مدير استخباراتي سابق في الجيش الأميركي: دفعة كبيرة للوقيعة بين الرياض وواشنطن

هارفي قال إن المصالح الأميركية تستدعي الحفاظ على العلاقة السعودية

ديريك هارفي
ديريك هارفي
TT

مدير استخباراتي سابق في الجيش الأميركي: دفعة كبيرة للوقيعة بين الرياض وواشنطن

ديريك هارفي
ديريك هارفي

ديريك هارفي، كولونيل سابق في الجيش الأميركي ومدير استخباراتي في وكالة الاستخبارات العسكرية. عندما كان كولونيل في الجيش الأميركي عمل مع الجنرال ديفيد بترايوس في الشرق الأوسط. تمتد خبرته لأكثر من 20 عاما في تحليل شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى، الأمنية والاقتصادية والسياسية والإرهاب. وهو حاليا مدير المبادرة الدولية للمجتمع المدني والصراع في جامعة فلوريدا، التي تحتضن أفكارا وممارسات مبتكرة لرعاية مجتمعات قوية، وتناول الصراعات الأهلية حول العالم.
* في رأيك، ما القوى الدافعة التي وضعت مشروع قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب في محور الاهتمام؟
- أحاول التوصل إلى الدافع. بالطبع هناك كثير من الأشياء التي تحدث. هناك رؤية معادية للسعودية هي التي تقود جزءا من ذلك، إضافة إلى بعض المعلومات المغلوطة في النقاش العام، التي استغلها آخرون لتصوير السعودية على أنها لا تتخذ إجراءات لمنع التطرف وتقويض المتشددين. وأما شبهة أن أغلب الأشخاص المتورطين في 11 سبتمبر (أيلول) سعوديون، فكان ذلك متعمدا من بن لادن؛ سعيا منه لخلق فجوة في العلاقات. ولكن الأكثر من ذلك، ينظر الناس إلى أمور معتادة بصور مختلفة، ويضفون عليها صفات شائنة. على سبيل المثال، قد يكون المواطنون السعوديون الذين أقاموا في الولايات المتحدة، ربما يكون من بينهم من تورط في 11 سبتمبر أو حصلوا على دعم من القنصلية أو السفارة عندما وقعوا في مشكلة في مكان ما. ولكن لا توجد روابط بين تلك الإجراءات وضلوع هؤلاء الأفراد في أنشطة متعلقة بالإرهاب.
يشبه الأمر أن يكون لدينا مواطن أميركي بالخارج ويقع في مشكلة وتساعده الحكومة الأميركية، ثم يتضح أنه مجرم، فلا يعني ذلك أن الحكومة الأميركية تدعم النشاط الإجرامي لذلك الشخص. وإذا سافر شخص فرنسي متطوعا في «داعش» عبر تركيا، وحصل على دعم من القنصلية الفرنسية في إسطنبول، فهو لا يسعى إلى دعم من الحكومة الفرنسية لعملياته الإرهابية مباشرة، بل يطلب الدعم بصفته مواطنا فرنسيا موجودا في إسطنبول، وليس لدى الحكومة أي فكرة عن تلك الأنشطة. في رأيي، الأمر يشبه في تلك الحالة أن توصف الحكومة الفرنسية بأنها مسؤولة عن دعم إرهابيي «داعش». لا، يجب أن تكشف عن وجود نية الدعم. وهذا هو الفارق: لا توجد نية.. وإذا وضعنا ذلك في الحسبان، لا أعتقد أن هناك في الجزء المكون من 28 صفحة ما يثير القلق.
لقد تحدثت إلى أشخاص ساعدوا في كتابة تقرير لجنة 11 – 9. والذين اطلعوا على تلك الصفحات. ولكن النتيجة النهائية: نقابل ذلك الأمر طوال الوقت في العمل الاستخباراتي. الأعمال التي يرتكبها أشخاص محددون داخل أي دولة، أو حتى داخل أي حكومة، لا تعني أن الحكومة فعليا تدعم تلك الأعمال.
إذا كان هناك نشاط إجرامي يقوم به أميركيون في الخارج في أفغانستان أو العراق، لا يعني ذلك أن الحكومة الأميركية تدعم ذلك النشاط.
* ما الذي يقلقك في الاتجاه الحالي للنقاش الأميركي فيما يخص السعودية؟
- يقلقني أن هناك دفعة كبيرة من البعض للوقيعة بين الولايات المتحدة والسعودية. ولا يدرك الجمهور العادي مدى تعقيد وعمق جذور العلاقة التي تملكها الولايات المتحدة، وأن المصالح الأميركية تستدعي الحفاظ على تلك العلاقة.



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».