تونس: اعتقال 37 إرهابيًا بعضهم شارك في هجمات ضد متحف باردو وسوسة

الداخلية: قتلى الحرس في تطاوين لم يكن بحزام ناسف بل أثناء تبادل إطلاق النار

تسلمت وزارة الدفاع التونسية أول من أمس معدات عسكرية أميركية من طائرات مراقبة واستطلاع وسيارات رباعية الدفع لدعم قدرات الجيش على ضبط حدود البلاد ومراقبتها (إ.ب.أ)
تسلمت وزارة الدفاع التونسية أول من أمس معدات عسكرية أميركية من طائرات مراقبة واستطلاع وسيارات رباعية الدفع لدعم قدرات الجيش على ضبط حدود البلاد ومراقبتها (إ.ب.أ)
TT

تونس: اعتقال 37 إرهابيًا بعضهم شارك في هجمات ضد متحف باردو وسوسة

تسلمت وزارة الدفاع التونسية أول من أمس معدات عسكرية أميركية من طائرات مراقبة واستطلاع وسيارات رباعية الدفع لدعم قدرات الجيش على ضبط حدود البلاد ومراقبتها (إ.ب.أ)
تسلمت وزارة الدفاع التونسية أول من أمس معدات عسكرية أميركية من طائرات مراقبة واستطلاع وسيارات رباعية الدفع لدعم قدرات الجيش على ضبط حدود البلاد ومراقبتها (إ.ب.أ)

كشفت وزارة الداخلية التونسية عن العدد الإجمالي للعناصر الإرهابية التي ألقت عليهم القبض منذ انطلاق العملية الأمنية بالمنيهلة يوم الأربعاء الماضي، وقالت إنه بلغ 37 عنصرًا متورطًا في خلايا إرهابية موزعة بكامل البلاد، ومنهم من شارك في عملية بن قردان في السابع من شهر مارس (آذار) الماضي وبقية الهجمات الإرهابية، وأكدت «أنها عناصر إرهابية مترابطة فيما بينها فكريًا». وقالت المصادر ذاتها إن بعض العناصر الموقوفة بعد أحداث المنيهلة (غرب العاصمة التونسية) سبق لهم النشاط ضمن المجموعات الإرهابية بجبال مناطق القصرين والكاف وسيدي بوزيد، وهم على علاقة بعناصر تونسية إرهابية تنتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي موجودة بكل من ليبيا وسوريا والعراق، متورطة كذلك في الأعمال الإرهابية التي استهدفت متحف باردو «18 مارس2015 ونزل سياحي بمدينة سوسة يوم 26 يونيو (حزيران) من نفس السنة وتفجير حافلة نقل الأمن الرئاسي يوم 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي».
وأسفرت تلك العمليات الإرهابية التي حدثت خلال سنة واحدة عن 23 قتيلاً في الهجوم على متخف باردو، و40 قتيلاً في الهجوم على المنتجع السياحي و12 قتيلاً في الهجوم على حافلة تقل أعوان الحرس الرئاسي على مقربة من شارع بورقيبة وسط العاصمة التونسية. وفي تصحيحها لما راج من أخبار حول تقصير أعوان الحرس الوطني في الحيطة حين مهاجمة العناصر الإرهابية في تطاوين، أكدت مصادر أمنية تونسية لـ«الشرق الأوسط» أن أعوان الحرس الأربعة الذين لقوا حتفهم يوم الأربعاء الماضي، قد توفوا خلال تبادل إطلاق النار مع عنصرين إرهابيين وليس نتيجة تفجير حزام ناسف من أحد العناصر الإرهابية. وأشارت إلى أحد العنصرين اللذين تم القضاء عليهما هو الإرهابي الخطير التونسي سالم السديري وهو أصيل ولاية - محافظة – تطاوين، وهو موضوع ملاحقة أمنية بسبب انتمائه إلى التنظيمات الإرهابية، وقد خضع لتدريبات عسكرية مهمة في ليبيا قبل عودته إلى تونس.
وكان السديري يشرف على عمليات تدريب كل الخلايا النائمة التي يتم تجميعها واستقطابها في تونس، وقبل إلقاء القبض عليه دخل في اشتباكات مع أعوان الحرس الوطني في المنزل المهجور الذي تحصّن به في منطقة تطاوين جنوب شرقي تونس قبل أن يتم القضاء عليه.
وبشأن العناصر الإرهابية التي ألقت القبض عليها أجهزة مكافحة الإرهاب، أوضحت الوزارة أنها كانت محل رصد ومتابعة من وحدات الحرس الوطني منذ أكثر من أربعة أشهر.
وذكرت في تقارير أمنية أن تلك العناصر تلقت تدريبات حول كيفية استعمال الأسلحة وصناعة المتفجرات، وسبق لها الانضمام إلى خلايا إرهابية وكانت بصدد التجمع بالعاصمة التونسية بهدف تنفيذ هجمات ضد منشآت حيوية وحساسة في العاصمة وعدد من المدن التونسية، إضافة إلى مقرات وقيادات أمنية. ومما يؤكد هذه الفرضية، عثور أجهزة مكافحة الإرهاب على عدد من الصور وعمليات رصد الأماكن المستهدفة في انتظار تنفيذ أعمال إرهابية باستعمال عبوات ناسفة ولاصقة عن بعد وعمليات انتحارية بعد عمليات التحضير وتوفير المواد الأولية لصنع المتفجرات والأحزمة الناسفة وجلب الأسلحة من القطر الليبي والمناطق الجبلية التي تتحصن بها المجموعات الإرهابية. وحجزت وحدات مكافحة الإرهاب أسلحة من نوع كلاشنيكوف ومسدسًا ورمانة يدوية وكمية من الذخيرة لدى الإرهابيين بمنطقتي المنيهلة وتطاوين.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.