الكولونيل ستيف وارن: نعمل لدفع «داعش» خارج الموصل وإخراجه من العراق

البنتاغون قال لـ «الشرق الأوسط» إن «داعش» خسر 30 إلى 35 % من أراضيه

الكولونيل ستيف وارن
الكولونيل ستيف وارن
TT

الكولونيل ستيف وارن: نعمل لدفع «داعش» خارج الموصل وإخراجه من العراق

الكولونيل ستيف وارن
الكولونيل ستيف وارن

أكد ماثيو ألن، المتحدث الصحافي بمكتب وزير الدفاع الأميركي، تراجع سيطرة تنظيم داعش من مناطق كثيرة في كل من العراق وسوريا، مشددا على أن التنظيم يعاني هزائم متوالية، ولم يقم بأي هجمات فاعلة خلال شهور.
وقال المتحدث باسم البنتاغون في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»: إنه «بالمقارنة مع ذروة نفوذ تنظيم داعش في أغسطس (آب) 2014، فإن الوضع الحالي يشير إلى أن (داعش) لا تستطيع العمل، وفقدت نحو 30 إلى 35 في المائة من المناطق التي كانت تسيطر عليها ومأهولة بالسكان في العراق وسوريا».
وأضاف: إنه «خلال أبريل (نيسان) 2016، فقد (داعش) مناطق أخرى إضافية في كل من العراق وسوريا، لكن النسبة الإجمالية للأراضي التي خسرها حتى الآن لا تزال في حدود 30 إلى 35 في المائة في كلا البلدين».
واعترف المسؤول في البنتاغون باستمرار «داعش» في شن هجمات رغم النجاحات التي حققتها قوات التحالف الدولي، وقال: إنه «على الرغم من فقدان (داعش) تلك الأراضي، إلا أن التنظيم لا يزال قادرا على شن هجمات في الكثير من المناطق التي لا يزال يسيطر عليها».
من جانبه، أفاد الكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم التحالف الدولي لمكافحة «داعش»، في مؤتمر صحافي صباح أمس (الأربعاء)، بأن «داعش» يعاني الهزيمة، «ويحاول القيام بعمليات هجومية في الموصل، لكن استطعنا تعطيل تلك العمليات، ونعمل حاليا مع القوات العراقية على دفع (داعش) من مدينة الموصل والاستمرار في هزيمته حتى إخراجه من أنحاء العراق كافة».
وأشار الكولونيل وارن إلى تكثيف عمليات التدريب للقوات العراقية، واستخدام طائرات «الأباتشي» في مساعدة العمليات التي تقوم بها القوات العراقية المحلية، إضافة إلى نجاح قوات التحالف في تعطيل مخططات «داعش» لشن هجمات بالأسلحة الكيماوية. وقال: «قمنا بتعطيل تلك المخططات والقبض على أبو داود، مسؤول الأسلحة الكيماوية، وكان ذلك صيدا ثمينا، حيث نقوم باستجوابه والمعلومات التي حصلنا عليها منه قادت إلى نجاح في هجمات أخرى عدة ضد (داعش). وسنستمر في استهداف أي مخططات لعمليات لـ(داعش) تتعلق بتسليح كيماوي».
ودون إعطاء تفاصيل أخرى، أشار الكولونيل وارن إلى تركز قوات «داعش» في مناطق عدة، وقال: إن «هناك ما بين عشرة آلاف إلى 12 ألف مقاتل من (داعش) في الموصل وتلعفر، ومئات عدة في الموصل والتكتيكات التي يحاول التنظيم استخدامها حاليا هي خلق حالة من الرعب في بغداد، وسلاحهم هو تفجير القنابل في الأسواق المكتظة بالسكان».
وقد تباينت النسب خلال الأسابيع الماضية ما بين تصريحات تشير إلى فقدان «داعش» 40 في المائة من الأراضي، وفي أحيان أخرى فقدان 45 في المائة منها في العراق، و20 في المائة في سوريا. وهو ما يشير إليه المحللون بأن ساحة المعركة بين الولايات المتحدة وقوات التحالف ضد «داعش» مستمرة ومتفاعلة، وتشهد نجاحات وأيضا بعض الخسائر، وأن النجاح في استعادة الأراضي من سيطرة «داعش» دفعت التنظيم للرد على شكل هجمات إرهابية ضد المدنيين في بغداد.
وتستند تلك النسب المئوية إلى المقارنة مع المناطق التي سيطر عليها «داعش» في ذروة نفوذه في العراق وسوريا في عام 2014. ويشير مسؤولو البنتاغون إلى أن القوات العراقية، بمساعدة الضربات الجوية للتحالف والمستشارين الأميركيين الذين يقدمون التدريب والمشورة، استعادت مناطق كبيرة من سيطرة «داعش» في الرمادي وغرب العراق، وقامت بعمليات حول الموصل؛ تمهيدا لشن هجوم كبير لطرد «داعش» من مدينة الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق.
وقال الجنرال جاري فولسكي، قائد قوات التحالف، في تصريحات سابقة للصحافيين: إن «المجموعة المتطرفة (داعش) أصبحت في موقف أضعف عما كانت عليه من قبل، وهناك تدهور واضح في قدرات (داعش) على إجراء عمليات هجومية، لكن الحرب أصبحت أكثر صعوبة عند محاولة استعادة الموصل من سيطرة (داعش)، وهي معقلهم الرئيسي في شمال العراق. ونحن ننظر ونقيّم الوضع مع شركائنا العراقيين حول العمليات المستقبلية في الموصل، وتسريع وصولنا إلى الموصل؛ لأن (داعش) لا يزال لديهم القدرة على توليد القوة؛ مما يجعل معركة الموصل أكثر صعوبة».
كما أشار الجنرال إلى أن معركة استعادة الرمادي استغرقت ستة أشهر، لكن «داعش» احتل الموصل لأكثر من عامين، والموصل أكبر من الرمادي ثلاث مرات، وقال: «نحن ذاهبون للتأكد من أن الظروف مواتية لاستعادة الموصل، لكن الأمر قد يستغرق بعض الوقت».
إلى ذلك، يؤكد مسؤولو البنتاغون، أن التفجيرات في بغداد هي دليل على أن «داعش» يخسر، وأصبح في موقف دفاعي، كما يفقد سيطرته في العراق وسوريا. وقد أكد جون كيربي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، أول من أمس، أن المعلومات الاستخباراتية التي يتم الحصول عليها حول مخططات «داعش» في سوريا والعراق أصبحت أفضل على الأرض، وبخاصة بعد العمليات التي بدأت في الموصل وحولها.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.