إصابات كومباني المتكررة تظهر نقطة ضعف سيتي القاتلة

مستقبل غامض ينتظر المدافع البلجيكي القوي في عهد المدرب غوارديولا

كومباني يخرج مصابا من مواجهة سيتي مع ريـال مدريد (رويترز)  -  كومباني
كومباني يخرج مصابا من مواجهة سيتي مع ريـال مدريد (رويترز) - كومباني
TT

إصابات كومباني المتكررة تظهر نقطة ضعف سيتي القاتلة

كومباني يخرج مصابا من مواجهة سيتي مع ريـال مدريد (رويترز)  -  كومباني
كومباني يخرج مصابا من مواجهة سيتي مع ريـال مدريد (رويترز) - كومباني

كانت هناك موجة من الشجاعة، وتعثر مؤسف، لكن مع تعرض المدافع البلجيكي الدولي فينسنت كومباني، قائد فريق مانشستر سيتي، للإصابة رقم 33 على مدار 8 سنوات قضاها في النادي، سيكون عليه مواجهة أيام صعبة قادمة من دون شك للبحث عن الذات، خصوصا في ظل تولي الإسباني جوزيب غوارديولا مهمة تدريب الفريق الموسم المقبل.
كان المدرب التشيلي مانويل بيليغريني يمني النفس قبل مباراة الإياب في نصف نهائي دوري الأبطال بأن يختتم رحلته مع مانشستر سيتي بإنجاز كبير، وقال قبل مباراة الإياب لدور نصف النهائي لدوري الأبطال أمام ريـال مدريد: «فرصتنا ستكون كبيرة إذا أدينا بشكل جيد في الدفاع»، ثم ارتسمت على وجهه علامات خيبة الأمل وهو يشاهد كومباني وهو يعرج لدى خروجه في الدقيقة العاشرة من عمر المباراة، فيما بدا أنها المشكلة التي عصفت بالفريق.
كان معنى هذا أن قائد الخط الخلفي، والفريق، سيجلس من جديد كمتابع لا حول له، وأصبح لزاما الاعتماد على إلياكيم مانغالا، بجانب نيكولاس أتوميندي في قلب الدفاع.
وكان هذا هو الثنائي الدفاعي الذي تلقى 4 أهداف في هزيمة الأسبوع الماضي من ساوثهامبتون. وكان مانغالا أحد 3 لاعبين سقطوا من هذه الوحدة في ذلك المساء. وخرج كذلك أليكساندر كولاروف وباولو زاباليتا، حيث لعب بدلا منهما غايل كليتشي وباكاري سانيا في الناحيتين اليسرى واليمنى على الترتيب، ومن ثم فعندما أخرج المدرب الفرنسي كومباني، كان الاختبار هو ما إذا كان الدفاع المرتبك سيتمكن من صد خطورة ريـال مدريد في برنابيو، بعد أن انتهت جولة الذهاب بنتيجة 0 - 0. وجاءت الإجابة الأولى بعد نحو 10 دقائق، بعد أن خرج كومباني بسبب الإصابة، في الوقت الذي انطلق فيه غاريث بيل باتجاه مرمى جو هارت من الناحية اليمنى، وأرسل عرضية ارتطمت بقدم أحد المدافعين واستقرت في الزاوية اليمنى العلوية للمرمى.
عند هذه اللحظة، كان الريـال يصول ويجول، وبدا إيمان بيليغريني بكومباني كركيزة للرباعي الدفاعي مغامرة جاءت بنتائج عكسية في توقيت هو الأسوأ.
ويعد هذا الاعتماد على البلجيكي تحديا أساسيا بالنسبة إلى بيب غوارديولا، مدرب ليستر القادم الذي يتولى المسؤولية رسميا في الأول من يوليو (تموز)، لكنه يخطط بالفعل لكيفية نقل سيتي إلى المستوى التالي، بعد إقصاء فريقه، بايرن ميوينخ، على يد أتلتيكو مدريد من نصف نهائي دوري الأبطال يوم الثلاثاء، وسيكون غوارديولا قد شاهد هذه المباراة، وقد تأكدت مخاوفه بشأن كومباني.
وعلى غوارديولا أن يتساءل ما إذا كان يمكنه فعليا الاعتماد على لاعب في الـ30 من العمر كلفته إصاباته السابقة بالفعل غياب 18 أسبوعا هذا الموسم، وحتى النهاية الحزينة مساء الأربعاء، لم تسمح له تلك الإصابات بأن يلعب سوى 21 مباراة من أصل 57 مباراة خاضها سيتي هذا الموسم.
لقد أنفق سيتي بالفعل 74 مليون جنيه على الصفقات وحدها، في محاولة لعلاج مشكلة كومباني. وهذا المبلغ هو حصيلة التعاقد مع مانغالا (42 مليون جنيه) وأوتوميندي (32 مليون جنيه)، لكن أفضل ما يقال عنهما هو أن كلاهما يكون لاعب كرة أفضل بكثير عندما يلعب بجوار كومباني.
ولدى سيتي تصميم على إعطاء كومباني عاما إضافيا ليتخلص من وباء الإصابات التي تلازمه. والسبب بسيط: أن الفريق يكون رقما صعبا عندما يكون موجودا.
