في عامه الـ90.. ديفيد أتنبره يعد لسلسلة برامج جديدة ويعتبر التقاعد مملاً

بريطانيا تحتفل بمقدم برامج الطبيعة الأشهر

ريتشارد أتنبره خلال تصوير حلقات البرنامج الوثائقي «الحاجز المرجاني العظيم» (إ.ب.أ)
ريتشارد أتنبره خلال تصوير حلقات البرنامج الوثائقي «الحاجز المرجاني العظيم» (إ.ب.أ)
TT

في عامه الـ90.. ديفيد أتنبره يعد لسلسلة برامج جديدة ويعتبر التقاعد مملاً

ريتشارد أتنبره خلال تصوير حلقات البرنامج الوثائقي «الحاجز المرجاني العظيم» (إ.ب.أ)
ريتشارد أتنبره خلال تصوير حلقات البرنامج الوثائقي «الحاجز المرجاني العظيم» (إ.ب.أ)

بصوته المميز الهادئ قدم مقدم البرامج الشهير ديفيد أتنبره لجماهير التلفزيون في بريطانيا والعالم مشاهد مدهشة وساحرة من عالم الطبيعة، ونجح في تغيير طبيعة برامج الطبيعة والحيوان لتصبح متجددة وتسعى نحو الأحدث في التقنيات والمعلومات، فمن بداياته في الخمسينات إلى الآن أصبحت برامج الطبيعة تحمل المعلومة والتسلية والمتعة البصرية.
الإعلامي الشهير الذي تعتبره بريطانيا أحد كنوزها يحتفل اليوم بعيد ميلاده الـ90. وبالمناسبة قررت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» والتي عمل فيها طوال حياته العملية، تكريمه عبر إعداد جدول حافل من برامج «سير ديفيد أتنبره» كما يطلق عليه، وعثر العاملون في «بي بي سي» أيضا على نسخة نادرة بالألوان للحلقة الأولى من برنامج «في البحث عن حدائق الحيوان» التي عرضت في عام 1954. وكانت القائمون على الأرشيف الضخم لتلفزيون «بي بي سي» قد عثروا على الشريط النادر بينما كانوا يبحثون عن مواد أرشيفية لاستخدامها في الاحتفال بعيد ميلاد المذيع.
أتنبره الذي نجح في بث حب برامج الطبيعة في نفوس الآلاف من المشاهدين، سافر في جميع أرجاء المعمورة وصور أفلاما في الغابات وفي البحار وأيضا في قاع المحيط، حيث قام بركوب غواصة فريدة من الزجاج تسمح للراكب فيها بمشاهدة ما يجري حوله، وهو ما قام به سير ديفيد لدهشة العلماء المصاحبين له في البرنامج، فهو ما زال يحتفظ بلياقة عالية مكنته من الوثب داخل الغواصة قبل غيره من الشباب. وبدأ وهو في الغواصة في قمة حماسه ومتعة الاكتشاف التي صاحبته طوال عمره.
وبالمناسبة أيضا أصدرت مجلة «راديو تايمز» مقابلة خاصة مع أتنبره وكانت صورته على الغلاف وهو يحمل شبل أسد تذكره بصورة على غلاف المجلة نفسها منذ 60 عاما وهو يحمل دبا رضيعا. ورغم الفرق بين الصورتين، عمرا على الأقل، فالمدهش أن سير ديفيد لم يلفته الاختلاف فقال تعليقا عليها: «في حقيقة الأمر أنا أعتقد أني ما زلت بالشكل نفسه لم أتغير» الطريف أن أتنبره لم يصدق عندما اتصل به صديقه مايلز بارتون وهو مخرج أيضا ليخبره باكتشاف نسخة ملونة من برنامج «زو كويست»، فما كان من مايلز إلا أن أرسل مقاطع منها على أسطوانة (دي في دي) بالبريد لمنزل أتنبره. ويشير مايلز إلى أن هذا البرنامج تحديدا أطلق مسيرة أتبره كمذيع متخصص في التاريخ الطبيعي وهو مجال برع فيه بلا منافس. البرنامج يعكس مرحلة قديمة حين كان من المسموح به لحدائق الحيوان إرسال العلماء لاختيار وإحضار سلالات من الحيوانات لتضيفها لمجموعاتها. البرنامج كان ثوريا في وقته فقد جمع بين التعليق الحي في الاستديو مع لقطات صورت في المواقع الخارجية وهو ما كان جديدا على التلفزيون، كما قدم البرنامج للمشاهدين فرصة رؤية حيوانات نادرة.
