تعود الفنانة المصرية يسرا هذا العام مرة أخرى للمنافسة في الماراثون الرمضاني المقبل بعد غيابها العام الماضي، تؤكد أنها هذا العام تقدم عملاً مختلفًا عن أعمالها السابقة، موضحة أنها ستخرج من عباءة الشخصية المثالية إلى الشريرة بتقديم مسلسل بعنوان «فوق مستوى الشبهات». عن هذا العمل تحدثت للشقيقة مجلة «المجلة» عن تفاصيله من حيث الشخصية التي تجسدها، كما نفت جملة وتفصيلاً أن يكون العمل تناول أي شكل من أشكال السياسة، وعرجنا في الحديث عن جائزة التميز التي حصلت عليها من الأوسكار المصري بدورته الأولى، وتطرقت في الحديث عن عودتها للسينما قريبًا بفيلم «أهل العيب»، وأبدت رأيها في الوضع الراهن للسينما.
وإلى تفاصيل الحوار..
- ماذا عن عودتك للمنافسة في السباق الرمضاني المقبل، بعد انقطاع دام عامًا؟
* سعيدة بعودتي هذا العام بعمل مميز وقضية مهمة وهي فكرتي ونابعة من قصص حقيقية، وتغيبت العام الماضي لعدم وجود عمل يستحق المشاركة فيه، فدائمًا أحرص على الوجود بأعمال فنية تناقش قضايا تمس المشاهد وتؤثر في حياته، كما اعتدت في أعمالي السابقة، ألا أسعى لمجرد الوجود على الساحة الفنية فقط، لذلك عندما وجدت عملاً يستحق العودة لجمهوري قررت العودة هذا العام، فهو عمل مختلف عما قدمت من قبل في المضمون وتفاصيل الشخصية التي أقدمها، فالعمل يناقش فكرة الحكم الخاطئ على الناس وأيضًا من يعطون لأنفسهم الحق في هذا الحكم والعكس.
- ما طبيعية الاختلاف في هذا العمل عما قدمتِ من قبل؟
* لن يتغير شكلي الخارجي عن المعتاد، لكن التغير والاختلاف في المضمون، المسلسل بعنوان «فوق مستوى الشبهات» ويدور في الإطار الاجتماعي التشويقي ويعرض نماذج لقصص شخصيات مريضة نفسيًا، وتربط هذه القصص من خلال امرأة لديها أزمة سيكولوجية، التي أقوم بتجسيدها، فهي تدعى «رحمة»، هي معقدة نفسيًا وهذا نموذج موجود في واقعنا، لكننا لا ننتبه إليه لأننا نخدع بالمظاهر والشكل ولا نركز في النفسية، وبدورنا في العمل نعطي رسالة تنبيه وتوعية من هؤلاء، كما يلقي الضوء بشكل موسع على تلك النوعيات من البشر، بل يقدم العمل أفكارًا للتعامل مع هذه الشخصيات وكيفية اكتشافها.
- هل قابلتِ هذه الوجوه في حياتك الشخصية؟
* بالتأكيد، عانيت من هذه الوجوه المتعددة كثيرًا في حياتي، فهذه النماذج موجودة في حياة كل شخص منا، فدائمًا تعطي لنفسها الحق بالتدخل في حياتنا وتنتقد وتحكم علينا في حين عندما تنظر إليها تجدها مفككة من الداخل وتحتاج الشفقة، فلديهم القدرة أن تخرج ما فيها من عيوب إلى من حولها، ويكون رد فعلي تجاه هؤلاء تجنبهم وإسقاطهم من حساباتي، هذه النوعيات تبث السموم في المجتمع وترهقني نفسيًا.
- هل العمل يتعرض لقصص أشخاص تعمل في الحقل السياسي؟
* إطلاقًا، العمل بعيد تمامًا عن السياسة ولا يتعرض في التقديم لأي نماذج تعمل في هذا المجال، وقد كتبت أيضًا بعض وسائل الإعلام أنه يتناول أحداث 25 يناير (كانون الثاني)، وهذا عار تمامًا من الصحة، فالعمل اجتماعي من الدرجة الأولى، حيث يناقش حياة مجموعة من الشخصيات التي تعيش في مكان واحد وتربطهم علاقة صداقة بحكم الجيرة كل منهم يعمل في مجالات متفرقة. ويقوم بتأليفه الثنائي أمين جمال وعبد الله حسن، وهما لأول مرة في الدراما وأتوقع لهما مستقبلاً مبهرًا، كما أتعاون مع فريق أكثر من رائع، حيث يشاركني العمل شيرين رضا وسيد رجب ونجلاء بدر وباسل الزارو والوجه الجديد المذيعة ناردين فرج، ويشرف على الإخراج المتألق هاني خليفة في تعاوننا الأول.