ومع هذا، فكلمة «عندما» هذه تتحول أكثر وأكثر إلى «لو»، بسبب مشكلة الإصابات التي حرمت البلجيكي من الوجود ضمن التشكيل الأساسي في عدد من المناسبات المهمة. ويعد اهتمام النادي بالتعاقد مع أميرك لابورت، مدافع أتلتيك بلباو، مقابل دفع 39.6 مليون جنيه، بحسب تقارير، قيمة شرط جزائي في عقد اللاعب، يعد محاولة لتخليص الفريق أخيرا من هذه المشكلة. ومع هذا، فمن المتوقع ألا يكون الفرنسي جاهزا قبل أغسطس (آب)، بسبب كسر في الساق وخلع في الكاحل.
من ناحية يظهر هذا إلى أي مدى يشغل لابورت تفكير غوارديولا وتكسيكي بغيرستيان، المدير الرياضي الذي يصادق على التعاقدات في مانشستر سيتي. لكن من ناحية أخرى، فبالنظر إلى أن أي لاعب يعود من إصابات خطيرة لا يمكن أن يكون متأكدا أبدا كيف يمكن أن يتعافى، فإن التعاقد مع لابورت يبدو كمقامرة أخرى بالنسبة إلى قلب الدفاع، في حين أن المطلوب هو لاعب يمكن الاعتماد عليه بشكل أساسي.
ومع هذا، فبالنظر إلى الطريقة التي خرج بها كومباني مبكرا، يمكن لسيتي أن يفخر لأنه على مدار 45 دقيقة في الشوط الثاني حافظ على فرصه في الوجود في نهائي دوري الأبطال. وظلت نتيجة المباراة 1 - 0 لصالح فريق زين الدين زيدان، ومن ثم ظلت المعادلة كما هي عند انطلاق المباراة، وهي أن هدفا واحدا يمكن أن يرسل فريق بيليغريني إلى المباراة النهائية على ملعب ميلان بفعل قاعدة الأهداف خارج الأرض.
لكن المخيف هو أنه في كل مرة كان ريـال مدريد يصل فيها إلى الخط الخلفي لسيتي، كانت الثغرات تظهر. ولم تمر 10 دقائق بعد انطلاق الشوط الثاني حتى وجد لوكا مودريتش نفسه منفردا بالمرمى، أمام هارت. وكان ينبغي للكرواتي أن يعزز تقدم فريقه لكنه أهدر الفرصة، وتكفل حارس سيتي بالبقية.
وكان بيليغريني قال في وقت سابق أيضا: «من الأهمية بمكان أن ندرك أنه ليس من السهل أن تصل إلى نصف النهائي. أولا لا بد أن تكون ضمن الأربعة الكبار في بطولة الدوري، وهو ليس بالأمر السهل في إنجلترا. وبعد ذلك من الصعب جدا أن تواصل بعد مرحلة المجموعات، ودور الـ16 وربع النهائي. ومن ثم لا بد أن نلعب ونقاتل على كل كرة للفوز بالمباراة ونتمسك بفرصتنا للوصول إلى النهائي. وسنرى ما إذا كان يايا توريه قادرا على إكمال الـ90 دقيقة، لكن خبرته مهمة جدا في هذه المباراة».
لكن بعد مرور ساعة من عمر اللقاء، تم الدفع برحيم ستيرلينغ، بدلا من الإيفواري. ومع دخول المباراة ربع الساعة الأخير، كان سيتي لا يزال يحتاج هدفا، سواء عن طريق مهارات مهاجم منتخب إنجلترا أو بأي وسيلة.
وعندما عاد كومباني من الإصابة رقم 32، وهي إصابة الركبة التي أبعدته عن الفريق من 15 مارس (آذار) حتى 19 أبريل (نيسان)، كان المدافع قد تحدث عن «14 عودة». وكانت الفكرة هي التأكيد على الجانب الإيجابي. وهو نهج جدير بالإعجاب، لكنه يواجه الآن تحديا آخر يتعلق بالإرادة والروح. ويعيش كومباني لحظات مريرة لأن الإصابة ستحرمه من المشاركة مع منتخب بلجيكا في بطولة يورو 2016 بفرنسا.
وقال كومباني: «سأغيب عن اليورو، إنه نبأ سيء جدا، أكتب لكم من على فراشي بالمستشفى».
وِشارك اللاعب في 22 مباراة من أصل 57 مباراة رسمية لسيتي هذا الموسم، لكنه أكد على عدم تفكيره في الاعتزال.
وأشار كومباني «قد أقف في مكاني، وأشعر بالأسف على نفسي.. قد أخشى على مسيرتي، مثلما يفعل الآخرون، قد استسلم، لكن هذا ليس أنا.. أنا مقاتل».
وأكد كومباني: «أثق في أصدقائي وزملائي وقدرتهم على تشريفنا في بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة في فرنسا، أنا أكبر مشجع لهم الآن، وسأكون موجودا هناك من أجل دعمهم».
وبالنسبة إلى مانشستر سيتي، هناك قضية أساسية تستدعي التأمل بشكل أكبر: هل يمكن أن يكون كومباني اللاعب المحوري للفريق في عهد غوارديولا الجديد؟



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.