البشير يدعو معارضيه إلى ترك السلاح.. واختيار صندوق الانتخابات

دعا الرئيس السوداني الحركات المسلحة التي تحارب حكومته في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، إلى وضع السلاح جانبا، والانخراط في العملية السلمية والحوار الوطني، وقبول خيار الانتخابات لحكم البلاد، في وقت استدعت فيه الخارجية السودانية السفير الفرنسي في الخرطوم، وأبلغته احتجاجها على استضافة بلاده لقيادات الحركات المسلحة، والاجتماع بهم في العاصمة باريس الشهر الماضي، باعتباره محاولة عدائية. فيما كشف نائب رئيس مجلس الوزراء القطري أحمد بن عبد الله آل محمود، خلال ختام اجتماع متابعة تنفيذ وثيقة الدوحة للسلام في دارفور، عن عقد اجتماع مشترك أواخر الشهر الجاري وأوائل يونيو (حزيران) المقبل في الدوحة، بين لجنة المتابعة والوسيط المشترك للبعثة الأممية في دارفور (يوناميد) وقادة حركتين مسلحتين رافضتين لوثيقة الدوحة.
وقال الرئيس عمر البشير في كلمته لافتتاح المؤتمر العام الـ16 لاتحاد عام نقابات عمال السودان بالخرطوم أمس، إن توقيع حكومته على خريطة الطريق أكد للعالم أنها تؤمن بخيار السلام وتنبذ الحرب، وإنها ماضية في استكمال مسيرة السلام بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وأضاف موضحا «أدعو حاملي السلاح للجنوح للسلم، والقبول بصندوق الانتخابات بدلاً عن صندوق الذخيرة».
وتباهى البشير بالانتصارات حيث قال إن الجيش حققها في دارفور أخيرًا، ونجاح استفتاء دارفور الإداري، مبرزا أنها حولت «حلم المتمردين بانتفاضة مزعومة إلى انتكاسة جديدة للواهمين والحالمين الذين يديرون معركتهم ضد الوطن من فنادق باريس»، مضيفا أن إجراء الاستفتاء يؤكد تعافي الإقليم من الحرب، واختياره للسلام والتنمية.
ووصف البشير توقيع حكومته على خريطة الطريق بأنه تأكيد لإيمانها بخيار السلام ونبذها للحرب والاقتتال، بقوله إن «المتمردين خسروا مواقفهم أمام العالم بعدم توقيعهم على الخريطة واختيارهم لطريق الحرب».
وفي السياق ذاته، كشف وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور أن وزارته استدعت السفير الفرنسي في الخرطوم، وأبلغته رفضها لاستضافة بلاده لاجتماعات المعارضة في باريس الشهر الماضي، واعتبرته عملاً عدائيًا. وقال إن مشاركة الحكومة الفرنسية يصنف بالنسبة لحكومته بأنه «محاولة عدائية»، تستدعي الحديث مع سفير باريس في الخرطوم لتوضيح الأمور، وأن «تأييد مثل هذه المبادرات نصنفه بأنه محاولة عدائية».
ولم يصدر تعليق رسمي من السفارة الفرنسية في الخرطوم، إلا أن دبلوماسيا سودانيا ذكر أن السفير أولبير قطع بأن بلاده ليست في حالة عداء مع السودان، وأنها لا ترغب في التدخل في شؤونه الداخلية، مؤكدًا حرصها على العلاقة بين البلدين، ووعد بتوصيل الأمر لرئاسة وزارته.
وأشار غندور إلى ما سماه تكرار استضافة فرنسا لاجتماعات أعضاء المعارضة، تحت مزاعم أنهم يعملون على أن دفع الحركات المسلحة لتكون جزءا من عملية السلام، وقال إنه «رغم أن لجنة الاتحاد الأفريقي عرضت خريطة الطريق التي وقعتها الحكومة، لكن بيان الحركات المسلحة في الاجتماع الأخير، للأسف، تحدث عن المضي قدمًا في إسقاط الحكومة وبقوة السلاح».