- لكن تناولت بعض المواقع الإلكترونية وجود خلاف بينك وبين مخرج العمل هاني خليفة، ما حقيقة ذلك؟
* أي خلاف؟.. هذا كلام غير حقيقي بجميع أعمالي لم أختلف مع أي مخرج عمل لي، وعن هاني خليفة فهو أبهرني برؤيته منذ اليوم الأول للتصوير كما أنه يمتلك إحساسًا عاليًا يساعده على تحديد كل التفاصيل وتقديم صورة أكثر من رائعة، نتعامل داخل التصوير إيد واحدة، وهذا ليس مجرد كلام، جميعًا ندعم بعضنا ليخرج العمل بأفضل شكل وليس لدينا وقت للوقوف عند هذه المهاترات، تركيزنا الأول والأخير في التصوير، ويوجد دور كبير للمنتج الصديق جمال العدل الذي يوفر كل الإمكانات لخروج العمل في أبهى صورة.
- هل تم الاستعانة بأحد المتخصصين في الطب النفسي؟
* بالتأكيد، تمت الاستعانة بمتخصص في الطب النفسي لاستشارته في بعض النقاط والوقوف على خلفيه أبعاد الشخصية ومعرفة الظروف التي جعلتها تتحول من شخصية سوية إلى معقدة تؤذي كل من حولها، خاصة أني أجسد شخصية صعبة يوجد فيها كثير من التحولات، بمعنى أنه في بداية الأحداث تظهر شخصية متصالحة مع نفسها، مما يجعل المشاهد ينخدع فيها ويتعاطف معها، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا، وهذا سيظهر مع مرور الأحداث.
- لماذا تم تغيير اسم العمل أكثر من مرة؟ في البداية أطلق عليه «خيط حرير» ثم «رصاصة رحمة» وأخيرًا «فوق مستوى الشبهات»..
* اختلفنا في البداية حول اسم العمل نظرًا لاختلافه وصعوبة أحداثه وتركيبة الموضوعات الموجودة داخل السياق الدرامي، لكن تم الاستقرار أخيرًا بالتنسيق مع فريق العمل والمنتج جمال العدل على اسم «فوق مستوى الشبهات»، فهو الأنسب لأحداثه، بعد أن بدأنا باسم «خيط حرير» ولكن وجدناه لا يناسب المضمون، فضلاً عن أنه اسم لبرنامج تلفزيوني ففضلنا استبعاده، ثم أطلقنا اسم «رصاصة رحمة»، فهو كان الأقرب لكنه لم يحقق الهدف للتعبير عن القصة، أخذنا وقتًا طويلاً لاختيار الاسم الأخير والاستقرار عليه فهو الأنسب.
- ألم تنتبكِ حالة من القلق لتعاونك مع مؤلفين للمرة الأولى في الدراما التلفزيونية؟
* يمتلكان موهبة كبيرة ويتميزان بمهارة في سرد القصص وحبكة درامية كأنهما لديهما خبرة كبيرة في التأليف الدرامي واستطاعا بحرفية رسم الشخصيات بحرفية عالية ونقل القصة بشكل سلس، ومن المقابلة الأولى حدث بيننا كيمياء، وهذا مهم بين مؤلف العمل وبطلته، وأصبح وجود المؤلفين الجدد على الساحة وضعًا طبيعيًا، فلدينا كثير من المواهب الشابة وآن الأوان لكي تأخذ فرصتها ودعمها.
- إلى أي مدى تدخلتِ في السيناريو؟
* أتدخل برؤية الصالح العام وليس نوعًا من الديكتاتورية، جميعنا فريق عمل نقرأ أدوارنا وكل فنان له ملحوظة على دوره نعدلها وننفذها، وفى النهاية هذا يفيد العمل ككل، لكنني لا أتدخل لفرض وجهة نظري على المؤلف، لكن الأمر يأتي بتبادل وجهات النظر، وبالتأكيد طلبت تعديلاً بسيطًا، وفي النهاية المصلحة هي الفاصل، فنجاح المسلسل يعود علينا جميعًا وليس على يسرا فقط.
