السيسي يدعو الإعلام ومؤسسات الدولة للتكاتف.. ويؤكد: لا أحد فوق المساءلة

وجه بضرورة العمل على تطوير العشوائيات للقضاء على بؤر الإرهاب والتطرف

السيسي يدعو الإعلام ومؤسسات الدولة للتكاتف.. ويؤكد: لا أحد فوق المساءلة
TT

السيسي يدعو الإعلام ومؤسسات الدولة للتكاتف.. ويؤكد: لا أحد فوق المساءلة

السيسي يدعو الإعلام ومؤسسات الدولة للتكاتف.. ويؤكد: لا أحد فوق المساءلة

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إلى تكاتف مؤسسات الدولة بما فيها الإعلام من أجل مصلحة مصر واستقرارها وأمانها، مؤكدا أنه «ليس هناك أحد فوق المساءلة»، في أول رسالة غير مباشرة يوجهها السيسي، تعقيبا على الأزمة المثارة بين نقابة الصحافيين ووزارة الداخلية. وسبق أن طالبت «الصحافيين» مؤسسة الرئاسة بتقديم اعتذار عن اقتحام قوات الأمن مقر النقابة قبل نحو أسبوعين والقبض على صحافيين بها، بتهمة «التحريض على التظاهر»، كما دعت لإقالة وزير الداخلية.
وقال السيسي، خلال افتتاحه 32 مشروعا تنمويا جديدا أمس نفذتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ووزارتي الإسكان والنقل، إنه يجب «ألا يكون هناك أبدا اختلاف بين مؤسسات وأجهزة الدولة وأطياف المجتمع المصري»، مشيرا إلى «أننا لسنا في حاجة إلى الاختلاف، لأن هدفنا واحد، ومصلحتنا واحدة، وهي مصلحة مصر واستقرارها وأمانها ومستقبلها».
وخاطب المصريين مطالبا إياهم بألا يخافوا وأن يطمئنوا على مستقبل مصر، وتابع: «أجهزة الدولة ومؤسساتها والإعلام وكلنا هدفنا مصر بلدنا»، داعيا إلى العمل من أجل إقرار دولة مؤسسات وقانون يسير على الكل، وفي المقدمة مؤسسة رئاسة الجمهورية. وقال «ليس هناك أحد فوق المساءلة»، لافتا إلى تلقيه منذ أشهر، ما يفيد بوجود تجاوز في مؤسسة الرئاسة، فوجه على الفور بمحاكمة المسؤول عن التجاوز، مؤكدا أن «من يخطئ يحاسب، وهذا لا يعيب ولا يؤثر على مؤسسة الرئاسة أو أي جهة أخرى». ودعا الرئيس إلى الابتعاد عن المحسوبية والمجاملة. وأوضح أنه سبق أن أصدر 3 توجيهات إضافة إلى توجيه رابع أمس، بألا تكون هناك محسوبية أو مجاملة أو «معرفة الرئيس». وأكد السيسي أن الطرق والمشروعات التي تفتتح تكون تحت سيطرة وإشراف ومسؤولية القوات المسلحة، وعندما تحتاجها أجهزة الدولة، تسلم إليها وحمايتها من التعدي عليها، وانتقد السيسي التعدي على الأراضي، مؤكدا أنه لن يسمح أبدا بذلك. وقال إن كل الطرق التي تم افتتاحها والأراضي يكون لها تخصيص من الدولة لمواطنين، أما الأراضي التي لم يتم تخصيصها فتكون تحت مسؤولية القوات المسلحة ولا ينقص منها متر واحد ولا يتم التعدي عليها.
وشدد على «أننا نتحدث عن دولة قانون، ولا يمكن لأي شخص أن يحصل على شيء دون وجه حق»، ولفت إلى أنه ينتظر موافاته خلال شهر واحد بأنه تمت إزالة التعديات التي اعتدي عليها من أراضي الدولة خلال الفترة الماضية، موضحا أن «دولة القانون تعني أن الجميع، بما فيهم رئيس الجمهورية، ليس فوق سلطة القانون، وأراضي الدولة لا يتعدى عليها أحد، وعلينا كدولة إعلان التخطيط بما يسمح بطرح هذه الأراضي للمواطنين».
وأعرب عن غضبه لتلقيه تقارير بأنه تم التعدي على 300 ألف فدان من مشروع المليون ونصف المليون فدان، مشيرا إلى أنه سيتم طرح هذه الأراضي على الناس ليكون لها وضع مستقر دون بيروقراطية. ونوه الرئيس بأن هذا الأمر لا يليق بمصر، وبأن الدولة تسعى للتعامل من خلال القانون مع الأراضي التي سبق وضع اليد عليها خلال السنوات الماضية، مشددا على أنه لن يسمح بوضع اليد على أراض أخرى. ودعا الرئيس، إلى سرعة طرح الأراضي على المستفيدين، سواء بالنسبة لمشروع المليون ونصف المليون فدان، أو مدينة الأثاث في دمياط، ومدينة الجلود بالروبيكي. ووجه السيسي خطابه لوزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية مصطفى مدبولي، ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء كامل الوزير، قائلا: «إن وزارة الإسكان والهيئة الهندسية للقوات المسلحة مسؤولتان عن أن تطور المناطق العشوائية خلال سنتين»، وتابع: إذا أردنا القضاء على الإرهاب والتطرف فلا بد من تطوير المناطق العشوائية». مضيفا: «أنا طلعت من صندوق (تحيا مصر) مليار جنيه.. ولو كان في أكثر كنت هطلع، لمعالجة وتطوير العشوائيات».
وقال إن «بعض القنوات تصور هذه العشوائيات وتقدمنا على أننا فقراء، ولن يحدث ذلك مرة ثانية»، موضحا أن هذه المناطق يقدر عدد سكانها بنحو 850 ألف مواطن، وتحتاج إلى 14 مليار جنيه لتطويرها. وأضاف أن تطوير المناطق يتطلب وقتا، ويقوم على فكرة إخلاء المنطقة من السكان الذين يعيشون فيها ثم إعادة بنائها من جديد، لافتا إلى أنه في حال إخلاء هذه المناطق، سيتم تطويرها خلال سنتين وليس 3 سنوات، وذلك مثل مناطق غيط العنب، وكوب الملح، والدويقة، مشيرا إلى أن هؤلاء المواطنين يحتاجون إلى مناطق قريبة من التي كان يقطنونها.
وشدد السيسي على أن الدولة في حالة توافر الفرصة ستقوم بإنهاء تطوير المناطق العشوائية في أسرع وقت ممكن،



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».