في آيرلندا.. عشق المنازل الريفية ما زال يجذب «الذواقة»

السوق بدأت في الانتعاش بعد سبع سنوات عجاف

منزل ريفي جرى تجديده مؤخرًا على مساحة فدانين ونصف الفدان في ويست كورك بآيرلندا
منزل ريفي جرى تجديده مؤخرًا على مساحة فدانين ونصف الفدان في ويست كورك بآيرلندا
TT

في آيرلندا.. عشق المنازل الريفية ما زال يجذب «الذواقة»

منزل ريفي جرى تجديده مؤخرًا على مساحة فدانين ونصف الفدان في ويست كورك بآيرلندا
منزل ريفي جرى تجديده مؤخرًا على مساحة فدانين ونصف الفدان في ويست كورك بآيرلندا

يعود بناء هذا المنزل الريفي إلى 150 عامًا، ويقع على الساحل الجنوبي الغربي لآيرلندا، ويضم أربع غرف نوم ودورتي مياه كبيرتين وأخرى صغيرة. وقد خضع المنزل لعملية إعادة تجديد دقيقة مطلع الألفية الجديدة، بهدف تعزيز العناصر الريفية الساحرة به. تبلغ مساحة المنزل 2.500 قدم مربع، ويقع على فدانين ونصف غرب منطقة كاونتي كورك، التي تشتهر باسم ويست كورك. وهو معروض للبيع مقابل 595 ألف يورو (نحو 687 ألف دولار).
وتبعد المنطقة مسافة 10 دقائق بالسيارة عن سكيبيرين، وهي المدينة التي يبلغ تعداد سكانها قرابة ألفي نسمة، وتتميز بوفرة أماكن التسوق والمطاعم بها. كما يبعد المنزل مسافة ميل عن البحر، ونحو ساعة فقط عن المطار الدولي في كورك، حسبما أوضح سيان كارمودي، وكيل عقارات لدى شركة «مكارثي استيت إيجنتس آند فاليورز».
ويرتبط الجزء الرئيسي من المنزل الريفي، الذي بني بالاعتماد على لصق إسمنتي تقليدي فوق الأحجار، بمساحة كانت مخصصة في السابق لحلب الألبان وتربية الماشية عبر ممر يجري استخدامه حاليًا مساحة للمعيشة وردهة، وبجانبه مكتب بمدخل خاص. وتتميز المساحة بأكملها بنظام تدفئة أسفل الأرضية. وقد جرى عرض المنزل للبيع من دون الأثاث، لكن مع إمكانية التفاوض على قطع فردية بعينها، مثل طاولة مطبخ بالغة الضخامة.
بالنسبة للمطبخ، فإنه يتلالأ بأشعة الشمس القادمة إليه عبر سقف مقوس أبيض. ويشكل قوس مصنوع من خشب الدردار إطارًا لموقد مصنوع من الحديد الصلب، طراز «إيه جي إيه». ويؤدي باب منقسم لنصفين إلى ساحة خاصة جرى استغلالها في زراعة ورود وملحقات مبنية من الحجارة.
أما غرفة المعيشة فتتميز بأرضية خشبية وموقد يعمل بالخشب. وخارج غرفة المعيشة، توجد غرفة مكتب مزودة بمدفأة، وبها أرفف للكتب من الأرضية حتى السقف. أما غرف النوم الأربعة، فتوجد في الطابق الثاني من المنزل الريفي، وتتميز بأسقفها المقوسة. وتشترك ثلاثة منها في دورة المياه الرئيسية، التي تضم غرفة صغيرة منفصلة مخصصة للاستحمام.
أما غرفة النوم الرئيسية، فتتميز بأبواب فرنسية تؤدي إلى شرفة خاصة تطل على ماونت غابرييل. وأضاف كارمودي أنه «في الأيام التي يكون الجو فيها صحوا للغاية، تمكن مشاهدة رورينغ ووتر باي». وتوجد غرفة ارتداء الملابس بالطابق الأرضي، ويمكن الوصول إليها عبر سلالم.
أما المنطقة المحيطة، فتضم حدائق وجدرانا حجرية وأشجار التوت والعنب.
وفي الوقت الذي يميل فيه الزائرون للتوافد على القرى القريبة المطلة على الساحل في ويست كورك في مواسم بعينها، فإن سكيبيرين المطلة على نهر إلين تتمتع بعدد وفير من السكان بها على مدار العام، حسبما شرح كارمودي. وتستضيف المدينة سوقًا للمزارعين تقام أسبوعيًا، وبها متاجر لبيع لحوم الماشية التي تجري تربيتها محليًا، وكذلك منتجات الألبان. علاوة على هذا، من المقرر أن تستضيف المدينة بين 9 و18 سبتمبر (أيلول) هذا العام مهرجان «تيست أوف ويست كورك فود» السنوي المخصص للطعام. ومن المقرر مشاركة كارميل سومرز، أحد أشهر الطهاة الآيرلنديين، بالمهرجان. جدير بالذكر أن سومرز نقلت مؤخرًا المطعم ومدرسة تعليم الطهي اللذين تملكهما، ويحملان اسم «غود ثنغيز كافيه»، إلى قلب المدينة.
من ناحية أخرى، افتتح مركز ويست كورك للفنون معرضًا على مساحة 10 آلاف قدم مربع داخل مركز المدينة، العام الماضي، وأطلق عليه «أويلين». وتضم المناطق الساحلية الأقرب إلى المنزل أرصفة موانئ، بينما توجد شواطئ أكبر على بعد 10 أميال.

