مانشستر سيتي.. فريق أصابه الشلل ويحتاج إلى جراحة عاجلة

غوارديولا يجب أن يجد حلاً للاعبين أصبحوا في حالة مستعصية من اللامبالاة

بعد مشوار فيه كثير من النجاح أصبح مانشستر سيتي فريقًا «مهلهلاً» («الشرق الأوسط»)
بعد مشوار فيه كثير من النجاح أصبح مانشستر سيتي فريقًا «مهلهلاً» («الشرق الأوسط»)
TT

مانشستر سيتي.. فريق أصابه الشلل ويحتاج إلى جراحة عاجلة

بعد مشوار فيه كثير من النجاح أصبح مانشستر سيتي فريقًا «مهلهلاً» («الشرق الأوسط»)
بعد مشوار فيه كثير من النجاح أصبح مانشستر سيتي فريقًا «مهلهلاً» («الشرق الأوسط»)

بعد خروج مانشستر سيتي المهين من دوري الأبطال، يعتبر أول تحد يواجه جوسيب غوارديولا عندما يتولى تدريب هذا الفريق خلفًا لمانويل بيليغريني في الصيف هو أن يجري عملية تغيير شاملة في النادي.
لم يشكل فريق بيليغريني خطورة تذكر ضد ريال مدريد رغم انتهاء الجولة الأولى من نصف النهائي بنتيجة (0 – 0)، وإقامة مباراة الإياب على معقل الريال في برنابيو. وإذا أخفقت كل هذه الظروف في إلهام المدرب ولاعبيه فثمة شيء خطأ. ليس هذا بجديد، مع هذا، ومن ثم فلم يكن من قبيل المفاجأة أن نرى لاعبي سيتي كالسائرين نيامًا، في حالة من اللامبالاة، وهم يتجهون نحو هزيمة مستحقة من فريق زين الدين زيدان.
شابت مسيرة سيتي في الدوري الإنجليزي الممتاز (البريميرليغ) هذا الموسم عروض باهتة، وعدم ثبات في الأداء وشعور غريب بالاندفاع نحو المجهول. وينطبق وصف اللامبالاة على هذا الفريق الذي هزم (4 - 2) من ساوثهامبتون و(4 - 1) من توتنهام هوتسبر و(4 - 1) من ليفربول، الذي يحتل المركز الرابع من دون أن يضمن مكانًا في دوري الأبطال الموسم القادم بالنظر إلى أنه لا تزال هناك مباراتان متبقيتان. ومن الصعوبة بمكان ألا نصل إلى نتيجة مفادها أن كل هذا ينبع من المدرب، سواء على ملعب التدريب أو في التصريحات الصحافية السطحية التي من الصعب أن يستقبلها لاعبوه كخطابات على طريقة تشرشيل.
هدف بيليغريني هو تجنب العناوين المثيرة وأن يمنع تحول النادي إلى مصنع للأخبار، كما كان الحال في وجود روبرتو مانشيني وكارلوس تيفيز وماريو بالوليتلي. ومع هذا، فثمة شيء مهم يغيب إذا لم يتم استغلال الحديث إلى وسائل الإعلام في إثارة الجدل بين الحين والآخر. بدلاً من هذا، أصبح المدرب سجينًا لحديث رتيب، بتصريحه دائمًا بأن سيتي سيهاجم، بدا هذا التصريح جديدًا في البداية، لكنه صار إلى شعار جامد، ممل لدرجة أنه يبدو كأنه كان ينتهج أسلوبًا يعتمد على الدفاع أولاً.
بعد أن ارتطمت عرضية غاريث بيل بقدم فيرناندو، ووجدت طريقها للمرمى لتضع ريال مدريد في النهائي الأوروبي رقم 14، كان تحليل بيليغريني بعد المباراة عشوائيًا. لم يكن سيتي «يستحق» أن يخسر المباراة، ومع هذا، فإنه «لم يستحق» أن يصل إلى النهائي. قال أيضًا: «لا أعتقد أننا يمكن أن ننزعج من النقد. عملنا من أجل الفوز بالمباراة كما نسعى دائمًا لكننا خسرنا الآن». هناك وقت ينبغي أن تنزعج خلاله من النقد، وهذا عندما غاب عن فريقك الخيال لفرض كلمته في مواجهة حامل اللقب 10 مرات، والوصول إلى نهائي دوري الأبطال.
يتمتع غوارديولا بشخصية عامة هي أبعد ما تكون عن بيليغريني، من ناحية الكثافة أو الخشونة. وهذا يجب أن يثير قلق وشغف الصحافيين، ثم وهو الأهم، لاعبيه. ومع هذا فالفريق الذي يرثه الرجل الجديد يقف في مفترق طرق. لا بد من غربلته، وتحسين مستوى من سيبقون. ولا بد لسياسة التعاقدات التي جلبت كثيرًا جدًا من الصفقات الفاشلة - فكر في صفقة إلياكيم مانغالا التي كلفت النادي 42 مليون جنيه إسترليني - أن تبدأ باستثمار مليارات الشيخ منصور بشكل أكثر حكمة. كما ينبغي للثقافة التي يرغب النادي بغرسها، وهي ثقافة التفوق والفوز، أن تصبح من المعالم الدائمة للمنافسات التي يخوضها النادي على الصعيد الأوروبي.
