الحوثيون يستهدفون قرى في تعز بالكاتيوشا.. والشرعية تستعيد مقرًا لعمليات الانقلاب

الميليشيات تحتجز 11 شاحنة تابعة لمركز الفشل الكلوي بمستشفى الثورة

يمنية مسنة تشكو بؤس الحياة في أحد الأحياء الفقيرة بقرية جنوب صنعاء (غيتي)
يمنية مسنة تشكو بؤس الحياة في أحد الأحياء الفقيرة بقرية جنوب صنعاء (غيتي)
TT

الحوثيون يستهدفون قرى في تعز بالكاتيوشا.. والشرعية تستعيد مقرًا لعمليات الانقلاب

يمنية مسنة تشكو بؤس الحياة في أحد الأحياء الفقيرة بقرية جنوب صنعاء (غيتي)
يمنية مسنة تشكو بؤس الحياة في أحد الأحياء الفقيرة بقرية جنوب صنعاء (غيتي)

قصفت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، وبشكل عنيف بصواريخ الكاتيوشا عزبة الجبزية في مديرية المعافر، وقرى مديرية مقبنة، في محافظة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، ويرافقها قصف عنيف بالمدفعية ومضادات الطيران على الأحياء السكنية في مدينة تعز ومواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
ويأتي ذلك، بعدما تمكنت قوات الشرعية، الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من التصدي لمحاولات الميليشيات الانقلابية المستميتة من أجل استعادة مواقع تم دحرهم منها والسيطرة على مواقع جديدة، بما فيها على معسكر اللواء 35 مدرع في المطار القديم، غرب مدينة تعز، وفي ثعبات، في الجبهة الشرقية، وأجبروا الميليشيات الانقلابية على التراجع والفرار.
وتواصل الميليشيات الانقلابية تحشيد آلياتها ومسلحيها إلى جميع الجبهات بمحافظة تعز، في خروقات متواصلة للهدنة.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية في تعز لـ«الشرق الأوسط» بأن «منطقة عبات شرق مدينة تعز، وبشكل خاص في مدرسة حسنات، أعلى المنطقة، شهدت مواجهات عنيفة بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، والميليشيات الانقلابية، من جهة أخرى، تمكنت فيها الشرعية من السيطرة على مدرسة حسنات التي تُعد مقرا لعمليات الميليشيات الانقلابية».
وأضاف أن «أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنوا من قتل أكثر من 10 أشخاص في مدرسة حسنات، وإصابة فرد من المقاومة الشعبية في المواتنام عتاد عسكري متنوع أعقبه قصف عنيف للميليشيات الانقلابية على مواقع المقاومة في حسنات والديم وثعبات من محيط المدرسة».
ومن جانبه، شدد العميد الركن صادق سرحان، رئيس المجلس العسكري في تعز قائد اللواء 22 ميكا، على ضرورة «الإسراع في رفع أسماء الأفراد المرابطين في الجبهات القتالية في تعز ليتم دمجهم ضمن اللواء 22 ميكا جيش وطني وفق قرار رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي الذي يؤكد على دمج أفراد المقاومة الشعبية بمؤسسة الجيش والأمن».
وجاء ذلك خلال تفقد العميد سرحان الخطوط الأمامية لجبهات القتال شمال المدينة ولقائه بقيادة وعناصر المقاومة الشعبية، حيث تفقد خطوط التماس في جبهات شمال المدينة والتي تتبع اللواء 22 ميكا جيش وطني.
وأثنى العميد سرحان خلال تفقده جبهات القتال برفقة الشيخ شوقي سعيد المخلافي وعدد من القادة المدنيين، على ثبات وصمود أبطال الجيش الوطني والمقاومة أمام هجمات ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.
وأكد أن «الانتصار قريبا جدا سيكون مع تصدي الأبطال لكل هجمات الميليشيات الانقلابية، خاصة فيظل وجود الروح المعنوية العالية لدى أفراد الجيش الوطني والمقاومة الشعبية».
إلى ذلك طالبت أحزاب اللقاء المشترك في محافظة تعز، الوفد المشارك في مشاورات الكويت مع الميليشيات الانقلابية، الانسحاب من المشاورات.
وقالت في بلاغ صحافي، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، بأن المشاورات في الكويت «تحولت إلى مسار عبثي لا طائل منه ولا أفق في ظل مراوغة الانقلابيين وخروجهم على أسس الحوار ورفضهم لمرجعياته مع قيامهم بقصف ومحاصرة القرى والمدن واستمرار حربهم اليومية على شعبنا وعلى تعز بشكل خاص، مخلفة نزيف دم يوميا وضحايا بين المدنيين وخسائر بالممتلكات».
