تونس: «النهضة» تستعد لمؤتمرها العاشر.. ولا مرشحين لخلافة الغنوشي

يدعو للفصل بين السياسي والدعوي.. وإقرار حضور المرأة في الحزب

تونس: «النهضة» تستعد لمؤتمرها العاشر.. ولا مرشحين لخلافة الغنوشي
TT

تونس: «النهضة» تستعد لمؤتمرها العاشر.. ولا مرشحين لخلافة الغنوشي

تونس: «النهضة» تستعد لمؤتمرها العاشر.. ولا مرشحين لخلافة الغنوشي

كشفت قيادات من حركة النهضة التونسي (حزب إسلامي) عن آخر الاستعدادات لعقد المؤتمر العاشر للحركة، الذي ستحتضنه العاصمة التونسية بداية من يوم غد الجمعة. وبعث راشد الغنوشي رئيس الحركة، وعبد اللطيف المكي (وزير الصحة السابق)، ورفيق عبد السلام (وزير الخارجية السابق)، وأسامة الصغير المتحدث باسم الحركة، إشارات إيجابية إلى التونسيين بشأن (تونسة) الحزب وابتعاده عن الأجندات الخارجية، وعمله على احترام مدنية الدولة والتداول على السلطة، والوصول إلى الحكم عبر صناديق الاقتراع فقط. وأكد الغنوشي في تصريح إعلامي أن حركة النهضة ستتفرغ للشأن السياسي، وستتخصص في الإصلاح والتنمية، وتفصل بين الجانب السياسي والجانب الدعوي، مشيرًا إلى أن «الحركة» تتجه من خلال مؤتمرها العاشر، الذي يستمر حتى 22 من مايو (أيار) الحالي، نحو الإقرار بتحولها إلى حزب سياسي صرف، بعيدًا عن الخلفيات الآيديولوجية، وقال إن المؤتمر العاشر «سيمثل محطة للتطور وتقديم رؤية حركة النهضة نحو التنمية التي لم يتحقق منها الكثير لفائدة التونسيين».
وتداولت وسائل إعلام محلية محتوى الرسالة التي وجهها الغنوشي إلى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين، الذي عقد في مدينة إسطنبول التركية، وركزت على القطيعة المحتملة بين حركة النهضة وهذا التنظيم، وعرضت مقاطع من مراسلة الغنوشي، ومن بين ما جاء فيها أنه «لا أسباب صحية ولا غيرها حالت دون حضوري، ولكنني أرى يوما بعد يوم أن لحظة الافتراق بيني وبينكم قد اقتربت، وأن وفد تونس الآن بعد قراءة هذه الرسالة سيغادر الاجتماع، معلنين بأننا سنعلق حضورنا في مثل هذه الاجتماعات، وهو ما فسرته قيادات سياسية تونسية بأن لحظة القطع مع هذا التنظيم حانت، وأن المؤتمر العاشر للحركة سيكون حاسما في هذا الأمر. وفي السياق ذاته قال أسامة الصغير، المتحدث باسم حزب النهضة، لـ«الشرق الأوسط» إن الدعوة وجهت لشخصيات وطنية وقادة أحزاب سياسية من تونس، ومن بعض البلدان العربية ومن الاتحاد الأوروبي، على غرار الحزب الأوروبي الشعبي، والحزب الاشتراكي الأوروبي، وعدة أحزاب سياسية من فرنسا وألمانيا وبريطانيا. وأكد الصغير دعوة جميع الأحزاب السياسية التونسية المعترف بها، بما في ذلك الأحزاب المعارضة، مثل تحالف الجبهة الشعبية اليساري، وحركة الشعب (حزب قومي)، وبعض الأحزاب الدستورية (تضم قياداتها بعض رموز التجمع المنحل)، وقال إن عدد ضيوف المؤتمر سيصل إلى حدود الألف شخص.
وأوضح الصغير أن مراجعة القانون الأساسي للحركة تعد من بين أهم الملفات المطروحة على المؤتمر العاشر حتى تتمكن من توضيح عدة ملفات عالقة، ومن بينها العلاقة بين السياسي والدعوي في أنشطة الحزب، والتركيز على العمل السياسي داخل حدود تونس في المقام الأول.
وبشأن أسماء المرشحين لخلافة راشد الغنوشي على رأس الحركة، أكد الصغير عدم وجود ترشيحات لهذا المنصب في الوقت الحالي، وقال إن المرشحين سيقدمون ملفاتهم للترشح خلال أيام المؤتمر العاشر، وسيشهد، على حد قوله، تجربة تعد هي الأولى من نوعها في العالم العربي، وتتمثل في انتخاب رئيس المؤتمر بشكل مباشر عن طريق التصويت الإلكتروني، بالنسبة إلى جميع المؤتمرين والذين يناهز عددهم 1200 مؤتمر من جميع الأعمار والفئات.
وأشار الصغير إلى إقرار مبدأ حضور المرأة بنسبة لا تقل عن 20 في المائة، وكذلك الشباب ممن سنهم دون 35 سنة في القوائم المرشحة للمؤتمر، وذلك بهدف دعم حضور المرأة والشباب ضمن الهياكل الفاعلة في الحزب.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.