انتحاري زعم «داعش» تنفيذه عملية «معسكر النجدة» قتل بغارة للتحالف

مصادر مطلعة: مغالطات التنظيم تكشف وقوف الرئيس السابق وراء تفجيرات المكلا

انتحاري زعم «داعش» تنفيذه عملية «معسكر النجدة» قتل بغارة للتحالف
TT

انتحاري زعم «داعش» تنفيذه عملية «معسكر النجدة» قتل بغارة للتحالف

انتحاري زعم «داعش» تنفيذه عملية «معسكر النجدة» قتل بغارة للتحالف

إعلان تنظيم داعش غير المعروف في اليمن، عن أسماء أشخاص انتحاريين نفذوا عمليات إرهابية، ونشر صورهم، تكرر كثيرا. واتضح فيما بعد عدم مصداقيتها، وكذب بعض أهالي «الانتحاريين الوهميين» بيانات «داعش» بنسب التفجيرات الإرهابية لأشخاص من ذويهم ليسوا منفذيها الحقيقيين.
واتضح أن الأسماء والصور التي يتداولها تنظيم داعش، عبر حساباته على شبكات التواصل الاجتماعي «فيسبوك - تويتر» هي صور مكررة ومغلوطة، حيث كشفت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الشخص الذي زعم تنظيم داعش أنه فجر نفسه أول من أمس، بوسط تجمع للمجندين الشباب أمام بوابة معسكر النجدة بمدينة المكلا بمحافظة حضرموت وأوقع أكثر من مائة بين قتيل وجريح كان قد قتل قبل شهر بغارة للتحالف العربي على معسكر حجر «للقاعدة».
هذا التلفيق أو «المغالطات» كما يصفها المراقبون تزيد من نسبة صحة الاتهامات الحكومية للرئيس المخلوع علي صالح بالوقوف وراء هذه التنظيمات الإرهابية لاستخدامها «فزاعة» للمجتمع الدولي وورقة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية غير مشروعة على حد قولهم.
أحد جرحى العملية الإرهابية التي استهدفت تجمعا للمجندين الشباب أمام بوابة معسكر النجدة بالمكلا أكد في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط» أن منفذ العملية الإرهابية رجل في العقد الخامس من العمر تم منعه من تخطي بوابة معسكر النجدة، مقر تسجيل المستجدين الشباب الراغبين للانتساب في السلك الأمني والعسكري.
وأوضح الجريح الشاب الناجي من التفجير الإرهابي، بأنه حينما سأل منفذ العملية قبل حدوثها عند بوابه المعسكر عن سبب تواجده، قال إنه جاء لتسجيل ابنه في الجيش، مضيفًا أنه بعد دقائق من عدم السماح له بدخول المعسكر، عاد خطوات للوراء وقام بتفجير نفسه، تبين أنه كان مرتديا حزاما ناسفا.
عدد من شباب وأبناء حضرموت أكدوا في أحاديث متفرقة لهم مع «الشرق الأوسط»» أن الصورة التي نشرها تنظيم داعش لمنفذ العملية «أبو أيوب الأنصاري» هي في الحقيقة صورة لشاب حضرمي، كان قد قتل قبل شهر بغارة للتحالف العربي على معسكر «للقاعدة» بمنطقة حجر.
وأكد طلاب بجامعة حضرموت أن الصورة التي نشرها تنظيم داعش على أنها لمنفذ عملية تفجير بوابة معسكر النجدة أول من أمس هي صورة للشاب الحضرمي المشار إليه، كان أحد الفائزين في الانتخابات الطلابية بكلية التربية «قسم الفقه والحديث» جامعة حضرموت، قتل في غارة للتحالف على معسكر «القاعدة» التدريبي بمنطقة حجر.
إلى ذلك كشف خبير تطوير برامج التزوير لـ«الشرق الأوسط» عن أن تنظيم داعش في اليمن تنظيم غامض وهو أقرب إلى الأجهزة المخابراتية منه إلى الكيانات الشعبية التي تعمل بالنهار.
يعتمد «داعش» في قوته على غموضه وبالتالي يستغل هذه الميزة في التحكم بما ينشره في إعلامه دون حرج، فهو عادة يعلن تبني عمليات مختلفة وينسبها لبعض مقاتليه وليس بالضرورة أن يكونوا هم فعلا من ارتكبها فقد يكون المنفذ قد قتل في غارة أو اشتباك سابق.
وأوضح أن تنظيم داعش لديه كادر كبير متخصص في الجرافيك والمونتاج المرئي وكلنا شاهدنا أعماله الدعائية الضخمة التي لا تنتجها إلا كبرى شركات الإنتاج العالمية، ولذلك لا غرابة أنه فبرك صورا أو ادعى غير الحقيقة في اليمن.
وكان ناشطون جنوبيون قد كشفوا قبل أشهر صورة الانتحاري «أبو حنيفة الهولندي» الذي أعلن تنظيم داعش عن تبنيه العملية الإرهابية التي استهدفت بوابة قصر معاشيق بعدن، وأسفرت عن سقوط العشرات بين قتلى وجرحى بينهم مدنون هي صورة تعود في الأصل لعنصر إرهابي قتل في سوريا في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي. وقال متخصصون في برامج «الفوتوشوب» إنه أثناء البحث والتحري، عبر محرك البحث جوجل عن صورة «أبو حنيفة الهولندي» الذي أعلن تنظيم داعش تنفيذه عملية تفجير بوابة قصر معاشيق بعدن، اتضحت، أنها لشخص يدعى أبو حنيفة الهولندي كان قد قتل في 20 أكتوبر 2015 بسوريا، مشيرين إلى أنه أيضا تم رصد تاريخ الصورة في حينها التي نشرها «داعش» عبر حساباته على الشبكة العنكبوتية «الإنترنت» وهو 17 ربيع الثاني 1436 هـ.
وقال مراقبون إن «الحقائق والوقائع على الأرض كشفت أن تنظيم داعش غير المعروف في اليمن يقف خلفه المخلوع علي صالح والأجهزة الأمنية والاستخباراتية الموالية له هي من تديره على حد قولهم، مؤكدين أنه لا وجود لتنظيم داعش حقيقي في اليمن وأن الجماعات الإرهابية في اليمن تتخذ تسمية (أنصار الشريعة) جناح تنظيم (القاعدة) بجزيرة العرب وهو التنظيم الإرهابي المعروف بحقيقة وجوده العلنية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.