وأضافت الأحزاب في بيانها «باهتمام بالغ المشاورات الجارية في الكويت الشقيق بين وفد الشرعية ووفد الانقلابيين حيث أثبت الانقلابيون بعد مضي كل هذا الوقت أن هدفهم هو الالتفاف على القرار الأممي 2216 والبحث عن شرعية لانقلابهم الأسود أو إفشال الحوار ويتضح ذلك جليا بعد رفضهم الالتزام بالضمانات التي اتفق عليها كمرجعيات للحوار إضافة إلى استمرار عملياتهم الحربية ضد شعبنا وخصوصا تعز التي زادت فيها عمليات القصف والحصار والمحاولات المتكررة لاقتحام المدينة وبعض المديريات خلافا لكل الاتفاقات والتعهدات».
وعلى الجانب الإنساني أعلنت اللجنة الطبية في محافظة تعز، التي باشرت عملها أول من أمس بحسب توجيهات محافظ المحافظة علي المعمري، من إجراء الفحص الطبي لـ75 جريح في مستشفى خليفة العام في مدينة التربة، عاصمة قضاء الحُجرية في تعز، وذلك تمهيدا لاستكمال علاجهم في مستشفيات تعز أو إصدار تقارير لمن هم بحاجة للعلاج خارج الوطن.
ومن جهته أشاد مجلس إسناد ودعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في التربة بجهود محافظ المحافظة واستجابته للنداء الموجه من رئيس مجلس إسناد، نشوان نعمان، وبسرعة استجابة اللجنة الطبية بتعز ورئيسها الدكتور فارس العبسي.
وشدد نشوان شمسان، رئيس مجلس إسناد ودعم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على «ضرورة مراعاة العامل الزمني لإنجاز هذه الخطوة لتدارك التأخير الذي حدث منذ بداية معاناة جرحى تعز والتي فاقمت من معاناتهم وأحدثت مضاعفات جسدية ونفسية واجتماعية لدى الجرحى وأسرهم ورفاقهم في الجبهات». كما قال: «أجدني مطالبًا بتذكير اللجنة الموقرة بضرورة عمل تقارير مفصلة لكل حالة سواءً من سيستكمل علاجه في مشافي المدينة أو من سيتم علاجهم خارج الدولة لكي لا يجدون عقبات أخرى تعترض رحلتهم نحو الشفاء». وطالب الجرحى من اللجنة بسرعة عمل تقارير طبية لكل جريح كي يتمكنوا من السفر للخارج واستكمال إجراءات علاجهم.
وبينما تواصل ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، فرض الحصار الخانق على المدينة من جميع المنافذ، لتمنع بذلك دخول المواد الغذائية والدوائية والطبية والإغاثية وجميع المستلزمات لأهالي تعز، أعلنت إدارة مستشفى الثورة العام في تعز أن ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، احتجزت 11 شاحنة تابعة لمركز الفشل الكلوي بمستشفى الثورة في تعز كانت محملة بأجهزة ومستلزمات مرضى الفشل الكلوي. وقال المستشفى بأن هذه الشحنة كانت «قادمة من ميناء الحديدة وقام الحوثيون باحتجازها ونقلها لمدينة الصالح وحتى الآن يرفضون الإفراج عن الشحنة والأدوية».
وحملت إدارة المستشفى، الميليشيات الانقلابية مسؤولية توقف مركز الغسيل الكلوي وتدهور حالات الفشل الكلوي. كما دعت المنظمات الدولية والهيئات الحقوقية التدخل والضغط عليهم للإفراج عن الأجهزة والأدوية الخاصة بالمركز.
من جهة ثانية اختتمت مؤسسة «رسالتي لتنمية المرأة» المرحلة الأولى من حملة توزيع حقائب إيوائية لقرابة 500 أسرة نازحة ومتضررة من الأحداث في محافظة تعز، وذلك بتمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنتدى الإنساني.
وقال بلقيس سفيان، رئيس المؤسسة، في تصريح صحافي، بأنه «تم توزيع 500 سلة إيوائية لنازحي مديرية التعزية في منطقة السمكرة واللجم والستين، وذلك للعمل على تخفيف حجم معاناتهم، وما تم توزيعه سيخفف من تبعات موسم الصيف كوننا قمنا بتوزيع 3500 بطانية و3500 فراش و1000 حصير و1000 دلو و500 كرتون أدوات مطبخ».
وأضافت: «سنواصل تنفيذ مشاريعنا المعلن عنها في كافة مديريات محافظة تعز».
وفي غضون ذلك تستمر في تعز فعاليات برنامج المساحات الصديقة للأطفال، الذي تنظمه منظمة (نهضة يمن)، بالتعاون مع مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة، حيث يُقام البرنامج بالتنسيق مع منظمات المجتمع المدني في المحافظة، وبتمويل من منظمة اليونيسيف، ويشرف عليه مكتب الشؤون الاجتماعية بتعز في أكثر من مديرية.
وتهدف المساحات الصديقة إلى إيجاد البديل للأطفال في ظل الحرب والحصار، وتوفير بيئة آمنة لهم، وإشراكهم في الأنشطة والفعاليات المجتمعية، وتوفير فرصة للعب والنمو، والتكيف مع الأوضاع التي تمر بها المحافظة.
كما يتيح البرنامج للمنظمات المشاركة فيه فرصة تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بحالات الطوارئ، وإيجاد متنفس لهم للتعبير عن أفكارهم وميولهم، بما يمكنهم من توظيف المهارات الحياتية، وتوعيتهم بالرسائل المتعلقة بقضاياهم الخاصة.



