لافروف: الأزمة السورية في مأزق والنهاية لا تزال بعيدة

مصدر: الفصل بين «النصرة» والمعارضة السورية في حلب من أهم نقاشات الاجتماع

لافروف: الأزمة السورية في مأزق والنهاية لا تزال بعيدة
TT

لافروف: الأزمة السورية في مأزق والنهاية لا تزال بعيدة

لافروف: الأزمة السورية في مأزق والنهاية لا تزال بعيدة

في تصريحات له تتناقض مع حرص موسكو خلال الفترة الماضية على تكوين انطباع لدى الجميع بأن «العملية السياسية السورية بألف خير»، أقر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بطريقة غير مباشرة، أن الأزمة السورية في مأزق حاليًا، وذلك حين قال إنه «يمكن إخراج العملية السياسية السورية من وضعها الحالي بحال نفذت كل الأطراف ما تم الاتفاق عليه ضمن المجموعة الدولية لدعم سوريا وفي مجلس الأمن الدولي».
وفي مداخلة له يوم أمس أمام طلاب جامعة بيلاروس الحكومية في مينسك، توقف لافروف عند الوضع الحالي في سوريا والعملية السياسية لتسوية أزمتها، معربًا عن اعتقاده بأن «نهاية الطريق (لحل الأزمة السورية) ما زالت بعيدة جدًا، وهناك كم هائل من العمل يجب إنجازه»، مؤكدًا على وجود «فرص لإخراج الأزمة السورية من المأزق الحالي والانتقال إلى التسوية السياسية». وأطلق لافروف هذه التصريحات قبل توجهه إلى فيينا، لافتًا إلى أنه سيعقد جلسة محادثات ثنائية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري فور وصوله إلى العاصمة النمساوية، وذلك تمهيدًا للقاء الذي ستعقده اليوم المجموعة الدولية لدعم سوريا.
في غضون ذلك ربط سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي احتمال استئناف العمل بالهدنة المؤقتة في حلب بممارسات «جبهة النصرة». ونقلت عنه وكالة «ريا نوفوستي» يوم أمس قوله إن «مسألة استئناف العمل بنظام الهدنة في حلب مرتبطة بمسألة سلوك (جبهة النصرة) والكيانات التابعة لها»، لافتًا إلى أن روسيا «تواصل مطالبة الولايات المتحدة باتخاذ كل التدابير اللازمة للفصل بين (النصرة) ومجموعات المعارضة السورية المسلحة»، معربًا عن أسفه لأن العمل في هذا المجال لا يجري كما يجب.
وكانت مصدر مطلع من العاصمة الروسية موسكو قد رجح في حديث لـ«لشرق الأوسط» أن يكون موضوع الفصل بين «جبهة النصرة» وفصائل المعارضة السورية المسلحة في حلب واحدًا من أهم المواضيع التي سيجري بحثها اليوم خلال اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، لافتًا إلى أن موسكو ترى اليوم حاجة ماسة بالعمل المشترك لإنقاذ وقف إطلاق النار وتشعر بالقلق من انهياره إن لم تستخدم القوى الدولية والإقليمية نفوذها وتقوم بخطوات حاسمة لإنقاذه.
في هذا السياق، وعلى ضوء ما قال إنها مشاورات ومحادثات تجري بشكل مستمر بين الجانبين الأميركي والروسي عبر أكثر من قناة دبلوماسية وعسكرية، لم يستبعد المصدر أن تصر موسكو في مطالبتها الشركاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا، على وضع آليات واضحة تضمن إنجاز مسائل عدة في مقدمتها الفصل بين «الإرهابيين» والمعارضة السورية على الأرض، مشيرًا إلى أن الأمر يصبح أكثر خطورة، لا سيما بالنظر إلى المواجهات الجارية حاليًا في ريف دمشق بين «المجموعات الإسلامية التي يتبع بعضها للمعارض السورية المسلحة من جانب وجبهة النصرة وحلفائها من جانب آخر»، حسب قوله. وحذر من أن توسع مساحات نفوذ «جبهة النصرة» والمتطرفين في ريف دمشق سيؤدي إلى تصعيد خطير في الوضع بشكل عام، وعليه، فإن الأمر الثاني الذي رجح المصدر أن يكون محط اهتمام لقاء اليوم في فيينا، هو التوافق على آليات واضحة ومحددة للتصدي للجماعات الإرهابية، وفق تصنيف مجلس الأمن الدولي لها، والتي لا يشملها الاتفاق الأميركي - الروسي لوقف إطلاق النار في سوريا، وهي «داعش» و«جبهة النصرة».
سياسيًا رأى المصدر أنه من الطبيعي جدًا أن تطرح روسيا من جديد موضوع التمثيل الواسع للمعارضة السورية في مفاوضات جنيف، وبصورة رئيسية فيما يتعلق بضرورة ضم الأكراد، حيث تصر موسكو على مشاركة «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي بزعامة صالح مسلم في تلك المفاوضات. كذلك ستعود موسكو وتطرح، حسب قول المصدر، ضرورة وقف تزويد «الإرهابيين» بالأفراد والعتاد عبر الحدود التركية.
وبينما أبدى بعض الحذر في توقعاته لنتائج اجتماع المجموعة الدولية لدعم سوريا، اعتبر المصدر من العاصمة الروسية، أن المجتمعين سيخرجون بنتائج قد تكون ضمن الحد الأدنى مما هو مطلوب، لكنها ستسهم بشكل كبير في تعزيز فرص استئناف مفاوضات جنيف في وقت قريب جدًا، دون أن يستبعد في ختام تصريحه احتمال تكليف بعض القوى الممثلة في المجموعة الدولية لدعم سوريا، بمهام في سياق «الواجبات» المنبثقة عن الاتفاقات التي تم التوصل إليها سابقًا ضمن المجموعة حول المبادئ الأساسية لتسوية الأزمة السورية.



بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

TT

بيان منسوب لبشار الأسد: غادرت بطلب روسي في اليوم التالي لسقوط دمشق

الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)
الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد (رويترز - أرشيفية)

نفى الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، أن يكون قد غادر سوريا «بشكل مخطَّط له كما أُشيع»، مؤكداً: «بل بقيت في دمشق أتابع مسؤولياتي حتى ساعات الصباح الأولى من يوم الأحد 8 ديسمبر (كانون الأول)».

وأوضح الأسد، في بيان منسوب إليه نشرته حسابات تابعة للرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي: «مع تمدد (الإرهاب) داخل دمشق، انتقلتُ بتنسيق مع الأصدقاء الروس إلى اللاذقية لمتابعة الأعمال القتالية منها».

وأضاف: «عند الوصول إلى قاعدة حميميم صباحاً تبيَّن انسحاب القوات من خطوط القتال كافة وسقوط آخر مواقع الجيش. ومع ازدياد تدهور الواقع الميداني في تلك المنطقة، وتصعيد الهجوم على القاعدة العسكرية الروسية نفسها بالطيران المسيّر، وفي ظل استحالة الخروج من القاعدة في أي اتجاه، طلبت موسكو من قيادة القاعدة العمل على تأمين الإخلاء الفوري إلى روسيا مساء يوم الأحد 8 ديسمبر».

وتابع: «مع سقوط الدولة بيد (الإرهاب)، وفقدان القدرة على تقديم أي شيء يصبح المنصب فارغاً لا معنى له، ولا معنى لبقاء المسؤول فيه».

وأضاف الأسد في البيان: «لم أكن في يوم من الأيام من الساعين للمناصب على المستوى الشخصي، بل عددت نفسي صاحب مشروع وطني أستمدّ دعمه من شعب آمنَ به».

وأعلنت المعارضة السورية، يوم الأحد 8 ديسمبر، أنها حررت دمشق وأسقطت حكم الرئيس بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً. وورد في بيان المعارضة على شاشة التلفزيون الرسمي: «تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد».

وأضافت المعارضة أنه جرى إطلاق سراح جميع المعتقلين، فيما كشف ضابطان كبيران بالجيش السوري عن أن الرئيس بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعلن الكرملين أن «الأسد وأفراد عائلته وصلوا إلى موسكو»، مضيفاً: «منحتهم روسيا اللجوء لدواعٍ إنسانية».

وشكَّلت المعارضة السورية بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكومة انتقالية مؤقتة برئاسة محمد البشير، حتى الأول من مارس (آذار) 2025.