- لماذا التأخير ببدء تصوير فيلم «أهل العيب» رغم إعلانك عنه منذ شهور؟
* انشغالي في تصوير العمل الرمضاني وفي المقابل أيضًا انشغال منة شلبي التي تشاركني العمل بتصوير أعمالها الفنية، لكن سأبدأ تصويره عقب الانتهاء من تصوير العمل الرمضاني، خصوصًا أنني مشتاقة للتعامل مع المؤلف تامر حبيب لأنه حالة خاصة جدًا، فهو إنسان له خصوصية في التعامل وفي أفكاره ويعرف «ازاي يضفر» المجتمعات بينها وبين بعض مفرداتها، وتعاونا في أكثر من عمل درامي والعمل من إخراج هادي الباجوري وجار اختيار باقي فريق العمل.
- وماذا يناقش «أهل العيب»؟
يدور في إطار اجتماعي عن علاقات 6 شخصيات رئيسية بعضهم البعض، وتدفعهم أسباب مختلفة إلى اللجوء لطرق غير مستقيمة سعيًا وراء كسب المال، ويقدم العمل أنماطًا وطبقات مختلفة، ونتعرف من خلال الأحداث إلى أي مدى تجبرنا الظروف على فعل أشياء معينة، وأقدم دورًا مفاجأة مليئًا بالتفاصيل المختلفة.
- هل أزعجك الجدل الذي صاحب عرض مسلسل «سرايا عابدين»؟
* أعتبر هذا الجدل نجاحًا للمسلسل وأحببت الشخصية التي جسدتها في العمل، فكانت مختلفة وثرية في تفاصيلها، وقدم العمل على جزأين، وعرض الجزء الثاني خارج السباق الرمضاني، وبما أنني نجمة رمضانية أحب العرض داخل السباق الرمضاني أكثر من خارجه، ولكن أعتقد أن توقيت وطريقة العرض للجزء الثاني ظلم العمل، رغم المجهود المبذول من فريق العمل ككل.
- ما رأيك في الوضع الحالي للسينما المصرية؟
* لدينا أمل في الشركة القابضة للاستثمار والمشروعات الثقافية والسينمائية التي اعتمدها مجلس الوزراء أخيرًا، بتقديم سينما جديدة ومختلفة، السينما تحتاج إلى ميزانيات كبيرة وضخمة للوصول للمعادلة الإنتاجية الصحيحة من تسويق ودور عرض، فالفن عامل من العوامل الرئيسية المؤثرة في المجتمعات ونشر الأفكار، وقد نجحت في هذه المعادلة سينما «هوليوود»، حيث سيطرت على العالم من خلال تقديمها جميع أنواع الأفلام، منها الخيالية والعلمية والدرامية والواقعية، لذلك لا بد نحن كمجتمع عربي أن نعي للسلاح الذي نملكه وكيف يمكن استخدامه في خدمة مجتمعنا، وأتمنى تطويرها والالتفات الجاد من المسؤولين لهذا الملف، فهو يترجم حالة المجتمعات.
- ماذا عن منصبك «سفيرة نوايا حسنة» لمحاربة مرض الإيدز؟
هذا المنصب مسؤولية كبيرة وتم اختياري نظرًا لقاعدتي الجماهيرية الكبيرة، فنحن مطالبون بالقضاء على المرض في عام 2030، فلدينا كثير من الخطط الجاهزة لتنفيذها كي نواجه المرض ويوجد اجتماعات بشكل مستمر للوصول للخطوط العريضة، ورغم انشغالي بتصوير المسلسل فإنني أتابع بشكل مستمر ما يدور داخل هذه الاجتماعات.
لمتابعة بقية الحوار أضغط على هذا الرابط
يسرا تفجر مفاجأة للجمهور .. وتستعين بطبيب نفسي
سفيرة النوايا الحسنة: مسلسلي القادم بعيد عن السياسة و«أهل العيب» فيلمي المقبل
يسرا تفجر مفاجأة للجمهور .. وتستعين بطبيب نفسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة