أوكار «القاعدة» في المكلا تكشف عن حجم تسليح ضخم للتنظيم

خطط للتمدد في اليمن لإقامة دولته في شبه الجزيرة العربية

وجدت قوات التحالف عددا كبيرا من القذائف مختلفة الأشكال
وجدت قوات التحالف عددا كبيرا من القذائف مختلفة الأشكال
TT

أوكار «القاعدة» في المكلا تكشف عن حجم تسليح ضخم للتنظيم

وجدت قوات التحالف عددا كبيرا من القذائف مختلفة الأشكال
وجدت قوات التحالف عددا كبيرا من القذائف مختلفة الأشكال

كشفت الحملة التي تنفذها القوات اليمنية وقوات التحالف العربي لتطهير المكلا من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، عن حجم ضخم من الأسلحة الثقيلة والذخائر شديدة الانفجار، والتي كانت مخبأة في مقرات حكومية، الأمر الذي يؤكد أن «القاعدة» كانت تخطط للتمدد بشكل كبير في اليمن، وإعلان دولة تابعة لها في شبه الجزيرة العربية.
وقال مصدر مطلع في قوات التحالف العربي لـ«الشرق الأوسط»، إن حملة التطهير قادت إلى الكشف عن كميات ضخمة من الأسلحة مخبأة في عدة مقار حكومية في المكلا، من أبرزها إدارة الجمارك، والقصر الجمهوري، وميناء الضبة، وفندق أبراج الدوحتين، وبيت المحافظ.
وكشف المصدر عن أنواع متعددة من الأسلحة التي تم ضبطها، منها دبابات تي 55، ومدافع هاون، وصواريخ دوشكا وكاتيوشا، وقواذف ومتفجرات وألغام دبابات، موضحًا أن التنظيم على الرغم من الكميات الكبيرة للأسلحة التي يمتلكها فإنه أنشا مصنعين محليين، الأول مختص بتصنيع العبوات الناسفة، فيما يختص المصنع الثاني بتفخيخ السيارات.
مدينة المكلا سقطت في قبضة تنظيم القاعدة في أبريل (نيسان) 2015، حيث سعى لبسط نفوذه في المدينة وتعزيز سيطرته على الميناء، في الوقت الذي طالب سكانها بضرورة خروج المسلحين منها، خاصة بعدما تفشت تجاوزات التنظيم المتشدد بحق السكان.
وبالعودة إلى المصدر فقد أكد أن حجم الأسلحة والذخائر والاستعدادات التي قام بها التنظيم تظهر بشكل جلي المخططات التوسعية للتنظيم، إضافة إلى نيته إقامة دولة في شبه الجزيرة العربية، تكون منطلقًا لتهديد الأمن والسلم الإقليمي، على غرار تجربة «داعش» في سوريا الذي استغل انشغال العالم بالحرب الدائرة بين النظام السوري وقوات المعارضة، وقام بترسيخ تواجده والتأسيس لكيان خاضع له بالكامل.
ووفقًا للمعلومات فإنه تم ضبط كثير من المنشورات التي تدعو إلى «الجهاد» ضد الأميركان وقوات التحالف، وتحذر من العمل معهم، حيث يركز التنظيم في أدبياته على أهمية «الجهاد» كونه «السبيل الوحيد لتحرير الأمة».
وأكد المصدر أن الكشف عن هذه الكميات الضخمة من الأسلحة في مخابئ تنظيم القاعدة تؤكد من جديد صواب الخطوة التي اتخذها التحالف العربي بالتدخل العسكري الحاسم ضد التنظيم، وأن هذا الأمر يزيد من إصرار وعزيمة التحالف على مواصلة محاربة الإرهاب في اليمن. واعتبرت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن في وقت سابق أن تحرير مدينة المكلا يعتبر رسالة لكل من يدعم الإرهاب في اليمن، متعهدة بالمضي قدمًا في محاربة القاعدة في اليمن، والتي أثبتت أنها تنظيم ضعيف، وأن الضربات للتحالف سهلت عمليات القوات اليمنية.
وساهم دعم قوات التحالف العربي في اليمن، في تحقيق النصر بمدينة المكلا وتحريرها من تنظيم «القاعدة»، في الوقت الذي تتعهد القوات بالمضي قدما في محاربة «القاعدة».
ويؤكد التحالف العربي أن استقرار اليمن هو استقرار للمنطقة كلها، مشيرًا إلى أن تنظيم «القاعدة» كان يسرق ملايين الدولارات من مدينة المكلا يوميا، من خلال الجباية والإتاوات، وأنه فقد مصدر تمويله الرئيسي بعد تحريرها.
وأشار التحالف إلى أن عملية تحرير المكلا أثبتت أن تنظيم القاعدة ضعيف وهش، مثنيا على دور الضربات الجوية التي شنها التحالف في تسهيل مهمة الجيش اليمني في المدينة، في الوقت الذي يؤكد أن عملية تحرير المدينة تمت بناء على طلب من الحكومة الشرعية اليمنية، موضحًا أنها رسالة واضحة وقوية إلى من يدعم الإرهاب في اليمن.
وتعد مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، جنوب اليمن، وهي تطل على بحر العرب، ويقسمها خور إلى نصفين، في الوقت الذي يبلغ عدد سكانها أكثر من نصف مليون نسمة، كما أنها تعد مدينة وليدة رغم انتعاش أسواقها وارتفاع عدد المستثمرين فيها. وتتوافق نسبة ارتفاع السكان مع الزحف العمراني الذي يمدد رقعة مساحتها سنويا، في حين تعد من أنشط المدن السياحية في اليمن، وتحتضن عددا من الفنادق والمراكز التجارية، وتملك شواطئ تجعلها مركز جذب سياحي.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.