والسبب في أن غوارديولا هو أفضل من يحقق كل هذا، تدل عليه رغبته في شراء حارس برشلونة الألماني، مارك – أندريه تير شتيغن. كان جو هارت أفضل لاعبي سيتي في مواجهة ريال مدريد. ويعيش الحارس أزهى فترات مسيرته الكروية ويفعل بالضبط ما سيطلبه غوارديولا: أن يتحسن. ومع هذا، فالمدرب يريد أن يضيف تير شتيغن، وهو لاعب فاز بدوري الأبطال مع برشلونة، ليضمن أن تدفع المنافسة هارت إلى مزيد من التركيز. وإذا كانت حراسة المرمى بحالة جيدة، فإن رباعي الدفاع هو ما يشكل أول مشكلة كبرى على صعيد ترتيب أوراق فريقه: كيف يحل مشكلة فينسنت كومباني.
سيشعر كومباني قائد الفريق باليأس بعد تعرضه للإصابة رقم 33 في مسيرته مع سيتي الممتدة على مدار 8 سنوات، بعد أن لعب 10 دقائق فقط في برنابيو بمدريد، بسبب إصابة في الفخذ. ومع هذا فالحقيقة التي لا سبيل إلى تجاهلها هي أن المحنة التي يمر بها كومباني تقترب من أن تصبح هزلية، فقد كانت هذه ثاني مشاركة له كلاعب أساسي منذ الإصابة رقم 32، وهي الإصابة في أوتار الركبة التي أبعدته شهرًا. عندما اقترب اللاعب صاحب الـ30 عامًا من دائرة منتصف الملعب، كان من الغريب أن ترى من جديد ما يبدو الآن متوقعًا للأسف.
هل يمكن لغوارديولا أن يعتمد على كومباني كقائد للفريق؟ يضع النادي عينه على إيميريك لابورت لاعب أتلتيك بلباو كبديل للبلجيكي، إن لزم الأمر. لكن صاحب الـ21 عامًا سيغيب حتى أغسطس (آب)، بسبب كسر في الساق وخلع في الكاحل، ومن ثم فإنفاق الـ39.4 مليون جنيه المطلوبة لإنهاء الشرط الجزائي في عقده يبدو مغامرة أخرى. ومهما يكن ما يخبئه القدر لكومباني، فإن سيتي بحاجة إلى قائد دفاع جديد، بالنظر إلى تذبذب مستوى مانغالا ونيكولاس أوتامندي. يمر مدافع إيفرتون، جون ستونز، بموسم صعب، ومع هذا فالطريقة التي تصدى بها لهجمات يونايتد في الشوط الثاني من مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي التي انتهت بهزيمة إيفرتون الشهر الماضي، أظهرت أنه مدافع يمتاز بالشجاعة.
في اللحظة الراهنة يعد ستونز لاعب كرة قدم أولاً، ومدافعًا ثانيًا، وهو ما لا يمت بصلة لمهام قلب الدفاع. لكن غوارديولا قد يشعر بأنه يفعل مع صاحب الـ21 عامًا ما فعله مع جيرارد بيكيه، عندما كان في نفس المرحلة العمرية، حين تولى تدريب برشلونة في 2008. يواجه غوارديولا مشكلات على مستوى ظهيري الجنب كذلك. وصل مستوى باولو زاباليتا (31 عامًا)، وباكاري سانيا (33 عامًا)، إلى مرحلة من الجمود، وغايل كليشي لا يقدم مستوى ثابتًا، لكن يمكن أن يبقى فهو يتمتع بمستوى فني جيد. لكن ألكساندر كولاروف لن يبقى بالتأكيد. من الأشياء العالقة بالذاكرة من خروج سيتي من دور الـ16 على يد برشلونة في 2014 و2015، عصبية كولاروف التي تتسبب في خسارة الاستحواذ.
إن امتلاك لمسة أولى يمكنها تحويل الدفاع إلى هجوم شرط لأي مدافع يسعى لكسب ثقة غوارديولا، كما هو الحال بالنسبة إلى داني ألفيش مدافع برشلونة، وفيليب لام مدافع بايرن ميونيخ. سيتوقع غوارديولا من فريقه سيتي الاستحواذ على الكرة، من الدفاع إلى وسط الملعب وإلى الهجوم، وأن يستخدم هذا الاستحواذ إلى الانتقال سريعًا إلى الأمام، وهي الطريقة التي يسعى من خلالها لإسقاط عمالقة القارة.
ومع بطء يايا توريه صاحب العمر المتقدم، تصبح هناك حاجة لشريك جديد لفيرناندينهو في وسط الملعب - ويعتبر ديلي إلي لاعب توتنهام هو الرجل المثالي - وهو ما يعني أن يعود فيرناندو إلى مقاعد البدلاء. أما هجوم الفريق فهو لا يمثل مشكلة بنفس القدر. وينتظر أن يتألق سيرخيو أغويرو وكيفين دي بروين وديفيد سيلفا في مدرسة غوارديولا، كما يملك كيليتشي ايهياناتشو، صاحب الـ19 عامًا، المقومات التي تؤهله لأن يزدهر تحت قيادة الإسباني كذلك.
وتعني طريقة لعب خيسوس نافاس التي تعتمد على إرسال كرات مباشرة ومقروءة أنه مهدد، ونفس الشيء ينطبق على ويلفريد بوني، لكن سمير نصري قد يكون رمزًا للعصر الجديد. تحت قيادة غوارديولا، يمكن أن يصبح اللاعب المتمتع بموهبة كبيرة، لكن يمكن أن يقدم ما هو أفضل، لاعبًا صاحب موهبة كبيرة ويؤدي بشكل أفضل بكثير. إذن التحدي بالنسبة إلى المدرب الكتالوني لدى وصوله إلى مانشستر واضح: أن يرفع من مستوى كل تفصيلة في الفريق، والأمر يتعلق بالإدارة. في الأول من يوليو (تموز) القادم تبدأ ثورة بيب غوارديولا.



مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».