«حزب الله» يهدد المصارف اللبنانية بـ«الخط الأسود» بعد إقفال حسابات نوابه

رئيس الحكومة شكل لجنة لمتابعة ملف العقوبات الأميركية مع «المركزي»

عناصر من حزب الله الإرهابي يتابعون خطابا لحسن نصر الله في بيروت أمس (إ.ب.أ)
عناصر من حزب الله الإرهابي يتابعون خطابا لحسن نصر الله في بيروت أمس (إ.ب.أ)
TT

«حزب الله» يهدد المصارف اللبنانية بـ«الخط الأسود» بعد إقفال حسابات نوابه

عناصر من حزب الله الإرهابي يتابعون خطابا لحسن نصر الله في بيروت أمس (إ.ب.أ)
عناصر من حزب الله الإرهابي يتابعون خطابا لحسن نصر الله في بيروت أمس (إ.ب.أ)

وجه ما يسمى «حزب الله» الإرهابي تهديدات لمصرف لبنان المركزي والمصارف اللبنانية الخاصة، بعد بدء تطبيق إجراءات خاصة، تطبيقا لقانون العقوبات الأميركية ضد الحزب، وبعد معلومات عن إقفال المصارف حسابين تابعين لنائبين من كتلة الحزب النيابية، وثالث لابنة نائب سابق، ومسؤول حالي في الحزب.
ونقل عن وزير الصناعة حسين الحاج حسن، أحد ممثلي الحزب في الحكومة، قوله أمس، ردًا على إجراءات المصارف: «لقد تخطينا الخط الأحمر ووصلنا إلى الخط الأسود والعقوبات الأميركية لن تمر».
وقال وزير الإعلام، رمزي جريج، إن «مجلس الوزراء عرض موضوع التدابير المتخذة من المصارف بناء على تعاميم مصرف لبنان، تطبيقا لقانون العقوبات الأميركي على (حزب الله)»، مشيرًا إلى أنه «تمت مناقشة التدابير حيث أبدى الوزراء مقرراتهم». وخلال تلاوته مقررات جلسة مجلس الوزراء، أشار إلى أن رئيس الحكومة تمام سلام قرر متابعة الموضوع مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بالتنسيق مع وزير المالية وإعلام مجلس الوزراء عند الاقتضاء نتيجة متابعته للموضوع.
وانتقدت كتلة الحزب النيابية أمس، التعاميم التي أصدرها مؤخرا حاكم مصرف لبنان رياض سلامة لدعوة المصارف اللبنانية للتقيد بأصول التعامل مع القانون الأميركي، الذي أصدره الكونغرس عام 2015، محظرا التعامل مع الحزب وإقفال الحسابات المصرفية لنحو 91 شخصا ومؤسسة تتعامل معه بعد إصدار مراسمه التطبيقية مؤخرا.
وعدت الكتلة «القانون الأميركي الذي صدر مؤخرا، وتلتزم المصارف اللبنانية بالعمل بموجب أحكامه، قانونا مرفوضا جملة وتفصيلاً لأنه يؤسس لحرب إلغاء محلية يسهم في تأجيجها المصرف المركزي وعدد من المصارف، فضلاً عن كون الالتزام به مصادرة للسيادة اللبنانية النقدية». ووصفت تعاميم سلامة بـ«أنها انصياع غير مبرر لسلطات الانتداب الأميركي النقدي على بلادنا، ومن شأنها أن تزيد تفاقم الأزمة النقدية وتدفع البلاد نحو الإفلاس بسبب ما سينتج من قطيعة واسعة بين اللبنانيين والمصارف، الأمر الذي يعرّض البلاد لانهيار نقدي خطير ولفوضى عارمة غير قابلة للاحتواء».
ودعت الكتلة حاكم المصرف المركزي إلى «إعادة النظر في قراراته الأخيرة لتتوافق مع السيادة الوطنية وتطالب الحكومة باتخاذ الإجراءات المناسبة لتلافي التداعيات الخطرة التي ستنجم عنها».
وكان سلامة طالب المصارف بتنفيذ عملياتهــا بما يتناسـب مع مضـمون القـانون الأميركي، ومضمون الأنظمة التطبيقية المصدرة بالاستناد إليه. كما دعا المصارف إلى إبلاغ المصرف المركزي مسبقًا بأي حساب مصرفي يقرر المصرف إقفاله، أو بأي حساب مصرفي جديد يمتنع المصرف عن فتحه، على أن يبلغ هذا الأمر إلى هيئة التحقيق الخاصة في مصرف لبنان معللاً بالأسباب الموجبة، ويعود للهيئة القرار الحاسم في مثل هذه المسائل.
وكان أمين عام «الحزب» حسن نصر الله، قال في إحدى إطلالاته الأخيرة إن حزبه «لا يملك ودائع في المصارف اللبنانية لا سابًقا ولا حالًيا، وليست لدينا أعمال استثمارية، ولسنا شركاء مع شركات أو تجار، ولا داعي لأن يصاب البنك المركزي أو مديرو المصارف بالهلع»، محذرا من «الانصياع للإرادة الأميركية».
مع العلم أن المستهدفين المباشرين بالقرار الأميركي هم 95 شخصا، معظمهم من المسؤولين السياسيين في الحزب ورجال أعمال وشركات ومؤسسات تعدها واشنطن مرتبطة بالحزب، وفي مقدمها «نصر الله» والمسؤول العسكري مصطفى بدر الدين (أحد الأربعة الذين تتهمهم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري)، ورجال أعمال على صلة بالحزب، إضافة إلى مؤسسات الحزب الإعلامية (تلفزيون «المنار»، وإذاعة «النور»).



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».