دستورية إقالة الوزراء تشغل مشهد العراق السياسي.. والفصل بيد «الاتحادية»

اجتماع حاسم للقيادات الكردية بعد ضمانات العبادي

طفل يعاين الدماء المنتشرة داخل مقهى تعرض لقصف ميليشيات داعش بأحد أحياء العاصمة بغداد (أ.ف.ب)
طفل يعاين الدماء المنتشرة داخل مقهى تعرض لقصف ميليشيات داعش بأحد أحياء العاصمة بغداد (أ.ف.ب)
TT

دستورية إقالة الوزراء تشغل مشهد العراق السياسي.. والفصل بيد «الاتحادية»

طفل يعاين الدماء المنتشرة داخل مقهى تعرض لقصف ميليشيات داعش بأحد أحياء العاصمة بغداد (أ.ف.ب)
طفل يعاين الدماء المنتشرة داخل مقهى تعرض لقصف ميليشيات داعش بأحد أحياء العاصمة بغداد (أ.ف.ب)

قال شروان الوائلي مستشار الرئيس العراقي لـ«الشرق الأوسط» إن «وفد النواب المعتصمين الذي التقى الرئيس فؤاد معصوم حمل معه مبادرة موقعة من 96 نائبا، تتضمن عقد جلسة شاملة للبرلمان قبل بدء فصله التشريعي، على ألا تكون برئاسة سليم الجبوري الرئيس الحالي للبرلمان والمختلف على رئاسته من قبلهم، باعتبارهم عقدوا جلسة عدوها كاملة النصاب، وأقالوا هيئة الرئاسة واختاروا رئيسا مؤقتا (عدنان الجنابي) لحين اختيار هيئة رئاسة جديدة».
ووضعت مبادرة الحوار التي أطلقها النواب المعتصمون الجبوري في موقف حرج، في وقت ينتظر فيه الجميع موقف المحكمة الاتحادية التي قدمت لها الأسبوع الماضي ستة طعون من نواب ووزراء مقالين.
ولفت الوائلي إلى أن «النواب المعتصمين الـ96 الذين لن يترشحوا لأي منصب في رئاسة البرلمان طلبوا من رئيس الجمهورية التحرك بجانبين، الأول هو التفاهم مع الأطراف السياسية من أجل عقد هذه الجلسة الشاملة، والثاني التحرك بسرعة على المحكمة الاتحادية من أجل سرعة حسم الطعون المقدمة من قبلهم، بشأن دستورية أو عدم دستورية جلسة البرلمان التي تم فيها إقالة خمسة وزراء والتصويت على خمسة بدلاء».
وأشار إلى أن «رئيس الجمهورية قلل ومن باب اختصار الوقت مخاطبة المحكمة الاتحادية شفويا من أجل الإسراع باتخاذ قرار بهذا الشأن».
وكان الجبوري أكد خلال لقائه وزير الأمن الوطني الإيراني وجود سعي لتحقيق الإصلاح الشامل بالتنسيق مع بقية الأطراف، طبقا لبيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان، تم فيه التأكيد على «أهمية التنسيق والتعاون المشترك» بين العراق وإيران.
كما جرى التأكيد «على أن خطوات استقرار العراق ترتبط بشكل أساسي بإعادة الحياة لمؤسساته، وفي مقدمتها المؤسسة التشريعية للنهوض لدورها واستكمال مسيرتها باتجاه تحقيق الإصلاح الشامل».
ونقل البيان عن الجبوري تأكيده أن «هناك سعيًا حثيثًا لتحقيق ذلك بالتعاون والتنسيق مع بقية الأطراف».
وكان وفد من النواب المعتصمين التقى الرئيس العراقي فؤاد معصوم بهدف بحث الأزمة السياسية التي نشأت جراء تعطيل المؤسسة التشريعية بوجود رئاستين كل واحدة منهما تدعي امتلاكها الشرعية.
إلى ذلك، لمح مصدر مطلع لـ«الشرق الأوسط» إلى أن سليم الجبوري وبرغم وجود تحركات من داخل تحالف القوى لاستبداله فإنه لا يزال يرى أنه يتمتع بدعم قوي لا سيما من قبل الولايات المتحدة وإيران وبريطانيا.
وبين المصدر أن «زيارة وزير الأمن الإيراني ولقائه الجبوري إنما هي رسالة للأطراف الشيعية بضرورة عدم الذهاب باتجاه إقالة الجبوري».
وتعليقًا على أسباب وقوف إيران خلف الجبوري، قال المصدر إن إيران لا تريد المجازفة بالتعامل مع تركيبة جديدة وغير معروفة في البرلمان العراقي في حال تغيير رئاسته الحالية، وهو أمر من شأنه أن يربك حساباتها، بالإضافة إلى ذلك، طهران تعرف أن الجبوري ينتمي إلى حزب إسلامي كبير (الحزب الإسلامي) بما يجعلها تتعامل مع مؤسسة، وليس مع شخص، بينما الأمر يختلف عند الأميركيين والبريطانيين، إذ يشترط البنك الدولي لدعم العراق التعامل مع برلمان عراقي مستقر برئاسة منتخبة دون تغيير باتجاهات غير معروفة».
إلى ذلك، أكد النواب الكرد أنهم تلقوا تطمينات من رئيس الوزراء حيدر العبادي بشأن عدم تكرار ما حصل في الثلاثين من أبريل (نيسان) الماضي، بالإضافة إلى بحث القضايا المختلف عليها.
وقال عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني فرهاد قادر لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك أجواء إيجابية بشأن عودة النواب الكرد، لا سيما بعد التطمينات التي حصلنا عليها من الوفد الذي أرسله رئيس الوزراء حيدر العبادي، لكننا ننتظر الاجتماع الذي تعقده القيادة السياسية للأحزاب الكردية الخمسة يوم الاثنين من أجل حسم هذا الأمر».
وأضاف البرلماني أن «هناك قوانين وتشريعات حان أوان تشريعها، وهي موجودة في البرلمان منذ سنوات، كما أن هناك قضايا تمت الموافقة عليها على أثر تشكيل حكومة العبادي، لكنه لم يتحرك بشأنها، وهي مسائل لا بد من مناقشتها عن طريق الحوار الجاد».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.