البنتاغون يكشف عن وجود قوات كوماندوز خاصة قرب بنغازي

واشنطن تفرض عقوبات على رئيس مجلس النواب الليبي

البنتاغون يكشف عن وجود قوات كوماندوز خاصة قرب بنغازي
TT

البنتاغون يكشف عن وجود قوات كوماندوز خاصة قرب بنغازي

البنتاغون يكشف عن وجود قوات كوماندوز خاصة قرب بنغازي

كشف عسكريون أميركيون عن أن قوات كوماندوز أميركية خاصة ظلت موجودة في موقعين سريين في ليبيا منذ نهاية العام الماضي، وتنسق مع منظمات قتالية ليبية معادية لتنظيم داعش، كجزء من استراتيجية عسكرية أميركية، تحسبا لزيادة مقاتلي «داعش» في ليبيا خاصة في ظل هزائمهم المتزايدة في سوريا والعراق.
وقال المسؤولون العسكريون لصحيفة «واشنطن بوست» أمس إن 25 جنديا تقريبا موجودون قرب مدينتي مصراتة وبنغازي، وينطلقون من سفن عسكرية قرب الساحل الليبي، وإن البنتاغون يعتبرهم «قوات اتصالات» تمهد لعمليات عسكرية في المستقبل. كما كشف المسؤولون أيضا عن أن قوات خاصة من فرنسا ودول أوروبية أخرى تتحرك في هذه المناطق.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن جهود البنتاغون للاستعداد لمواجهة «داعش» في ليبيا «تواجه نفس المشاكل التي تواجهها، منذ سنوات، جهود أجنبية عسكرية وسياسية لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا، وذلك بسبب الاختلافات والاشتباكات بين المنظمات المتعاركة»، مشيرة إلى حدوث اشتباكات مؤخرا بين ميليشيات في مصراتة تعادي «داعش» وقوات الحكومة التي يقودها خليفة حفتر.
وأفاد مسؤولون ودبلوماسيون أميركيون مساء أول من أمس بأن الولايات المتحدة مستعدة لتخفيف الحظر المفروض من الأمم المتحدة على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، وذلك بهدف مساعدة حكومة الوفاق الوطني الليبية على محاربة تنظيم داعش.
وأوضح مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم نشر اسمه «إذا أعدت الحكومة الليبية قائمة مفصلة ومتجانسة بما تحتاج إليه لمحاربة تنظيم داعش، واستجابت لكل شروط الاستثناء، فأعتقد أن أعضاء مجلس الأمن الدولي سينظرون ببالغ الجدية في هذا الطلب»، مضيفا أن «هناك رغبة صحية جدا داخل ليبيا في التخلص بأنفسهم من تنظيم داعش، وأعتقد أن هذا أمر علينا أن ندعمه ونستجيب له».
وحتى الآن، اقتصر التحرك الأميركي في ليبيا على تنفيذ غارات جوية على موقع يشتبه في استخدامه معسكرا لتدريب عناصر تنظيم داعش، وعلى شخص يشتبه في تورطه في هجمات دامية في تونس المجاورة. كما أرسلت الولايات المتحدة مجموعة صغيرة من قوات النخبة إلى ليبيا لجمع المعلومات الاستخبارية، والاتصال بعدد من الفصائل المقاتلة، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».
وسيتم الاثنين المقبل البحث في تخفيف الحصار خلال لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظرائه من القوى الإقليمية في فيينا.
ولم تحدد المصادر الدبلوماسية نوع الأسلحة التي قد تطلبها حكومة الوفاق الوطني. وحذر دبلوماسيون من صعوبات حضور الحكومة الاجتماع حاملة مطالب ملموسة نظرا إلى وضع البلاد المتأزم.
ورغم أن مجموعات مسلحة عدةمن جهة ثانية فرضت وزارة الخزانة الأميركية، أمس (الجمعة)، عقوبات على عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب الليبي المعترف به دوليا، والموجود في طبرق «لعرقلته التقدم السياسي في ليبيا».
وقال مسؤول أميركي: إن «قرار اليوم يبعث رسالة واضحة بأن الحكومة الأميركية ستواصل استهداف أولئك الذين يقوضون السلام والأمن والاستقرار في ليبيا».
يأتي هذا التحرك بعد قرار مماثل من جانب الاتحاد الأوروبي ضد صالح في أبريل (نيسان) الماضي.
وعلى صعيد متصل بالأزمة في ليبيا، عُلم من مصادر مطلعة، أن «وزير الخارجية الأميركي جون كيري غادر أمس واشنطن إلى السعودية لإطلاق أسبوع من الجهود الدبلوماسية في محاولة لإنهاء النزاع في سوريا والأزمة في ليبيا».
ومن جد،ة حيث يلتقي كبار المسؤولين السعوديين، سيغادر كيري الاثنين إلى فيينا، حيث سيشارك في ترؤس اجتماعين دوليين حول النزاعين في سوريا وليبيا.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».