مؤتمر إسلامي بالقاهرة يحذر من «خطر التكفير» على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية

بمشاركة أكثر من 80 عالما ووزيرا ومفتيا من 35 دولة

مؤتمر إسلامي بالقاهرة يحذر من «خطر التكفير»  على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية
TT

مؤتمر إسلامي بالقاهرة يحذر من «خطر التكفير» على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية

مؤتمر إسلامي بالقاهرة يحذر من «خطر التكفير»  على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية

حذر مؤتمر إسلامي عقد بالقاهرة أمس من «خطر التكفير» والفتاوى المغلوطة والإرهاب على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية. وشارك في المؤتمر أكثر من 80 عالما ووزيرا ومفتيا من 35 دولة. وقال رئيس الحكومة المصرية، المهندس إبراهيم محلب إن بلاده تخوض حربا ضارية ضد الإرهاب، بينما شدد شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، على أن السجون ليست السبيل الوحيدة لمواجهة التكفير.
وبدأت بأحد فنادق القاهرة أمس، فعاليات المؤتمر الدولي الثالث والعشرين الذي يعقده المجلس اﻷعلى للشؤون اﻹسلامية التابع لوزارة اﻷوقاف، والذي يدور حول خطورة التكفير والفتوى دون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية. وأقيم المؤتمر تحت رعاية الرئيس عدلي منصور ويحضر فعالياته التي تستمر على مدى يومين، شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريك الكرازة المرقسية، ووزراء الأوقاف والتنمية المحلية والتعليم العالي.
وقال المهندس محلب خلال مشاركته في المؤتمر إن «مصر تخوض حربًا ضارية ضد إرهاب غاشم لا دين له». وأضاف أن «البعض يتخذ الدين وسيلة لتحقيق مصالح سياسية.. والأزهر يقف بالمرصاد ضد كل دعاوى التشدد والتعصب الديني»، لافتا إلى أن خطورة التكفير على المصالح الوطنية، «أمر جلل يترتب عليه غضب شديد، والفتوى دون علم تؤدي إلى فساد».
وكان انعقاد المؤتمر توقف في مصر منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011 بسبب الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد، حيث كان يعقد سنويا تحت رعاية الرئيس المصري. وقال مصدر مسؤول في الأوقاف، إن من أبرز الوفود المشاركة المملكة العربية السعودية، ومملكة البحرين، وعمان، وروسيا، مضيفا أن عدد أفراد الوفود اﻷجنبية يقارب 500 شخصية ممثلين لما يقرب من 35 دولة ومنظمة. وتشهد مصر، منذ عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنتها السلطات «تنظيما إرهابيا»، تفجيرات وأعمال عنف مسلحة، قتل خلالها المئات من الأشخاص بينهم عناصر تابعة للجيش والشرطة. وتقول السلطات المصرية «إنها مستمرة في تنفيذ واستكمال خارطة الطريق والتي حددتها ثورة 30 يونيو (حزيران) حتى ينعم الشعب بالخير والنماء والاطمئنان».
وقال شيخ الأزهر إن الأمة العربية تمر بمحنة كبرى من «خلال فتوى وفوضى التشدد لمن ظننا أنهم تخلصوا من أفكارهم الشاذة في العقد الماضي في التسعينات، غير أن آفة التكفير موجودة في أفريقيا وآسيا حيث تقتل الآمنين وترتكب الجرائم باسم الإسلام مع دعوى الجهاد والتكبير، الأمر الذي استغله الإعلام الغربي على أن الإسلام دين دموي يسفك الدماء». وأضاف شيخ الأزهر أن «مجتمعاتنا لم تكن تعلم بجماعة تقول بتكفير المجتمع في السبعينات وولدت في السجون بسبب العنف ضدهم آنذاك، وقد سارعوا بتأييد الحاكم، وقلة منهم كفرتهم لتأييدهم لحاكم كافر وطالبوا بالعزلة والخروج من الكفر بتأييد أميرهم، وخرجت في السبعينات وأصبحت في ذمة التاريخ لتعود على يد شباب كرد فعل على الاضطهاد». وأشار الطيب إلى أن التعذيب الشديد في الستينات تسبب في نشأة التكفير، مضيفا: «إن السجون ليست السبيل الوحيدة لمواجهة التكفير». ومن جانبه، أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن اقتحام غير المتخصصين لمجال الدعوة والفتوى دون علم أدى إلى الانحراف والميل والتشدد والإضرار بعلاقات الناس ومصالحهم، مضيفا: «إن موجات التشدد تنعكس سلبا على المصالح الوطنية والأمن القومي والمصالح الدولية للبلاد».في السياق نفسه، أرسلت الوفود المشاركة في المؤتمر رسالة إلى العالم، تؤكد أن «مصر تنعم باﻷمان والاستقرار». وقال توفيق الدسوري، نائب وزير الأوقاف السعودي، إن مصر هي قلب العالم وحصن الإسلام، وستنتصر على الإرهاب الذي يريد نشر الفوضى وإشعال الحرائق.
وأكد الدسوري، في تصريحات صحافية على هامش المؤتمر أمس، أن كل الدول العربية تدعم مصر من أجل إنهاء المرحلة الانتقالية وتحقيق تطلعات وطموحات شعبها الذي قام بثورة عظيمة أسقط فيها حكم التطرف والإرهاب، لافتا إلى أن مصر ستعود أقوى مما كانت، والسعودية وكل العرب مستمرون في دعم المصريين بكل قوة في حربها ضد الإرهاب والتطرف. وقال يشار شريف أوغلو، نائب مفتي اليونان، إنه قبل قدومه لمصر تلقى تحذيرات كثيرة من أصدقائه بعدم السفر؛ ولكنه أصر على زيارة القاهرة لثقته في الأمن المصري وقدرته على مواجهة الإرهاب والأفكار المتطرفة من الجماعات التي تدعي حمايتها للدين.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الأوقاف، إن «الوزارة لم توجه الدعوة عمدا إلى قطر وتركيا وسوريا وإيران، وذلك ﻹضرار قطر وتركيا بأمن مصر مع إصرار الوزارة أن تقدم تركيا اعتذارا لشيخ اﻷزهر لموقف نظامها السياسي منه شخصيا».



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».