وكالة الأنباء السعودية «واس».. 45 عامًا من الركض وراء الخبر

بدأت بتغطية الحج من مكتب صغير لتنتقل إلى مبنى ضخم والبث بـ5 لغات

عبد الله بن فهد الحسين مدير عام {واس} - المقر الجديد لوكالة الأنباء السعودية «واس» في الرياض - الوكالة حرصت خلال أكثر من أربعة عقود على مواكبة التقنيات الجديدة
عبد الله بن فهد الحسين مدير عام {واس} - المقر الجديد لوكالة الأنباء السعودية «واس» في الرياض - الوكالة حرصت خلال أكثر من أربعة عقود على مواكبة التقنيات الجديدة
TT

وكالة الأنباء السعودية «واس».. 45 عامًا من الركض وراء الخبر

عبد الله بن فهد الحسين مدير عام {واس} - المقر الجديد لوكالة الأنباء السعودية «واس» في الرياض - الوكالة حرصت خلال أكثر من أربعة عقود على مواكبة التقنيات الجديدة
عبد الله بن فهد الحسين مدير عام {واس} - المقر الجديد لوكالة الأنباء السعودية «واس» في الرياض - الوكالة حرصت خلال أكثر من أربعة عقود على مواكبة التقنيات الجديدة

تحتفل وكالة الأنباء السعودية «واس» بتدشين مقرها الجديد يوم الخميس المقبل، لكن قصة «واس» تمتد على مدى 45 عاما، حققت خلالها قفزات تطويرية كبيرة. وحرصت الوكالة خلال أكثر من أربعة عقود مواكبة التقنيات الجديدة، فيما أبقت على مستويات الرصانة والاتزان، فيما تتناوله من أخبار وتقارير في مختلف القضايا.
من جانبه، قال عبد الله الحسين، مدير عام وكالة الأنباء السعودية لـ«الشرق الأوسط»: «إن الوكالة تعمل حاليا على رفع المستوى المهني للصحافيين المنتسبين لها لتصل بهم إلى مستوى الصحافي الشامل، كما تعمل على التوسع في بث أخبارها باللغات المختلفة؛ حيث تستهدف البث بعشر لغات في الفترة المقبلة».
يذكر أن الوكالة تبث أخبارها حاليا بخمس لغات مختلفة، في حين يؤكد الحسين أن التوسع في البث باللغات المختلفة هدفه الوصول إلى كل العالم بلغاته الحية.
فمن عدد محدود من المحررين، بدأت الوكالة بهم لتغطية موسم الحج إلى جيش من الصحافيين والمصورين يصل عددهم إلى 600 موظف في مختلف مدن المملكة وحول العالم، ينقلون لها الأخبار فور حدوثها.
انطلقت وكالة الأنباء السعودية في 23 يناير (كانون الثاني) 1971. مع بداية عصر النهضة، شاملة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واكتساب المنطقة أهمية استراتيجية في العالم، وخلوها من وسائل إعلامية فاعلة تواجه تحديات المرحلة. وكانت ولادة الوكالة أشبه بملء الفراغ الإعلامي في المنطقة حينذاك.
وكانت أولى المهام الإعلامية التي أوكلت إلى «واس» الوليدة تغطية موسم الحج؛ إذ رصدت تحركات الحجاج في المشاعر المقدسة، وأبرزت حينها الخدمات التي تقدم لهم. ومن بدايات متواضعة، استهلت الوكالة نشاطها الإخباري ببث عشرة أخبار كمتوسط يومي، والسبب كان عدم توفر وسائط الاتصالات بشكل متكامل.
وكان مراسلو الوكالة يجدون صعوبة في تدفق الأخبار من وإلى الوكالة. ولجأت إلى توزيع الأخبار محليا عبر طبعها على ورق البرشمان، فيما كانت الصحف المحلية توفد محرريها إلى فروع الوكالة في المدن الرئيسية لاستقاء الأخبار الرسمية منها.
خارجيا، عملت «واس» على توزيع أخبارها عبر الرسائل اليومية إلى الملحقين الإعلاميين التابعين للمديرية العامة للصحافة والنشر، وهي الجهة التي سبقت إنشاء وكالة الأنباء السعودية «واس»؛ حيث كان لها ملحقون في كل من: بيروت، وتونس، وأنقرة، وكراتشي، الذين كانوا يتولون توزيعها هناك، كما كان يتم تزويد وكالات الأنباء العالمية.
