وارن لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على تفكيك «داعش» ومواجهته بقوات محلية

المتحدث باسم «التحالف الدولي» أكد تنفيذ 250 ضربة جوية ضد «التنظيم»

وارن لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على  تفكيك «داعش» ومواجهته بقوات محلية
TT

وارن لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على تفكيك «داعش» ومواجهته بقوات محلية

وارن لـ«الشرق الأوسط»: نعمل على  تفكيك «داعش» ومواجهته بقوات محلية

شدد مسؤول رفيع في التحالف الدولي للحرب على تنظيم داعش، على أن أولوية التحالف حاليا، هي تفتيت بنية التنظيم من خلال قطع الاتصال بين المناطق التي يسيطر عليها، واستهداف الصف الأول من قياداته، وضرب قواعد تمركزه في المناطق المأهولة حتى يفقد القدرة على العمل كمنظومة واحدة، مشيرا إلى أن «التحالف» نفّذ نحو 250 ضربة جوية على التنظيم لهذا الغرض منذ مارس (آذار) الماضي.
وقال العقيد ستيف وارن، المتحدث باسم قوات التحالف الدولي للحرب على «داعش» لـ«الشرق الأوسط»: «تركيز التحالف منصبّ على هزيمة التنظيم في العراق وسوريا، ومواجهته من خلال قوات برية محلية نوفر لها المساندة من خلال التدريب والمشورة العسكرية، مع توفير غطاء جوي لها من قوات التحالف».
وأضاف: إن «التحالف نفّذ منذ مارس الماضي، 250 ضربة جوية استهدفت مقرات القيادة والسيطرة للتنظيم وقدراته القتالية والتمويلية على حد سواء، مع التركيز على القيادات الرئيسية لـ(داعش)، لخلق فراغ لا يستطيع صغار القادة ملئه لاستعادة قدرات التنظيم».
وقال العقيد وارن: «من خلال ضرب قدرات (داعش) الرئيسية، وفي الوقت ذاته استهداف قواته الميدانية، ودعم العمليات البرية التي تتصدى لـ(داعش)، فإننا بذلك نعمل على تفكيك التنظيم إلى الحدّ الذي لا يعود فيه قادرا على العمل كمجموعة متماسكة مترابطة»، موضحا أن «للضربات ضد هذه القدرات الرئيسة مفعولها، كما أن للضربات على مصادر التمويل أثرها في العمليات الميدانية، وعلى قدرة (داعش) على بث حملاته الدعائية وتجنيد المقاتلين، وتوفير الدعم اللوجستي، وعلى قدرة صغار قادته على القيادة والسيطرة، وبالتالي، فإن (داعش) صار الآن يخسر الأراضي التي كان يسيطر عليها، ويجد صعوبة في شن عمليات هجومية».
وأكد أن 18 شهرا من القتال الضاري أفقدت التنظيم الإرهابي 40 في المائة من الأراضي التي كان يسيطر عليها قبل تشكل التحالف، غير أنه شدد على أن إلحاق الهزيمة بـ«داعش» يجب أن يكون بتعاون دولي لوقف تدفق المقاتلين الأجانب للتنظيم واستهداف قدراته على التمويل بشكل مباشر.
وتطرق إلى أن التحالف العالمي يضم 66 دولة متحدة في جهود تشمل حكومات بمجملها لهدف واحد، هو إضعاف «داعش» وإلحاق الهزيمة به في نهاية المطاف «دفاعا عن بلادنا، وللمساعدة في تهيئة الظروف لتحسين استقرار وأمن المنطقة». وتابع: «تركيزنا الشديد منصب على العراق وسوريا والقتال المستمر ضد (داعش)، حيث تتطلب الحملة العسكرية لهزيمة التنظيم الاعتماد على القوات المحلية، ودعم وتمكين جهودها بمساندة من عملياتنا الجوية الدقيقة، وتقديم المشورة والمساعدة لقيادتها وتدريب قواتها البرية وإمدادها بالمعدات».
وأشار إلى أن «التحالف حقق نتائج في القتال ضد العدو، مع علمنا بأنه قتال ضار ويتطلب الصبر»، وأوضح مثالا على مفعول حملة التحالف هو أن (داعش) خسر مساحات شاسعة من الأراضي المأهولة التي كان يسيطر عليها، وما زال يخسر، وها هو الآن يفقد سيطرته على هيت، مقر قيادته في الرمادي غرب العراق».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.