آلاف الفلسطينيين في إسرائيل يحيون ذكرى النكبة بالمطالبة بحق العودة

مصر تفتح معبر رفح مع غزة لليوم الثاني.. وانتقادات فلسطينية لضعف وتيرة عمله

آلاف الفلسطينيين في إسرائيل يحيون ذكرى النكبة بالمطالبة بحق العودة
TT

آلاف الفلسطينيين في إسرائيل يحيون ذكرى النكبة بالمطالبة بحق العودة

آلاف الفلسطينيين في إسرائيل يحيون ذكرى النكبة بالمطالبة بحق العودة

شارك آلاف من الفلسطينيين العرب في إسرائيل أمس في إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية بمسيرة أقيمت في قرية سبالة المهجرة في النقب، ورفعوا الأعلام الفلسطينية ولافتات تطالب بحق العودة.
ووقف المشاركون عند بدء المهرجان دقيقة صمت حدادا على أرواح «شهداء فلسطين»، وأنشدوا بعدها النشيد الوطني الفلسطيني، وأقسموا قسم حق العودة، بحسب ما أفاد مصور وكالة الصحافة الفلسطينية.
وسيحيي الفلسطينيون غدا الذكرى في قرية طيرة الكرمل جنوب حيفا، التي بنيت على أنقاضها مدينة «طيرات هكرمل» الإسرائيلية.
ونظمت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل مسيرة العودة الـ19 أمس في النقب تحت شعار: «يوم استقلالكم ذكرى نكبتنا».
في حين أحيت إسرائيل ذكرى قيام الدولة الثامنة والستين بحسب التوقيت العبري. وفي هذا اليوم، يحيي العرب في إسرائيل يوم النكبة بمسيرات وزيارات لقراهم المهدمة والمهجرة. كما يحيي الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة والشتات ذكرى النكبة في 15 مايو (أيار) الحالي، التي شهدت تهجير نحو 760 ألف فلسطيني من أراضيهم مع قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وهذه هي المرة الأولى التي تقام فيها المسيرة على أراضي النقب الفلسطيني في قرية وادي سبالة المهجرة، التي أقيم على أراضيها «كيبوتس شوفال».
وبهذا الخصوص، قال الدكتور علي الهزيل من قرية سبالة لوكالة الصحافة الفرنسية «إن سكان النقب وبئر السبع هاجروا نتيجة الخوف والترهيب وارتكاب المجازر، مثل مجازر بايكة القواسمي وعسلوج وجبارات.. وغيرها. وقد وثقها باحثون يهود وعرب»، مضيفا أن «150 ألف بدوي فلسطيني كانوا يسكنون في النقب ومدينة بئر السبع هاجروا إلى الأردن وقطاع غزة والضفة الغربية، ولم يبق منهم بعد حرب 1948 سوى 9400 فلسطيني جمعتهم إسرائيل في منطقة أطلقت عليها اسم السياج». وقد قرر مؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن غوريون في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1948 إبقاءهم في المنطقة».
واليوم يوجد نحو 260 ألف بدوي في إسرائيل، معظمهم يقيمون في صحراء النقب في الجنوب، ويقيم أكثر من نصفهم في قرى غير معترف بها دون بنى تحتية وفي فقر مدقع.
وستنظم غدا «مسيرة العودة» في قرية الطيرة جنوب حيفا في شمال إسرائيل. وكانت عدد سكان الطيرة ذات المنازل الحجرية، والتي تقع على سفح جبل الكرمل وتحيط بها بساتين الزيتون واللوز، نحو 6113 نسمة قبل أن تحتلها قوات «الهجاناه» اليهودية الإسرائيلية في 16 يوليو (تموز) 1948 بعدما قصفتها البحرية الإسرائيلية. وبنيت على أنقاضها مدينة «طيرات هكرمل» التي يسكنها نحو 19 ألف يهودي، ولا يوجد فيها سكان عرب.
ويقدر عدد عرب إسرائيل اليوم بـ1.4 مليون نسمة، ينحدرون من 160 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948، وهم يشكلون 20 في المائة من السكان، ويعانون من التمييز ضدهم، خصوصا في مجالي الوظائف والإسكان، كما يتعرض بعضهم للاعتقال في ظروف مهينة وغير إنسانية.
وفي هذا السياق، أفاد «نادي الأسير الفلسطيني» أمس بأن إسرائيل اعتقلت 647 فلسطينيا إداريا منذ 1 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، دون تقديم لائحة اتهام ومن دون محاكمة.
ووفقا لبيان للنادي، الذي نقلته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، فإن عدد الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية وصل إلى نحو 750، وهي المرة الأولى التي يرتفع فيها لهذا العدد منذ عام 2008. وأشار إلى أن الأوامر، الصادرة عن القضاء العسكري، تنوعت بين أوامر جديدة وتمديد. كما أكد النادي أن السلطات «وسعت من نطاق الاعتقال الإداري عقب إيعاز الحكومة الإسرائيلية للجيش بذلك».
يذكر أن أكثر من مائتي فلسطيني قتلوا منذ بدء موجة التوترات المستمرة مع إسرائيل منذ مطلع أكتوبر الماضي، أغلبهم لدى تنفيذهم أو محاولة تنفيذ عمليات طعن ودهس ضد جنود ومستوطنين إسرائيليين.
من جهة ثانية، فتحت السلطات المصرية أمس معبر رفح البري مع قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، وسط انتقادات فلسطينية إزاء ضعف وتيرة العمل في المعبر؛ إذ قالت هيئة الحدود والمعابر في وزارة الداخلية في غزة إن 412 مسافرًا غادروا عبر المعبر خلال عمله أمس، فيما عاد إلى القطاع 511 آخرون. ووصفت الوزارة على موقعها الإلكتروني وضع معبر رفح بعد فتحه أمس لأول مرة منذ نحو ثلاثة أشهر بأنه «مأساة تتجدد مع كل فتح استثنائي للمعبر»، وذلك في ظل التكدس الكبير للراغبين بالسفر، ودعت السلطات المصرية إلى «اتباع سياسة جديدة تراعي الظروف الإنسانية الصعبة لسكان قطاع غزة، وتقدير الأوضاع الصعبة للحالات الإنسانية التي تزداد كل يوم، والعمل على فتح المعبر لمدة أطول».
ولم تفتح السلطات المصرية المعبر منذ بداية العام الحالي سوى ثلاثة أيام فقط، ويتم السماح بالسفر عبر المعبر لمن سجلوا أسماءهم مسبقا في كشوفات وزارة الداخلية في غزة من حملة الجوازات المصرية والمرضى والطلبة، وأصحاب الإقامات الخارجية. وسبق أن أعلنت وزارة الداخلية في غزة أن عدد المسجلين لديها للسفر عبر المعبر يبلغ نحو 30 ألف شخص، وأن اقتصار العمل فيه ليومين «لا يحل الأزمة الإنسانية المتفاقمة» لسكان غزة.
ويشهد معبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة على العالم، أزمة حادة في عمله منذ صيف عام 2013 في ظل توتر العلاقات بين حماس التي تسيطر على القطاع منذ منتصف عام 2007، ومصر.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.