وعلى مدى أكثر من 45 عاما تمكنت «واس» من وضع بصمة خاصة بها في خريطة الإعلام الدولي من بين أكثر من 200 وكالة أنباء في العالم، لتتربع حتى هذا اليوم على قائمة أهم المصادر الإعلامية الرسمية للمملكة العربية السعودية التي تعتمد عليها وسائل الإعلام المختلفة في نقل أخبار عن المملكة. ويتاح ذلك عبر موقعها الإلكتروني الذي يُزود بالأخبار على مدار الساعة يوميا، وعبر حساباتها المختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي.
واصلت «واس» على مدى السنوات الماضية نشاطها الإخباري الذي يغذي مختلف وسائل الإعلام، خاصة المحلية وفق إمكانياتها المتاحة، كما عملت على تحقيق مهامها في مجال صناعة المادة الإعلامية، والتغطيات الصحافية، والتبادل الإخباري مع مختلف وكالات الأنباء الخليجية والعربية والعالمية، فكانت حاضرة في كل مناسبة وطنية أو دولية، لتزود وسائل الإعلام والمشتركين لديها بكل جديد.
كما مرت «واس» خلال عملها بعدة محطات فكانت المحطة الأولى تعاونها مع وزارة البرق والبريد والهاتف (آنذاك) في عام 1975؛ حيث أنشأت شبكة متكاملة من الخطوط البرقية المباشرة التي تربط مكاتبها الداخلية والخارجية، وعدد كبير من وكالات الأنباء العربية والأجنبية، بغرض استيعاب حركة نقل الأخبار من المملكة وإليها بأفضل الوسائل الفنية المتوفرة.
وفي العام 1978 طبقت «واس» الإرسال المباشر الدائم ضمن شبكة توزيع الخدمات الإخبارية وتبث في ثلاثة اتجاهات رئيسية مغطية (50) دولة في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا وشرقها ووسطها، وجنوبي أوروبا، وغرب آسيا.
وفي عام 1982 ربطت مشتركيها بشبكة خطوط برقية مباشرة تعمل عبر الأقمار الصناعية والميكرويف، بعد أن كانت تستخدم الترددات الهوائية.
وشهد عام 1997 انتقال «واس» إلى خدمة آلية حديثة في عملها التحريري والإداري، وهي «خدمة الحاسب الآلي» فتحول العمل التحريري إلى عمل آلي مترابط، ربط المكاتب الداخلية والخارجية للوكالة ضمن شبكة حاسوبية ضخمة.
وفي عام 1999 أضافت «واس» إلى منظومتها الإخبارية خدمة جديدة، وهي استقبال الأخبار عبر الأقمار الاصطناعية من خلال أربعة أقمار ساعدت الوكالة في تغطيتها الإخبارية للعالم باللغتين العربية والإنجليزية.
وفي عام 2008 دشنت موقعها الإلكتروني، كما أضافت خدمة الرسائل النصية SMS، علاوة على خدمة «RSS»، وفي مايو (أيار) من 2012 صدر قرار من مجلس الوزراء السعودي بتحويل «واس» إلى هيئة عامة. حاليا تضم «واس» أكثر من 600 صحافي وفني وإداري في المقر الرئيس في العاصمة الرياض، بالإضافة إلى 14 مكتبا داخليا، وسبعة مكاتب خارجية، وتصدر الوكالة يوميا ما يقارب (400) خبر في مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والاجتماعية، والرياضية، بالإضافة إلى التقارير الخاصة وخدمة الصور.



تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن سياسات «ميتا» لحماية المستخدمين بعد حذف مليوني حساب

شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)
شعار «ميتا» مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد على لوحة مفاتيح كومبيوتر جوال (رويترز)

أثار قرار شركة «ميتا» بحذف أكثر من مليونَي حساب على منصات «فيسبوك»، و«إنستغرام»، و«واتساب»، خلال الأشهر الماضية، تساؤلات بشأن سياسات الشركة حول حماية بيانات المستخدمين، لا سيما أن القائمين على القرار برّروا الخطوة بأنها جاءت بهدف «مواجهة عمليات الاحتيال الرقمي». ووفق خبراء تحدَّثوا مع «الشرق الأوسط» فإن «الخطوة تعد تطوراً في سياسات (ميتا) لحماية البيانات».

