الجزائر: زعيم الأغلبية يتهم مدير مخابرات سابقًا بـالسعي لفرض خلف لبوتفليقة

سعداني قال إن الجنرال توفيق يقود لوبيًا يضغط بـ5 أذرع

الجزائر: زعيم الأغلبية يتهم مدير مخابرات سابقًا بـالسعي لفرض خلف لبوتفليقة
TT

الجزائر: زعيم الأغلبية يتهم مدير مخابرات سابقًا بـالسعي لفرض خلف لبوتفليقة

الجزائر: زعيم الأغلبية يتهم مدير مخابرات سابقًا بـالسعي لفرض خلف لبوتفليقة

اتهم عمار سعداني، زعيم حزب الأغلبية «جبهة التحرير الوطني»، في الجزائر، محمد مدين، مدير المخابرات المعزول بـ«السعي لفرض رئيس جديد، خلفا للرئيس الشرعي عبد العزيز بوتفليقة»، الذي يعاني المرض منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وقال سعداني، أمس، في تجمع كبير لمناضلي «جبهة التحرير» بمدينة تبسة (600 كلم شرق العاصمة): إن «الجنرال توفيق يقود جماعة ضاغطة، تشن حملة على الرئيس من جبهات عدة، في محاولة يائسة لفرض رئيس جديد»، وتحدث عن «لوبي بأخطبوط من خمس أذرع. ذراع أمنية وأخرى سياسية، وثالثة إعلامية ورابعة مالية، وخامسة إدارية».
وذكر سعداني، أن «الذراع الأمنية يمثلها جنرالات متقاعدون، وعلى رأسهم مدير المخابرات الذي يسعى إلى العودة للسلطة، وفرض نفسه بالتحالف مع جهات مشبوهة».
وعزل الرئيس بوتفليقة مدير المخابرات في سبتمبر (أيلول) 2015 بإحالته على التقاعد، وتم ذلك على إثر خلاف حاد بينهما حول إعادة هيكلة المخابرات. فالرئيس كان مصمما على تقليص صلاحيات المخابرات بشكل كبير، وإلحاقها بقيادة أركان الجيش، وهو ما عارضه محمد مدين، المدعو «توفيق» بشدة. وانتهى الصراع بفرض مشروع بوتفليقة، الذي حل جهاز المخابرات القديم الذي كان جزءا من المؤسسة العسكرية، وعوضه بهيكل أمني ملحق برئاسة الجمهورية. علما بأن الجنرال مدين عارض ترشح بوتفليقة لولاية رابعة عام 2014، وهو ما تسبب في تصعيد الخلاف بينهما.
وبخصوص ما يسميها «ذراعا إعلامية»، قال سعداني، المعروف بولائه الشديد للرئيس: إن «الجنرال توفيق يدفع برجل الأعمال يسعد ربراب، إلى شراء صحيفتي (الخبر) و(الوطن) لإطلاق إمبراطورية إعلامية بهدف شن حملة لمصلحة الرئيس الذي يريد أن يفرضه»، من دون ذكر من هو هذا الرئيس. ويعد ربراب من أشهر رجال الأعمال في البلاد، حيث يملك استثمارات بالجزائر وفرنسا وإيطاليا ودول أفريقية. ومعروف عنه أنه من أشد المعارضين للرئيس؛ لهذا يهاجمه سعداني، كما يتعرض لانتقاد شديد من طرف وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب، ووزير الدولة مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحي.
أما عن «الذراع السياسية»، فهي بحسب أمين عام الأغلبية، أحزاب موالية لجهاز المخابرات القديم، وعلى رأسها «حزب العمال» اليساري وزعيمته مرشحة انتخابات الرئاسة سابقا لويزة حنون، التي قال عنها إنها «تساند صحافيي جريدة وقناة (الخبر) في تجمعاتهم أمام المحكمة، بإيعاز من الجنرال توفيق».
ويعقد صحافيو «الخبر» كل أسبوع مظاهرة أمام المحكمة الإدارية، التي أجلت مرات عدة الفصل في شكوى رفعها وزير الاتصال حميد قرين للقضاء، لإبطال صفقة بيع جريدة (الخبر) والفضائية التابعة لها، لرجل الأعمال ربراب، بحجة أنها تخالف قانون الإعلام. ويقول ملاك «الخبر» إنهم اضطروا إلى بيعها على أساس أن الحكومة تمنع عنها الإشهار العمومي منذ 18 سنة، وأنها تمارس ضغوطا على المعلنين الخواص لوقف تعاملهم معها. وتعرف «الخبر» و«الوطن» بحدتهما تجاه سياسات الرئيس بوتفليقة.
ولم يعلن بشكل رسمي بيع «الوطن» الناطقة بالفرنسية، لربراب الذي يملك جريدة «ليبرتيه» الناطقة بالفرنسية أيضا، وذلك منذ 26 سنة.
وعن «الذراع المالية»، يقصد سعداني توسع استثمارات ومشاريع ربراب في مناطق كثيرة من الجزائر وفي الخارج. أما «الذراع الإدارية»، فهي في مفهوم زعيم «جبهة التحرير» مسؤولون في الإدارات والأجهزة الحكومية، الذين بقوا أوفياء، حسبه، للجنرال توفيق.
يشار إلى أن ربراب صرح الأسبوع الماضي على فضائية خاصة، بأن السلطة «تستهدفني لأنني لا أنتمي إلى العصبة التي تساند بوتفليقة». وأثار هذا التصريح حفيظة المساندين للرئيس، حيث شن الإعلام الموالي لبوتفليقة خاصة فضائية «النهار»، هجوما عنيفا على رجل الأعمال، الذي وصفته بـ«الرجل الذي بنى إمبراطورية مالية خلال فترة محاربة الإرهاب على حساب دماء ودموع الجزائريين».



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.