عباس يعلن انطلاق فعاليات المتحف الفلسطيني

تكلفته 28 مليون دولار هدفه تقديم الرواية الفلسطينية في العصر الحديث

عباس يعلن انطلاق فعاليات المتحف الفلسطيني
TT

عباس يعلن انطلاق فعاليات المتحف الفلسطيني

عباس يعلن انطلاق فعاليات المتحف الفلسطيني

افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، المتحف الفلسطيني، معلنًا بذلك انطلاق فعالياته التي يفترض أنها ستركز على توثيق الذاكرة الإنسانية للشعب الفلسطيني في العصر الحديث وتقديمها بأسلوب مختلف.
وقال عباس: «نفتتح اليوم صرحًا من الصروح الفلسطينية، وهو المتحف الفلسطيني الذي سيكون حافظًا لذاكرة الشعب الفلسطيني، راويًا للذاكرة الفلسطينية، مبلغًا الأجيال القادمة أن فلسطين وشعبها موجودون هنا منذ الأزل، موجودون هنا منذ الكنعانيين، مغروسون في هذه الأرض، على مدى الزمان، على مدى العقود الطويلة، لم يتحركوا من هذه البقعة لحظة واحدة».
والمتحف الذي افتتحه الرئيس في بلدة بير زيت في رام الله، هو كما عرف نفسه «مؤسسة ثقافية مستقلة، مكرسة لتعزيز ثقافة فلسطينية منفتحة ودينامية، على المستويين المحلي والدولي، ويقدّم ويساهم في إنتاج روايات عن تاريخ فلسطين وثقافتها ومجتمعها بمنظور جديد، مركّزًا على العصر الحديث من القرن الثامن عشر حتى اليوم».
وشاهد عباس إبداعًا هندسيًا على قطعة أرض تبلغ مساحتها 4 دونمات تتدرج فيها حدائق المتحف المختلفة، وتروي حكاية التاريخ الزراعي والنباتي في فلسطين خلال المراحل التاريخية المختلفة.
وقال عباس: «هذا المتحف سيقول للعالم، لكل العالم، نحن كنا هنا ونحن باقون هنا، وسنبقى هنا لبناء دولتنا، ولا أحد يستطيع أن ينكر حقنا إلا الناكرون، ولن نلتفت إليهم، ولن يستطيع أن ينسى أحد أننا هنا إلا من يريد أن ينسى أو يتناسى، نحن هنا مغروسون منذ بداية التاريخ، منذ فجر التاريخ، إلى يومنا هذا إلى المستقبل لن يستطيع أحد أن يحول دون مسيرتنا، أن يحول دون تقدمنا إلى الأمام، للوصول إلى ما يريد هذا الشعب العظيم».
وستكون أولى فعاليات المتحف الفلسطيني، خارج فلسطين، هي افتتاح معرض «أطراف الخيوط: التطريز الفلسطيني في سياقه السياسي» في مركز دار النمر الثقافي في بيروت في 25 مايو (أيار) الحالي، ويتناول المعرض تاريخ التطريز الفلسطيني وتطوره عبر السنين ويستمر حتى شهر يوليو (تموز) من نفس العام، ويمثل المعرض جزءًا من سلسلة نشاطات ينظمها المتحف خارج البلاد للتواصل مع الفلسطينيين في الشتات، خصوصًا أولئك المحرومين من حق العودة، والذين لن يكون بإمكانهم زيارة مبنى المتحف في فلسطين - بير زيت. كما يجري العمل من أجل افتتاح مشروع رحلات فلسطينية - مسرد زمني تفاعلي من 1850 حتى اليوم، وهو منصة إلكترونية يتم بناؤها بالشراكة مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية في شهر يونيو (حزيران) الذي يليه، ويقدم المشروع أبرز الأحداث في تاريخ فلسطين الحديث منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، معززة بوثائق وخرائط وصور وفيديوهات، ستتوفر بشكل تفاعلي في مبنى المتحف، ومن خلال موقعه الإلكتروني. بالإضافة إلى إطلاق الأرشيف السمعي والبصري.
وقال وزير الثقافة إيهاب بسيسو «إن المتحف يأتي لترسيخ الذاكرة الفلسطينية، ورسالته هي حفظ الذاكرة الفلسطينية وتعزيز الهوية الوطنية، وهو بمثابة رسالة للعالم بأن فلسطين مصممة وقادرة على الوصول للحرية من خلال بناء المؤسسات المختلفة».
وتكلفت إقامة المتحف الذي بدأ التفكير فيه قبل سنوات طويلة 28 مليون دولار، كان الجزء الأكبر منها من مصادر فلسطينية.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.