«ميتا» ذكرت، في تقرير صدر نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن السبب وراء حذف الحسابات هو «رصد عمليات احتيال رقمي كانت قد قامت بها تلك الحسابات». ويُعدّ هذا التقرير الأول الذي تكشف من خلاله «ميتا» عن تفاصيل استراتيجيتها للتصدي للأنشطة الاحتيالية العابرة للحدود. وعدّ مراقبون هذه الخطوة تعزيزاً لاتباع سياسة واضحة تجاه أي اختراق لحماية المستخدمين. وكتبت الشركة عبر مدونتها «لا مكان على (فيسبوك) أو (إنستغرام) أو (واتساب) للمجموعات أو الأفراد الذين يروّجون للعنف، والإرهاب، أو الجريمة المنظمة، أو الكراهية».

هيفاء البنا، الصحافية اللبنانية والمدرّبة في الإعلام ومواقع التواصل، رأت في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «ميتا» تعمل على تحديث أدواتها لحماية المستخدمين. وأضافت: «تركز سياسات (ميتا) على الحدِّ من الجريمة المنظمة عبر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) المتطورة، وتعمل هذه التقنيات على تحليل النشاطات المُريبة على المنصات واكتشاف المحتويات المرتبطة بالجريمة المنظمة».

ووفق البنا فإن «(ميتا) تُراجع وتحدّث سياساتها بشكل دوري، كي تتفادى أي تهديدات تلاحق المستخدمين، وكانت الشركة قد أوضحت أن خوادمها الـ(Servers) المنتشرة في الدول يتم تحديثها بشكل دوري؛ لضمان مواكبة أي تغييرات، ولضمان بيئة أكثر أماناً لمستخدمي منصاتها حول العالم».

وأردفت: «التزاماً بلائحة حماية البيانات العامة، تتعامل (ميتا) مع الأشخاص الذين تُحلّل بياناتهم عبر رموز مشفّرة، وليس عبر أسمائهم الحقيقية، ما يضمن الحفاظ على خصوصياتهم»، مشيرة إلى أن حماية بيانات المستخدمين لا تتوقف على «ميتا» فقط.

إذ شدّدت الإعلامية والمدرّبة اللبنانية على تدابير يجب أن يتخذها المستخدم نفسه لحماية بياناته، إذ توصي مثلاً «بتفعيل خاصية (التحقق بخطوتين/ Two-Factor Authentication)؛ لضمان أمان الحسابات، ويمكن أيضاً استخدام تطبيقات مثل (Google Authentication)، التي تولّد رموزاً سرية تُستخدم للدخول والتحقق من هوية المستخدم، وكذا يمكن استخدام خاصية الإبلاغ التي توفّرها (ميتا) بسرية تامة، حيث يصار إلى التعامل مع هذه البلاغات من خلال فرق مختصة أو تقنيات الذكاء الاصطناعي؛ لضمان بيئة آمنة للجميع».

معتز نادي، المدرّب المتخصص في الإعلام الرقمي، عدّ خلال حوار مع «الشرق الأوسط» تحرّكات «ميتا» الأخيرة انعكاساً لـ«تفاقم مشكلة الاحتيال عبر الإنترنت وزيادة التهديدات السيبرانية التي تواجه المستخدمين». ورأى أن «تحديات (ميتا)» تصطدم بتطور الاحتيال، وازدياد عدد المستخدمين بما يتجاوز نحو مليارَي مستخدم، وتشديد الرقابة الرقمية التي تضعها في مرمى نيران الانتقادات، خصوصاً مع انتقاد خوارزمياتها الكثير من الأحداث السياسية التي شهدها العالم أخيراً.

وحول جدية «ميتا» في حماية بيانات المستخدمين، قال معتز نادي: «بنظرة إلى المستقبل، سيكون الأمان الرقمي بحاجة إلى مجاراة التطور من حيث تقنيات الذكاء الاصطناعي، والعمل على تثقيف المستخدمين عبر وسائل الإعلام والمنصات الرقمية لمنع أي اختراق لخصوصياتهم».