«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
TT

«جمعة رجب»... مناسبة حوثية لفرض الإتاوات وابتزاز التجار

مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)
مسلحون حوثيون ضمن حشدهم الأسبوعي في صنعاء بأمر من زعيم الجماعة (رويترز)

استهلت الجماعة الحوثية السنة الميلادية الجديدة بإطلاق حملات جباية استهدفت التجار وأصحاب ورؤوس الأموال في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء، بغية إجبارهم على دفع الأموال لتمويل احتفالات الجماعة بما تسميه «جمعة رجب».

وتزعم الجماعة الحوثية أن دخول اليمنيين في الإسلام يصادف أول جمعة من شهر رجب الهجري، ويستغلون المناسبة لربطها بضرورة الولاء لزعيمهم عبد الملك الحوثي تحت ادعاء أن نسبه يمتد إلى علي بن أبي طالب الذي أدخل اليمنيين في الإسلام قبل أكثر من 14 قرناً هجرياً. وفق زعمهم.

وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن مشرفين حوثيين برفقة عربات ومسلحين يتبعون عدة مكاتب تنفيذية تابعة للجماعة، نفذوا حملات واسعة ضد متاجر ومؤسسات تجارية في عدة مديريات في المدينة، وأجبروا ملاكها على دفع جبايات، بينما أغلقوا عدداً من المتاجر التي رفض ملاكها التبرع.

وأكدت المصادر أن الانقلابيين شرعوا في توسيع أنشطتهم الاستهدافية في تحصيل الإتاوات أكثر مما كان عليه قبل أشهر ماضية، حيث لم تستثنِ الجماعة حتى صغار التجار والباعة المتجولين والسكان الأشد فقراً.