من «زو كويست» شملت مسيرة أتنبره سلسلة تلفزيونية ناجحة مثل «كوكب الأرض» (بلانيت إيرث) و«الكوكب المتجمد» (فروزن بلانيت) إلى السلسلة المدهشة حقا «أفريقيا» والتي استخدمت تقنية الأبعاد الثلاثة لعرض مشاهد ربما لم تعرض من قبل لحيوانات أفريقيا، فمن ينسى مشاهد صراع الزرافات الدامي أو المشاهد الليلية التي صورت باستخدام كاميرات حديثة، تستطلع عالم الفيلة، أو رقصة الظبي القافز. في سلسلة أخرى عرض لنا دورة حياة الحيوانات منها مشاهد للسمكة الفنانة التي تقوم بتكوين شكل جمالي هندسي في رمال المحيط لتجذب الأنثى، أو مشاهد طائر القيثارة الذي يقلد جميع الأصوات في الغابة وحتى أصوات المنشار الكهربائي وأصوات وقوع الأشجار. أو مشهد أتنبره في الحلقة الأخيرة من سلسلة «أفريقيا» وهو ينظر في عيني وحيد القرن، ومتعته الظاهرة وهو يفاجأ بظهور الحوت الأزرق بالقرب من قاربه في حلقات «حياة الثدييات» في عام 2002 كلها مشاهد نرى ونسمع فيها أتنبره، وجوده لا يأخذ من الدهشة والمتعة التي يحصل عليها المشاهد بل يمنحه الدفء والثقة.
ديفيد أتنبره خلال مشوار عمل طويل قدم عددا ضخما من البرامج وما زال في قمة عطائه، عندما التحق بـ«بي بي سي» في عام 1952 كمتدرب لم يكن قد شاهد غير برنامج تلفزيوني واحد ولكنه نجح في أن يصبح أشهر مقدم برامج في بريطانيا كلها. ولعل اهتمامه، سير ديفيد، بالطبيعة وحبه لها هو ما ألهمه في البداية وهو ما يعطيه الطاقة وهو في التسعين من عمره للعمل في مشاريع جديدة. يقول في مقابلة مع محطة «بي بي سي 1» حول الشيء الذي يدفعه للعمل ويحركه: «عمل برامج تلفزيونية هو ما يحركني، فليس هناك أكثر إمتاعا من تقديم برنامج عن الطبيعة.. وأن أحصل على ثقة حيوان هو بكل المقاييس قوي وأيضا ودود». وقال في تعليقه على أكثر التجارب أهمية بالنسبة له إن هدفه منذ البداية كان «نقل عجائب الطبيعة للمشاهدين في غرف جلوسهم».
بحب وتقدير كبير يحتفل الشعب البريطاني بديفيد أتنبره وعمره المديد الذي قضى منه 60 عاما في إبداع برامج نجحت في إمتاع وتثقيف وتغيير الكثير من المفاهيم لدى المشاهد. يشترك مع الملكة إليزابيث في العمر ويأتي احتفاله بعد احتفال بريطانيا بالملكة وعيدها التسعين. ولكن الاحتفال بأتنبره له طعم آخر، فهو شخص لا يختلف عليه الكثيرون، إلى درجة أن انتخبه جمهور القناة الثانية لـ«بي بي سي» في عام 2006 كـ«أعظم رمز بريطاني على قيد الحياة»، ويعتبره الجمهور «كنزا قوميا»، وهو ما يؤكد عليه الأمير ويليام الذي قال في مقابلة بالمناسبة إن أتنبره «يحتفل بعيده التسعين بعد أسابيع من الملكة إليزابيث، وأرى أنهما كنزان قوميان قدما الكثير على مدى السنين».
ولكن السير ديفيد لا يرى أن لقب «كنز قومي» أمر يستحق التوقف عنده، بل ويمزح إذا ذكر به قائلا: «المشكلة هي أن اللقب يصبغ عليك صفات مثل الحكمة والمعرفة أكثر مما تملك، يعتقد الناس أنك تعرف كل شيء ولكن ذلك ليس حقيقيا».
وما زال في جعبة أتنبره الكثير، فهو يستعد لتصوير الجزء الثاني من سلسلة «بلانيت إيرث» (كوكب الأرض) ويعلق في حديث للإندبندنت: «لا يمكنك التقاعد والابتعاد عن عالم الطبيعة، أن تقرر الراحة أمر جيد ولكنه ممل، أليس كذلك؟».



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».