الحكومة الفلسطينية ترد على عرض حماس تسليم شركة الكهرباء

قالت إنها مستعدة لتسلم جميع مهامها في غزة

الحكومة الفلسطينية ترد على عرض حماس تسليم شركة الكهرباء
TT

الحكومة الفلسطينية ترد على عرض حماس تسليم شركة الكهرباء

الحكومة الفلسطينية ترد على عرض حماس تسليم شركة الكهرباء

أعلن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الفلسطينية، يوسف المحمود، أن الحكومة على استعداد لتسلم كامل مهامها في قطاع غزة، متهما حركة حماس بمقاومة هذه اللحظة، ورفض تمكين الحكومة من القيام بمهامها، وذلك ردا على اقتراح حماس الأخير بتسلم الحكومة شركة الكهرباء في قطاع غزة.
وقال المحمود في بيان: «الحكومة مستعدة لتسلم كل قطاع غزة، لكن حركة حماس تقاوم حتى اللحظة، وترفض تمكين الحكومة من القيام بأي من مهامها في المحافظات الجنوبية، مستندة في ذلك إلى التستر والتلطي خلف إطلاق الشعارات وتوزيع الاتهامات والأباطيل التي بات يعرف حقيقتها الجميع، ويعرف أنها لا تساوي شيئا سوى إغراق الوضع الداخلي بمزيد من الأعباء والهموم، وترسيخ الانقسام الأسود، خصوصا في هذه الظروف التي تشهد فيها القدس وسائر أنحاء الوطن أعنف هجمة عدوانية احتلالية، وأحوج ما يكون فيها شعبنا إلى وحدة الصف والاتفاق والوفاق».
وتساءل المحمود: «إذا كانت حماس مستعدة لتسليم شركة الكهرباء، فلماذا لا تمكن الحكومة من تسلم كامل مسؤولياتها في قطاع غزة، حسب التوافق الوطني، وحسبما تمليه علينا جميعا المصلحة الوطنية ومصالح شعبنا الصامد المناضل التي تتمثل بإنهاء الانقسام الأسود، وتوحيد الصف، والمسارعة إلى العمل والبناء والارتقاء إلى مستوى تضحيات شعبنا البطل».
وتابع المحمود: «إن هذه التصريحات وغيرها تندرج ضمن حالة الاستعراض التي تصر عليها بعض الأطراف في حركة حماس، التي تحاول من خلالها الهروب من مواجهة ما صنعته أيديها إلى حرب اللافتات والشعارات، في محاولة للتغطية على السوأة الوطنية والتمسك بالانقسام الأسود».
وشدد المتحدث الرسمي على أن حكومة الوفاق الوطني تجدد الدعوة أمام جماهير شعبنا إلى تمكينها من تحمل كامل مسؤولياتها في غزة الحبيبة، والعمل فورا على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية وإنهاء معاناة شعبنا والوقوف صفا واحدا أمام الهجمة الاحتلالية الاقتلاعية التي نتعرض لها.
وجاءت تصريحات المحمود الهجومية بعد يوم من عرض حماس على الحكومة أن تبادر فورا لتسلم شركة الكهرباء وتحمل مسؤولياتها لتوفير الكهرباء لسكان غزة، داعية إياها في بيان «بالتوقف عن لغة المزايدة والفئوية».
وقال الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري، في تصريح صحافي: «إن حماس عرضت على الحكومة خلال أحد اللقاءات مع اللجنة الفصائلية لملف الكهرباء، تسلم شركة الكهرباء بالكامل، وتحمل مسؤولياتها وحل أزمة الكهرباء، لكنها رفضت ذلك».
وجدد أبو زهري تأكيد الحركة أنه لا علاقة لها بشركة الكهرباء، لأنها شركة خاصة، وهي تعاني من سياسة التمييز والتهميش التي تمارسها الحكومة تجاه غزة ومؤسساتها.
وتحولت شركة الكهرباء في غزة إلى عنوان للخلاف والمناكفات، بعدما تسبب انقطاع الكهرباء عن السكان السبت الماضي، بموت 3 أطفال أشقاء حرقا، بسبب الشموع التي تستخدمها العائلات بديلا للطاقة.
ونشرت حماس يافطات في غزة تتهم من خلالها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتسبب في حصار القطاع ووفاة الأطفال فيه محترقين، وردت فتح بنشر تصاميم تظهر قادة حماس بمن فيهم رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، بوصفهم قتلة أطفال.
وتبادلت الحركتان الاتهامات حول المسؤولية عن انقطاع الكهرباء في غزة.
وتقول حماس إن السلطة ترفض حل المشكلة، وتصر على فرض ضرائب على الشركة، وتقول السلطة إنها تدفع من جيبها الخاص مبالغ كبيرة لدعم الشركة التي تديرها حماس وتجبي أموالها لحسابها الخاص، متجاهلة حاجة المواطنين.
واتهم رئيس حماس في غزة إسماعيل هنية، السلطة الفلسطينية ورئيسها، بالمشاركة في حصار غزة، وبرفض مشاريع تقدمت بها جهات مختلفة لتحسين الوضع وإنهاء أزمة الكهرباء بشكل كامل، ورد أسامة القواسمي، الناطق باسم فتح بقوله، إن حماس تتحمل المسؤولية عن الوضع الإنساني الصعب الذي يعاني منه سكان القطاع. متهما الحركة بمنع الحكومة من العمل في القطاع وجباية أموال الكهرباء والضرائب لصالح عناصرها من دون الاكتراث لمعاناة المواطنين واستغلالها كمية كبرى من الكهرباء لصالح قياداتها دون دفع أي ثمن مقابل ذلك.
وتصل الكهرباء إلى سكان القطاع من 4 إلى 6 ساعات فقط في اليوم



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.