مقتل قيادي حزب الله بدر الدين يزيح عبء «الشاهد الأول» في قضية اغتيال الحريري

الحرب في سوريا تحصد أبرز عناصر الميليشيا الإرهابية

مقتل قيادي حزب الله بدر الدين يزيح عبء «الشاهد الأول» في قضية اغتيال الحريري
TT

مقتل قيادي حزب الله بدر الدين يزيح عبء «الشاهد الأول» في قضية اغتيال الحريري

مقتل قيادي حزب الله بدر الدين يزيح عبء «الشاهد الأول» في قضية اغتيال الحريري

يُعد الإعلان عن اغتيال القيادي العسكري فيما يسمى بميليشيا «حزب الله»، مصطفى بدر الدين، نكسة جديدة تتعرض إليها المجموعة المسلحة المدعومة من إيران. إلّا أنّها من حيث يدري الحزب أو لا يدري، قد تكون نعمة في الوقت نفسه، على اعتبار أنّ تصفية الشاهد الأبرز المتهم بالتورط في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قد أزاح عبئا ثقيلاً عن نظام بشار الأسد وحسن نصر الله معًا، كما أفقدهما عنصرًا حركيًا مؤثرًا كونه المؤسس الفعلي للجناح العسكري للحزب الميليشيوي.
وهكذا يستمر النزاع السوري بحصد أهم قياديي الميليشيا اللبنانية، فبعد يومين من التعتيم على النبأ، اعترف ما يسمى بـ«حزب الله»، اليوم (الجمعة)، بمقتل القيادي البارز مصطفى بدر الدين.
وفي أول تعليق للحزب، اتهم نائب في البرلمان اللبناني عن جماعة «حزب الله»، اليوم، إسرائيل بتصفية بدر الدين، متوعدًا بأن تردّ الميليشيا على إسرائيل «في الوقت المناسب»، مؤكّدًا أن إسرائيل تقف وراء مقتله.
وكان الحزب قد أعلن في وقت سابق أن بدر الدين قُتل في انفجار قرب مطار دمشق، من دون أن تحدد الجهة التي نفذت الهجوم. فيما تحدثت وسائل إعلام موالية لما يسمى بـ«حزب الله»، أنّ إسرائيل هي التي نفذت الهجوم.
من جانبها، علّقت صحيفة «معاريف» على مقتل بدر الدين الملقب بـ«ذو الفقار»، قائلة إن «اغتيال مصطفى بدر الدين بالقرب من مطار دمشق، الليلة الماضية، يشكل ضربة قاسية بشكل خاص لقيادة حزب الله العسكرية»، مضيفة أن «بدر الدين كان من الأوائل والمؤسسين للجناح العسكري لحزب الله، وهو بمثابة وزير أمن حزب الله»، مشيرة إلى أنه «في إسرائيل بالطبع لا يتأسفون على موت بدر الدين، الذي كان مشاركًا بالتخطيط لعشرات الخطط وتنفيذ هجمات ضد تل أبيب».
ولد بدر الدين، ولقبه ذو الفقار، عام 1961 في بلدة غبيري، واعتقل في الكويت عام 1983 بتهمة تفجير السفارة الأميركية لدى الكويت، وكان في صفوف «قوات 17» وهي جزء من حركة فتح في العاصمة بيروت، وانضم في وقت لاحق إلى ميليشيا الحزب، وهو عضو في مجلس الشورى الخاصة بالميليشيا، ورئيس وحدة العمليات في الخارج، كما كان صهر عماد مغنية قائد العمليات الدولية في حزب الله، الذي جرت تصفيته أيضًا في الأراضي السورية بالعاصمة دمشق، بتفجير عبوة مزروعة في إطار احتياطي في مؤخر السيارة، حيث لقي مصرعه على الفور.
تولى بدر الدين لحين اغتياله منصب قائد الذراع العسكرية للميليشيا، ومستشار الأمين العام للحزب حسن نصر الله. ويعتبر بدر الدين من أبرز الأسماء المتهمة بجريمة اغتيال الرئيس الحريري.
وكانت ميليشيا ما يسمى بـ«حزب الله»، قد مُنيت بخسائر كبرى منذ انخراطها في النزاع السوري، كضلع من أضلاع مثلث داعم لنظام الأسد يضم إلى جانبها إيران وقوة النظام المسلحة. وعلى الرغم من محاولاتها طمس الحقائق اضطرت الميليشيا حسب عادتها للاعتراف متأخرة بمقتل بدر الدين، الذي انضم إلى صفوف العشرات ممن تسميهم بـ«شهداء المقاومة في سوريا». ومن المعروف أن بدر الدين كان أحد مخططي تفجيرات الخبر في شرق السعودية في 1996.
وعلى الرغم من أنّ إسرائيل قد تكون المستفيد الأول من تورط ما يسمى بـ«حزب الله» في سوريا، فإنّ الانتشار الميداني الواسع لميليشيا الحزب فيها، سهّل وإلى حد ما برّر عمليات الحصد الإسرائيلي لقياداته العسكرية والأمنية، كما أن اغتيال بدر الدين شكل خدمة، غير مقصودة للحزب الميليشيوي، على اعتبار أن بدر الدين متهم بضلوعه في جريمة اغتيال الحريري، وبموته يزول شاهد رئيسي من الشهود المطلوبين للمحكمة الدولية.
ومن المعروف أنّ إسرائيل استطاعت تصفية عماد مغنية في فبراير (شباط) 2008، وابنه البكر جهاد، الذي زُجّ في الميليشيا، بعد وفاة والده بأوامر من نصر الله ورعاية من قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيرانية، الجنرال قاسم سليماني، وفُتح الطريق أمام مغنية الابن للدخول في العمل العسكري. وقتل جهاد في غارة إسرائيلية في الجولان راح فيها أيضًا محمد عيسى (الملقب بـ«أبو عيسى»). وكان عيسى المسؤول العسكري للميليشيا عن قطاع عملياتها في الجولان السوري. وكان عيسى المسؤول عن القواعد والتحصينات التي نصبها «حزب الله» في هذه المنطقة، التي نقل إليها ما تبقى من السلاح الصاروخي لدى قوات نظام الأسد، وصواريخ إيران وبعض الصواريخ التي في ترسانة الميليشيا، وذلك استعدادًا لفتح معركة واسعة مع إسرائيل في حال سقوط نظام الأسد.
كما تلقت ميليشيا «حزب الله»، ضربة موجعة في سوريا، بعد مقتل أحد مؤسسي جناحها العسكري وقائد عمليات الحزب في إدلب، حسن حسين الحاج الملقب بـ«أبو محمد الإقليم»، وذلك في معارك في ريف إدلب في الشمال الغربي السوري.
وقد سبق للحزب الميليشيوي أن اعترف بمقتل السجين السابق في إسرائيل سمير القنطار بغارة استهدفت مبنى سكنيًا بمدينة جرمانا في ضواحي دمشق، وأدت أيضًا إلى وقوع قتلى وجرحى آخرين.
واليوم يبدو أنّ الحزب بات محشورًا بين تحقيقات المحكمة الدولية الخاصة التي تنظر في جريمة إغتيال الحريري والقرارات المصرفية الأميركية التي تجفف تمويله والنزاع السوري الذي يستنزفه بشريا وعسكريا بوتيرة دورية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.