بدا، أمس، أن ليبيا تشمل ثلاث غرف عمليات عسكرية مختلفة لتحرير مدينة سرت الساحلية من هيمنة تنظيم داعش المستمرة منذ منتصف العام الماضي، فيما اتهمت القيادة العامة للجيش الموالي للسلطات الشرعية في البلاد، جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة بتنفيذ عمليات اغتيال واسعة النطاق تستهدف عناصر المؤسسات الأمنية والعسكرية في البلاد.
وقالت قيادة الجيش الذي يقوده الفريق خليفة حفتر في بيان لها، أمس، إن عمليات الاغتيال طالت حتى الآن 15 ضابطا، بالإضافة إلى كثير من حالات الاختطاف، واعتبرت أنه يتعين على رجال الجيش والشرطة في العاصمة الليبية طرابلس إلى ضرورة اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، حرصا على سلامتهم.
وكشفت النقاب عن أنها رصدت اجتماعا عقد في الخامس من شهر فبراير (شباط) الماضي في مطار معيتيقة بالعاصمة، ضم من وصفتهم بقيادات إرهابية من الإخوان والجماعة المقاتلة وانتهى باتخاذ قرار وإصدار التعليمات بتصفية الضباط في الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية الموالين لعملية الكرامة، والمقيمين في العاصمة وضواحيها والمنطقة الغربية عموما.
كما خلص الاجتماع إلى تصفية الناشطين السياسيين والإعلاميين والحقوقيين الذين يشتبه في مناصرتهم للجيش الوطني الليبي وعملية الكرامة، وأوضحت أن القرار يقضي بتنفيذ عمليات الاغتيالات بدءا من الرابع من الشهر الحالي، مشيرة إلى أنه تم تكليف المدعو مصطفى نوح والمدعو محمد العماري، والمدعو خالد الشريف، بإعداد قائمة للمستهدفين والإشراف على تنفيذ عمليات الاغتيال. ولفتت إلى أن هذا القرار يأتي ضمن مخاوف تلك القيادات من تنامي عدد غرف العمليات التابعة للجيش والشرطة في العاصمة، حسب ما ورد في الاجتماع.
ودعت قيادة الجيش الليبي جميع الضباط التابعين لها وللشرطة والأجهزة الأمنية في طرابلس بشكل خاص والمنطقة الغربية عامة، إلى تشكيل جدار أمني سري، وغرفة عمليات على أوسع نطاق.
وتزامن هذا البيان مع اجتماع عقده حفتر بمكتبه مع عبد الله الثني، رئيس الحكومة الانتقالية الموجودة أيضا في شرق البلاد. وقال مكتب حفتر إن اللقاء الذي تم بحضور رئيس وأعضاء مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط وعدد من النواب ورئيس سلاح الجو العميد صقر الجروشي، يأتي ضمن اللقاءات الدورية التي تستهدف الوقوف على آخر المستجدات والأوضاع المحلية والدولية، وكذلك بحث أوجه التعاون في حل كثير من المختنقات وتذليل الأزمات.
من جهته، أعلن رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، أنه أصدر توجيهاته للجيش بصفته قائده الأعلى، وفقا للصلاحيات الدستورية والقانونية، بالتحرك لتحرير مدينة سرت والتراب الليبي من الإرهاب والتطرف.
وقال عقيلة إنه يرفض ما أعلنه المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المقترحة من بعثة الأمم المتحدة برئاسة فائز السراج، باعتباره أحد أجسام الاتفاق السياسي الذي تم توقيعه نهاية العام الماضي في منتجع الصخيرات بالمغرب ولم يعتمد بعد ولم يحصل على الشكل الدستوري.
واتهم مجلس السراج بانتحال صفة القائد الأعلى للجيش الليبي بشكل ممنهج ومتعمد في مخالفة واضحة للقوانين الليبية، عبر قراره الأخير بتشكيل غرفة عمليات خاصة لقيادة العمليات العسكرية في المنطقة الواقعة بين مصراتة وسرت وتكون تبعيتها له. واعتبر أن قرارات وبيانات مجلس السراج تفتقد للحصانة الدستورية والقانونية، كما تفتقد للعقلانية والرشد وتمهد لحرب أهلية بين أبناء البلد الواحد، على حد قوله.
وبعدما اتهم المجلس بمحاولة «تجسيد سلطة الأمر الواقع مستقويا بدعم دولي هش وبميليشيات جهوية انقلابية»، أضاف: «ويؤكد بما لا يقبل مجالا للشك أنه أصبح رهينة لبعض أعضائه الذين لطالما كانوا داعمين للإرهاب، وأن خيار الحرب على الإرهاب والتطرف هو خيارنا وتوجهنا». في المقابل، حث رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، الدول العربية على دعم حكومته من أجل رفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة وتمكينها من مكافحة تنظيم داعش.
وقال السراج في كلمة أمام اجتماع تشاوري لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين عقد بحضور الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي: «إنه من غير المعقول أن يؤيد المجتمع الدولي حربنا ضد الإرهاب ويمنع عنا التسلح». كما طالب بتوفير الدعم العربي لفك تجميد الأموال التي تخص ممتلكات الدولة الليبية؛ نظرا إلى المعاناة الشديدة التي يعانيها الشعب الليبي بينما أمواله مجمدة.
وأكد السراج الذي زار مقر الجامعة العربية، أمس، للمرة الأولى بعد عودة حكومته إلى طرابلس في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي أن حكومته «هي حكومة جميع الليبيين الذين يؤيدون الاتفاق السياسي والذين يعارضونه». وأضاف: «كفانا مناورات سياسية ولتكن جميع الجهود موجهة لمصلحة ليبيا وليست لمصالح شخصية ضيقة أو لتغليب مجموعة على أخرى».
يشار إلى أن السراج أعلن تشكيل غرفة عمليات عسكرية لتحرير سرت موالية له، كما أعلن رفضه لتحرك قوات حفتر إلى المدينة، بينما أعلن خليفة الغويل، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني الموازية في طرابلس، عن تشكيل غرفة عمليات ثالثة لتحرير المدينة؛ حيث استغل تنظيم داعش الصراع على السلطة في البلاد والفوضى الأمنية ليحولها إلى إمارة تابعة له.
إلى ذلك، أكد الناطق العسكري باسم الجيش الليبي العقيد أحمد المسماري، قيام قوات الجيش بتأمين منطقة حوض زلة بالكامل في إطار مهمتها لتحرير مدينة سرت، لافتا إلى أن سرية استطلاع مساء أول من أمس بمهام استطلاعية للمنطقة الواقعة بين زلة والجفرة غربا تمهيدا لتقدم القوات نحو مواقعها على محور «زلة - الجفرة - سرت».
قيادة الجيش الليبي تتهم {الإخوان} بتصفية ضباطه.. وحفتر يجتمع بالثني
رئيس البرلمان يلقي باللائمةعلى مجلس السراج لانتحاله صفة القائد الأعلى للجيش
قيادة الجيش الليبي تتهم {الإخوان} بتصفية ضباطه.. وحفتر يجتمع بالثني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة