظهوره على منصات عروض الأزياء الأخيرة.
«غوغل» مثلاً أكدت أن الاهتمام بمختلف درجاته، من العنابي أو التوتي أو الرماني، بلغ أعلى مستوياته منذ 5 سنوات، في حين ارتفعت عمليات البحث عنه بنسبة 666 في المائة على منصات التسوق الإلكترونية، مثل «ليست» و«نيت أبورتيه» و«مايتريزا» وغيرها.
ورغم أنه لون الخريف والشتاء، لعُمقه ودفئه، فإنه سيبقى معنا طويلاً. فقد دخل تشكيلات الربيع والصيف أيضاً، معتمداً على أقمشة خفيفة مثل الكتان والساتان للنهار والموسلين والحرير للمساء، بالنظر إلى أن أول تسلل له، كان في تشكيلات ربيع وصيف 2024 في عرضي كل من «غوتشي» و«بوتيغا فينيتا». كان جذاباً، الأمر الذي جعله ينتقل إلى تشكيلات الخريف والشتاء الحاليين والربيع والصيف المقبلين.
بغضّ النظر عن المواسم والفصول، كان هناك إجماع عالمي على استقباله بحفاوة جعلته لون الموسم بلا منازع. لم يعد يقتصر على العلامات الكبيرة والغالية مثل «غوتشي» و«برادا» وغيرهما. انتقلت عدواه سريعاً إلى المحلات الكبيرة من «بريمارك» إلى «زارا» و«أيتش أند إم» مروراً بـ«مانغو» وغيرها من المتاجر الشعبية المترامية في شوارع الموضة.
ورغم أن أميرة ويلز ارتدته من الرأس إلى القدمين، فإن أحد أهم عناصر جاذبيته أنه من الدرجات التي يسهل تنسيقها مع ألوان أخرى كثيرة، من دون أن يفقد تأثيره. يمكن تنسيقه مثلاً مع الأسود أو البيج أو الرمادي أو الأزرق الغامق. يمكن أيضاً تنسيق كنزة صوفية بأي درجة من درجاته مع بنطلون جينز بسيط، أو الاكتفاء بمعطف منه أو حقيبة أو حذاء حتى قفازات فقط.