مصرع 20 جنديا يمنيا في هجوم على مركز عسكري بحضرموت

الداخلية تقيل قيادات أمنية.. ونزوح عشرات الأسر من عمران

مظاهرة في في صنعاء للمطالبة برفع الحصانة عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح أمس (أ.ب)
مظاهرة في في صنعاء للمطالبة برفع الحصانة عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح أمس (أ.ب)
TT

مصرع 20 جنديا يمنيا في هجوم على مركز عسكري بحضرموت

مظاهرة في في صنعاء للمطالبة برفع الحصانة عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح أمس (أ.ب)
مظاهرة في في صنعاء للمطالبة برفع الحصانة عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح أمس (أ.ب)

لقي 20 جنديا يمنيا مصرعهم في هجوم مسلح فجر أمس بمحافظة حضرموت، في الوقت أصدر فيه وزير الداخلية قرارا بإيقاف عدد من القيادات الأمنية، في حين نزحت عشرات الأسر عن مدينة عمران في شمال البلاد في ظل هدنة هشة بين الحوثيين والجيش اليمني.
وقالت مصادر رسمية يمنية إن 20 جنديا لقوا مصرعهم في هجوم مسلح على مركز عسكري فجر أمس في مدينة الريدة بمحافظة حضرموت في جنوب البلاد، وتشير أصابع الاتهام إلى تورط تنظيم القاعدة في الهجوم، في الوقت الذي أصدر وزير الداخلية اليمني، اللواء عبده حسين الترب، قرارا بإيقاف مدير أمن حضرموت وقائد القوات الخاصة وقائد النقطة العسكرية التي تعرضت للهجوم، في المحافظة التي تشهد، في الآونة الأخيرة، سلسلة من العمليات التي توصف بالإرهابية وعمليات الاغتيالات بحق الضباط والجنود.
وقال مصدر أمني مسؤول بوزارة الداخلية إن «هجوما إرهابيا غادرا استهدف فجر اليوم (أمس)، نقطة أمنية بمنطقة المضي بمدخل سيحوت بمحافظة حضرموت بأربع سيارات مسلحة، نتج عنه استشهاد 20 فردا من قوات الأمن الخاصة»، وأوضح المصدر لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن «هذا الحاث الإرهابي أدى كذلك إلى جرح شخص آخر إثر قيام مجموعة مسلحة خارجة عن النظام والقانون بمباغتة أفراد النقطة الأمنية التي تبعد عن مدينة المكلا بـ120 كيلومترا عند الساعة السادسة والنصف من فجر اليوم (أمس) ومن ثم لاذوا بالفرار». وقال مصدر في الداخلية اليمنية إن «العناصر الإرهابية المتورطة في هذه الجريمة لن تفلت من العقاب، وإن الأجهزة الأمنية ستلاحق الإرهابيين حتى يجري ضبطهم وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل».
في موضوع آخر، قالت مصادر في محافظة عمران بشمال صنعاء لـ«الشرق الأوسط» إن الهدنة التي أبرمت في محافظة عمران بشمال صنعاء بين الحوثيين والجيش اليمني هشة، وإن عشرات الأسر نزحت عن مدينة عمران في ظل استمرار تمترس القوات العسكرية وميليشيات الحوثيين في المواقع التي يسيطر عليها كل طرف، وتنتهي الهدنة الخميس المقبل في ظل مخاوف من تجدد القتال.
ووصفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» الأوضاع في عمران بأنها غاية في التوتر، وقالت المصادر إن المدينة تحولت إلى مدينة أشباح وإن شوارعها فارغة من المارة والمحلات التجارية مغلقة، وتعد عمران المعقل الرئيس لقبائل حاشد التي يتزعمها الشيخ صادق بن عبد الله بن حسين الأحمر، وهي القبائل التي يوالي زعماؤها حزب التجمع اليمني للإصلاح ذا التوجه الإسلامي (إخوان مسلمون)، ويتمركز المسلحون الحوثيون في مناطق كثيرة على مداخل مدينة عمران وفي وسطها، وحسب المصادر الحكومية فإن الحوثيين يسعون إلى السيطرة على المدينة بالقوة المسلحة قبل الدخول إلى العاصمة صنعاء التي يحاصرونها من أكثر من منطقة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».