إحالة 9 من أمناء شرطة مصريين للمحاكمة في قضية الاعتداء على أطباء

نقيب الصحافيين: النقابة منفتحة على أي حل في أزمتها مع الداخلية

إحالة 9 من أمناء شرطة مصريين للمحاكمة في قضية الاعتداء على أطباء
TT

إحالة 9 من أمناء شرطة مصريين للمحاكمة في قضية الاعتداء على أطباء

إحالة 9 من أمناء شرطة مصريين للمحاكمة في قضية الاعتداء على أطباء

أحالت النيابة العامة المصرية تسعة أمناء من الشرطة إلى المحاكمة في قضية الاعتداء على أطباء بمستشفى «المطرية» شرق القاهرة، وحددت يوم الثلاثاء المقبل لنظر أولى جلسات المحاكمة أمام محكمة جنح المطرية.
وكان طبيبان في المستشفى قد اتهما أمناء شرطة بالتعدي عليهما في 28 يناير (كانون الثاني) الماضي، بدعوى رفض الأطباء تحرير تقرير طبي لأمين شرطة، وهو ما أثار حفيظة نقابة الأطباء، وعقدت جمعية عمومية طارئة طالب فيها آلاف الأطباء بزيادة تأمين الأطقم الطبية، ومعاقبة أمناء الشرطة على تصرفاتهم. وقال مصدر قضائي، أمس، إن النيابة العامة أسندت إلى أمناء الشرطة المتهمين ارتكابهم لجرائم التعدي على موظف عام أثناء تأدية عمله، والتعدي بالقول والضرب على أطباء مستشفى المطرية. فيما قال المجني عليهم في التحقيقات إن أمناء الشرطة قاموا بإساءة استغلال صفتهم الوظيفية، واحتجزوا عددا من أطباء المستشفى بالمخالفة للقانون، وقاموا بالتعدي عليهم بالضرب والقول.
وتسود حالة من الغضب بين كثير من المصريين بسبب انتهاكات بعض أفراد الشرطة للمواطنين استغلالا لوظيفتهم، حيث يحاكم حاليا أمين شرطة متهم بقتل بائع شاي، فيما عاقبت محكمة جنايات القاهرة في أبريل (نيسان) الماضي رقيب شرطة لقتله سائقا بمنطقة الدرب الأحمر عمدا بالسجن المؤبد 25 عاما. وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي وزير الداخلية بردع التصرفات «غير المسؤولة» لأفراد الأمن بالقانون، ومُحاسبة مرتكبيها بشكل فوري، وبسرعة الانتهاء من تعديلات قانون الشرطة.
من جهة أخرى، قال نقيب الصحافيين يحيى قلاش، أمس، إن النقابة منفتحة على أي حلول تحفظ كرامتها، وذلك خلال مؤتمر عقد بمقر النقابة، لمتابعة أحدث تطورات أزمة النقابة ووزارة الداخلية وجهود حلها.
وكانت نشبت أزمة بين نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية إثر دخول عناصر تابعة لوزارة الداخلية لمبنى النقابة، والقبض على الصحافيين عمرو بدر ومحمود السقا وتحويلهما للنيابة العامة، بتهمة التحريض على التظاهر. وإثر ذلك طالبت النقابة في جمعية عمومية مطلع الشهر الحالي مؤسسة الرئاسة بتقديم اعتذار واضح عن الواقعة، وتمسكت بضرورة إقالة وزير الداخلية، ممهلة أسبوعا لتنفيذ طلباتها.
وقال قلاش، في بيان ألقاه أمس على أعضاء من الجمعية العمومية، إن النقابة «تؤكد تمسكها بموقفها وتشدد على أنها ستظل الجهة الوحيدة المعبرة عن آمال الصحافيين وطموحاتهم، وأن أبوابها مفتوحة أمام جميع الآراء مهما اشتطت، ومهما كان موقفها من قضيتنا العادلة، مضيفا أنه «ليس أمامنا إلا استكمال معركة الكرامة منفتحين على كل المبادرات ومرحبين بكل الخطوات الجادة، وملتزمين بما تقترحونه علينا من خطوات».
وأشار قلاش إلى أن النقابة سلكت كل السبل لتوضيح موقفها وحل الأزمة، حيث قدمت بلاغات للنائب العام ضد الاعتداء على النقابة، ومذكرة قانونية مفصلة حول ملابسات اقتحام وحصار النقابة، وتم تشكيل لجنة قانونية لمتابعة كل تداعيات الأزمة، وجار إعداد ملف قانوني عنها. وتابع موضحا أنه «خلال فترة الأسبوعين فتحت النقابة أبوابها لكل مبادرات الحل بشرط الحفاظ على كرامتها وهيبتها وإعمال دولة القانون، وبدأت الوفود الحضور إلى مقر النقابة واستقبلناها بروح حرة تريد الحل، وبإعلان واضح أننا لسنا في خصومة مع مؤسسات الدولة»، مشيرا إلى أن أبرز مطالب النقابة هو «إعمال دولة القانون في مواجهة الجميع».
وأشار قلاش إلى أن اللجنة استقبلت وفدا من لجنة الإعلام والثقافة بمجلس النواب لبحث الأزمة، وقال إن «كثيرا من أعضاء الوفد جاء للنقابة محمّلا برؤى سلبية حول القضية وموقف النقابة من الأزمة نتيجة للمعلومات المغلوطة التي نقلت لهم قبل الحضور». وقال نقيب الصحافيين إن «النقابة كانت حريصة على إزالة آثار التصريحات السلبية والمعلومات المغلوطة التي كانت تستهدف إثارة الرأي العام ضد النقابة وقضيتها العادلة، سواء من خلال قرار تأجيل انعقاد مؤتمر الجمعية العمومية لمدة أسبوع لإعطاء الفرصة لحل الأزمة، أو من خلال التعامل بإيجابية مع تصريحات رئيس الجمهورية».
وأكد قلاش في كلمته أنه «ما زالت أبوابنا مفتوحة لأي حل يحفظ للنقابة كرامتها وللمهنة هيبتها تحت مظلة رئيسية، وهي إعمال دولة القانون، بعيدًا عن محاولات تزوير الحقائق التي حاول بعض الأطراف اللعب بها للنيل من موقفنا».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.