نظرة عامة على السوق
بدأت سوق ويست كورك في استعادة عافيتها العام الماضي بعد فترة تراجع طويلة امتدت بين عامي 2007 و2014. في أقصى فترات التراجع، انخفضت الأسعار عن المستوى الذي بلغته من قبل في ذروتها بنسبة 60 في المائة، حسبما ذكر بات ماغواير، رئيس بشركة «بات ماغواير بروبرتيز» في سكيبيرين. عام 2015. ومع تزايد معدلات البيع، ارتفعت الأسعار بما يتراوح بين نحو 10 في المائة و15 في المائة. ورغم استقرار الأسعار في الوقت الراهن، أعرب ماغواير عن اعتقاده أن القيم من المحتمل أن تشهد ارتفاعًا بنسبة 5 في المائة أخرى هذا العام.
والملاحظ أن المشترين من الآيرلنديين داخل ويست كورك ينجذبون إلى العقارات الموجودة بالمدن والقرى، بينما يميل المشترون من غير الآيرلنديين إلى العقارات القائمة بمناطق ساحلية نائية. وتتراوح أسعار العقارات على السواحل وبالمناطق القريبة منها بين قرابة 250.000 يورو وصولاً إلى مليون يورو، أو نحو ما بين 285.000 دولار و1.14 مليون دولار.

من يشتري في ويست كورك
يعد المشترون القادمون من بريطانيا المجموعة الرئيسية المحركة للسوق العقارية بالمنطقة في الوقت الراهن. وعن هذا، قال ماغواير: «لديهم نظرة جيدة للغاية إزاء مستوى جودة الحياة هنا»، مشيرًا إلى عناصر جاذبة، مثل الجو العام الهادئ في ويست كورك، والظروف المناخية المعتدلة نسبيًا مقارنة بالمناطق الواقعة إلى الشمال، وسهولة الوصول إلى مطار كورك، وقيمة المكان، خصوصا بالمقارنة بكثير من العقارات المتوافرة بالسوق البريطانية.
والملاحظ أن أعدادًا متزايدة من المشترين الأجانب بدأت تتحول بأنظارها باتجاه آيرلندا، حسبما أوضح كارمودي. وأضاف أنه من الواضح أن أسلوب الحياة البسيط في ويست كورك، الذي ما يزال يحتفظ بطابعه الريفي بدرجة كبيرة، يجتذب كثيرا من المهنيين من دبلن ولندن. وقال: «سحر المكان هو ما يدفع عمليات البيع».
وأشار ماغواير إلى أنه في العام الماضي «وللمرة الأولى منذ فترة طويلة»، بدأ آيرلنديون، ومنهم أميركيون وآيرلنديون في الشتات، يبدون اهتمامهم بويست كورك. ومع ذلك، ما يزال من النادر وجود مشترين أميركيين بالمنطقة.

أساسيات الشراء
يحتاج كل من البائع والمشتري إلى الاستعانة بمحام لتمثيلهما، تبعًا لما شرحه ليام أودونوفان، محام في سكيبيرين. أما الرسوم القانونية فتتراوح بين 0.5 في المائة و1 في المائة من سعر الشراء.
من ناحيتها، تفرض الحكومة الآيرلندية ضريبة على إجراءات نقل ملكية جميع العقارات. ويتولى المشتري دفع هذه الضريبة وتبلغ 1 في المائة من سعر شراء العقار البالغة قيمته نحو مليون يورو، أو نحو 1.14 مليون دولار، و2 في المائة من أي قيمة تفوق ذلك.
ويجب على المشترين الأجانب تسجيل بياناتهم لدى السلطات الضريبية الآيرلندية، وكذلك الحصول على رقم شخصي للخدمات العامة. وأوضح أودونوفان أن هذه الخطوة ضرورية لنقل ملكية العقار إلى اسم المشتري الجديد.
وأشار أودونوفان وماغواير إلى أن المشترين الأجانب قد يواجهون صعوبة في تنظيم المسائل المالية مع مصارف آيرلندية، لذا من الأفضل بالنسبة للمشترين غير الآيرلنديين تنظيم مسألة التمويل بالبلد الذي ينتمون إليه.
وهناك عدد من المواقع الإلكترونية المفيدة، مثل موقع السياحة بويست كورك: westcork.ie، وموقع مهرجان تيست أوف ويست كورك فود atasteofwestcork.com.

الضرائب والرسوم
تبلغ قيمة الضرائب العقارية المحلية على هذا المنزل نحو 1.035 ألف يورو، أو ما يعادل 1.180 ألف دولار تقريبًا، تبعًا لما أوضحه كارمودي. كما يجب على المشتري دفع رسوم تسجيل الأرض، التي تتراوح بين 400 و800 يورو، أو نحو 455 و910 دولارات، حسب سعر العقار.

* خدمة «نيويورك تايمز»



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»