الانقلابيون سيطروا بالقوة على مبنى الغرفة التجارية في صنعاء (إعلام محلي)

وفي ظل تجاهل الجماعة المستمر لفقر السكان في مناطق سيطرتها، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للاحتفالات والمناسبات في اجتماع لها بصنعاء، إطلاق برنامج الفعاليات المصاحب لما يُسمى ذكرى «جمعة رجب»، بالتوازي مع بدء شنّ حملات جباية على التجار والسكان الذين يعانون من ظروف معيشية حرجة.

وهاجم بعض السكان في صنعاء كبار قادة الجماعة لجهة انشغالهم بابتكار مزيد من الفعاليات ذات المنحى الطائفي وتخصيص ميزانية ضخمة لأعمال الدعاية والإعلان، ومكافآت ونفقات لإقامة الندوات وتحركات مشرفيها أثناء حشد الجماهير إليها.

وكانت تقارير محلية اتهمت في وقت سابق قيادات حوثية بارزة في الجماعة يتصدرهم حمود عباد وخالد المداني بجباية مليارات الريالات اليمنية من موارد المؤسسات الحكومية الخاضعة لسلطات الجماعة في صنعاء، لافتة إلى أن معظم المبالغ لم يتم توريدها إلى حسابات بنكية.

تعميم صوري

في حين زعمت وسائل إعلام حوثية أن تعميماً أصدره القيادي في الجماعة حمود عباد المعين أميناً للعاصمة المختطفة، يقضي بمنع إغلاق أي محل أو منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ ما سماها «الإجراءات القانونية»، نفى تجار وأصحاب مؤسسات تجارية بصنعاء توقّف عناصر الجماعة عن مداهمة متاجرهم وإغلاقها بعد رفضهم دفع جبايات.

تجمع للمارة في صنعاء أثناء محاولة اعتقال مالك أحد المطاعم (الشرق الأوسط)

وفي مسعى لتلميع صورتها عقب حملات التعسف كانت الجماعة أصدرت تعميماً يُلزِم قادتها في عموم المديريات والمكاتب التنفيذية في صنعاء بعدم إغلاق أي منشأة تجارية إلا بعد اتخاذ «الإجراءات اللازمة».

وحض التعميم الانقلابي كل الجهات على «عمل برامج شهرية» لتنفيذ حملات نزول ميداني لاستهداف المتاجر، مرة واحدة كل شهر عوضاً عن تنفيذ حملات نزول يومية أو أسبوعية.

واعترفت الجماعة الحوثية بوجود شكاوى لتجار وملاك منشآت تجارية من قيام مكاتب تنفيذية في صنعاء بتحصيل مبالغ مالية غير قانونية منهم بالقوة، وبإغلاق مصادر عيشهم دون أي مسوغ قانوني.

توسيع الاستهداف

اشتكى تُجار في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من تصاعد كبير في حملات الاستهداف وفرض الإتاوات ضدهم عقب صدور تلك التعليمات التي يصفونها بـ«غير الإلزامية».

ويتهم عدد من التجار القياديَين حمود عباد وخالد المداني، والأخير هو مشرف الجماعة على المدينة، بتكثيف الأنشطة القمعية بحقهم وصغار الباعة وإرغامهم في كل حملة استهداف على دفع جبايات مالية مقابل السماح لهم بمزاولة أنشطتهم التجارية.

الحوثيون يستهدفون المتاجر والشركات لإجبارها على دفع الأموال (إعلام حوثي)

ويتحدث (أحمد.و)، مالك محل تجاري بصنعاء، عن استهداف متجره بسوق شعبي في حي السنينة بمديرية معين بصنعاء من قِبَل حملة حوثية فرضت عليه دفع مبلغ مالي بالقوة بحجة تمويل مناسبة «جمعة رجب».

وذكر أن عناصر الجماعة توعدته بالإغلاق والاعتقال في حال عدم تفاعله مع مطالبها غير القانونية.

وتحدث أحمد لـ«الشرق الأوسط»، عن إغلاق عدد من المتاجر في الحي الذي يعمل فيه من قِبَل مسلحي الجماعة الذين قال إنهم اعتقلوا بعض ملاك المحلات قبل أن يتم الإفراج عنهم بعد أن رضخوا لدفع الجبايات.