نقص المواد الرئيسية في صنعاء والميليشيات الانقلابية تحاصص تجارة التجزئة

1227 حالة اختطاف تسجلها مدينة إب خلال 8 أشهر

نقص المواد الرئيسية في صنعاء والميليشيات الانقلابية تحاصص تجارة التجزئة
TT

نقص المواد الرئيسية في صنعاء والميليشيات الانقلابية تحاصص تجارة التجزئة

نقص المواد الرئيسية في صنعاء والميليشيات الانقلابية تحاصص تجارة التجزئة

دخلت العاصمة اليمنية «صنعاء» مرحلة حرجة من نقص الإمدادات الرئيسية لمشتقات النفط والغذاء التي استولت عليها ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في حين شنت الميليشيا حملات دهم لمواقع تجار التجزئة في المدينة، وتوعدتهم بإغلاق منافذهم إن لم يقدموا نصف العائد من عمليات البيع لجميع المواد الغذائية والاستهلاكية.
وقالت لجان حقوقية في المدينة إن هناك نقصا حادا في مشتقات النفط والغاز، والمواد الأساسية من الغذاء «الدقيق، الأرز، السكر» مما ينبئ عن كارثة إنسانية، ما لم تتدخل المنظمات الدولية لوقف علميات المحاصصة التي تنفذها الميليشيات بحق المدنيين، في حين أكدت مصادر عسكرية أن الميليشيات تقوم بعمليات سطو على صهاريج النفط القادمة من المدن القريبة والمصدرة للبترول.
من جهة أخرى، كشف تقرير حقوقي أن ميليشيات الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع اختطفت، منذ سيطرتها على مدينة «إب» التابعة إداريا لإقليم الجند، أكثر من 1227 شخصا، فيما زادت عمليات الاختطاف لتبلغ ذروتها خلال الأشهر الأخيرة ليصل معدل الذين اختطفوا نحو 466 حالة في عدة أشهر، الأمر الذي دفع بكثير من سكان المدينة للفرار خوفا على سلامتهم.
وفي عمران، داهمت ميليشيا الحوثيين «السجن المركزي» في مديرية سحب، وشرعت في ضرب السجناء بالهراوات، وبالأسلحة الثقيلة، التي أدت إلى إصابات متنوعة لعموم المساجين، وفي حين لم تعرف أسباب هذه الحملة، لكن حقوقيين أكدوا أنه عمل انتقامي لمناهضي تواجدهم في المدينة، ومطالبة المساجين بتحسين المعاملة، مؤكدين أن الجمعيات الحقوقية وثقت هذه الأعمال لرفعها إلى الحكومة الشرعية والمنظمات الدولية.
وقال عبد الكريم ثعيل، عضو المجلس الأعلى لمقاومة صنعاء، إن المدينة تعيش أصعب الأوضاع الإنسانية والمعيشية بعد انهيار العملة اليمنية، الذي كان وراءها عملية السطو على احتياطي المركزي التي نفذتها ميليشيا الحوثيين المقدرة بنحو ثلاثة مليارات دولار، تحت ذريعة دعم المجهود الحربي، وهذا ما دفع بتدهور العملة، وانعكس ذلك على المواطن العادي.
ووصل سعر الوقود إلى قرابة 20 ألف ريال يمني للتر، وأسعار السلع تضاعفت بشكل كبير، بحسب ما قاله عبد الكريم، الذي أكد أن أعدادا كبيرة من المواطنين تقف طوابير طويلة على محطات الوقود، وفي بعض منافذ بيع السلع الغذائية لأخذ احتياجها اليومي فقط من السلعة الرئيسية في الوقود والغذاء، متوقعا أنه مع وصول الوضع العام في العاصمة اليمنية إلى أدنى مستوياته ستندلع «ثورة الجياع» في المدينة للحصول على قوتهم اليومي.
وأرجع عضو مجلس المقاومة، أسباب ما وصلت إليه صنعاء، ما نفذته الميليشيات من أعمال وصفها بالإجرامية بحق المدنيين، التي تمثلت في عملية السطو على البنك المركزي، تلتها مؤسسات الصرافة، الأمر الذي تسبب في قلة تدفق العملة الأجنبية للمدينة، لتقوم الآن بالاستيلاء على المواد الغذائية وصهاريج النفط القادمة من خارج المدينة، كذلك محاصصة رجال الأعمال والتجار، واليوم تنفذ أعمال المحاصصة مع تجارة التجزئة والمدنيين، مشددا على أن هذه الأعمال تأتي في ظل صمت المجتمع الدولي حيال هذه الأوضاع الإنسانية والأعمال العسكرية التي تقوم بها الميليشيا.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.