رئيس الوزراء الماليزي: الطائرة المفقودة سقطت في المحيط الهندي

كوالالمبور تبلغ عائلات ركاب الطائرة بأنه «لم ينج أحد»

أقارب ضحايا الطائرة المفقودة عقب إعلان «الخطوط الماليزية» أمس أن الطائرة سقطت في المحيط الهندي ولم ينج منها أحد (أ.ب)
أقارب ضحايا الطائرة المفقودة عقب إعلان «الخطوط الماليزية» أمس أن الطائرة سقطت في المحيط الهندي ولم ينج منها أحد (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الماليزي: الطائرة المفقودة سقطت في المحيط الهندي

أقارب ضحايا الطائرة المفقودة عقب إعلان «الخطوط الماليزية» أمس أن الطائرة سقطت في المحيط الهندي ولم ينج منها أحد (أ.ب)
أقارب ضحايا الطائرة المفقودة عقب إعلان «الخطوط الماليزية» أمس أن الطائرة سقطت في المحيط الهندي ولم ينج منها أحد (أ.ب)

أبلغت «الخطوط الماليزية» أقارب الركاب الـ239 الذين كانوا على متن الطائرة الماليزية المفقودة بأنها تعتقد أن الطائرة سقطت في المحيط الهندي ولم ينج منها أحد. وذكرت «بي بي سي» أن الشركة أرسلت إلى أقارب الضحايا رسالة نصية تقول «يؤسف شركة (الخطوط الماليزية) بشدة أن تبلغكم بأننا نفترض بما لا يدع مجالا للشك أننا فقدنا الطائرة التي كانت تقوم بالرحلة (إم إتش 370) ولم ينج أحد ممن كانوا على متنها».
من جهته، أعلن رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق، أمس، أن بيانات جديدة أظهرت أن الطائرة الماليزية المفقودة تحطمت جنوب المحيط الهندي، غرب مدينة بيرث الأسترالية. وأضاف رئيس الوزراء الماليزي أن شركة بريطانية متخصصة في توفير صور تلتقطها أقمار اصطناعية «خلصت إلى أن طائرة حلقت فوق منطقة الممر الجنوبي، وأن آخر موقع كانت فيه هو وسط المحيط الهندي، غرب مدينة بيرث» (الأسترالية). وأضاف رزاق «هذا الموقع بعيد عن أي جزء من اليابسة. ولهذا، أعلن ببالغ الحزن والأسف أنني ملزم بأن أخبركم بأن الطائرة سقطت في جنوب المحيط الهندي». وجاء إعلان وزير الوزراء الماليزي في اليوم الخامس لبدء الجهود الدولية بحثا عن الطائرة المفقودة في جنوب المحيط الهندي». وكانت «بي بي سي» علمت في وقت سابق أن الحكومة الماليزية أرسلت رسالة نصية جديدة لأقارب ركاب الطائرة مفادها أنها تفترض «بما لا يدع مجالا للشك أن الطائرة فقدت وليس ثمة ناجون».
وكانت الطائرة قد اختفت بعد إقلاعها من كوالالمبور باتجاه العاصمة الصينية بكين في الثامن من الشهر الحالي. وجاء الإعلان عن فقد الطائرة رسميا بعد أن سمحت الصين بعرض صور التقطتها أقمار اصطناعية لأجسام يحتمل أن تكون لها علاقة بالطائرة المفقودة.
من ناحية أخرى رصدت طائرة استرالية تشارك في البحث عن الطائرة الماليزية المفقودة منذ 15 يوما قطعا عائمة في جنوب المحيط الهندي، فأبحرت سفينة لانتشالها في عملية قد لا تستغرق سوى بضع ساعات. وقال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت، أمام برلمان كانبيرا، إن «الطاقم على متن (طائرة) أوريون أكد أنه شاهد قطعتين، الأولى مستديرة رمادية أو خضراء، والثانية مستطيلة وبرتقالية»، وتحدد موقعهما على مسافة 2500 كم جنوب غربي بيرث إحدى كبرى مدن ساحل غرب أستراليا.
من جانبه، أضاف وزير النقل الماليزي عصام الدين حسين، في ندوة صحافية في كوالالمبور، أن سفينة «إتش إم إيه إس» قريبة من هناك «ومن الممكن انتشال القطعتين بعد بضع ساعات أو غدا (اليوم) على أقصى تقدير». وسفينة «إتش إم إيه إس» مجهزة بآلة رافعة تسمح لها بانتشال وجر أجسام كبيرة الحجم. وأضاف رئيس الوزراء الأسترالي أن طائرة أميركية وطائرة «أوريون» أسترالية أخرى و«أوريون» يابانية في طريقها إلى المنطقة التي رصدت فيها القطع العائمة.
وأعلنت وكالة الصين الجديدة صباح أمس أن طائرة صينية رصدت قطعا «مشبوهة» في منطقة الأبحاث شكلها مربع ولونها أبيض، وتتكون من عنصرين كبيرين نسبيا وعدة قطع أخرى متبعثرة على مساحة عدة كيلومترات. ويشارك في عملية البحث التي تكثفت منذ بضعة أيام في جنوب المحيط الهندي عند مشارف القطب الجنوبي عدد كبير من الطائرات والسفن الحديثة جدا. وغيرت كاسحة الجليد الصينية «كسولونغ» (تنين الجليد) وجهتها للتوجه إلى تلك المنطقة.
وقد اختفت طائرة الـ«بوينغ 777» التابعة لـ«الخطوط الجوية الماليزية» التي كانت تقوم بالرحلة «إم إتش 370» بين كوالالمبور وبكين بعيد إقلاعها في الثامن من مارس (آذار) في الساعة 00.41 (الجمعة الساعة 16.41 بتوقيت غرينتش)، وعلى متنها 239 شخصا ثلثاهم من الصينيين وبينهم أربعة فرنسيين.
وفي منتصف الطريق بين سواحل ماليزيا وفيتنام غيرت الطائرة وجهتها نحو الغرب، وذلك بخلاف المسار المحدد، كما تم إطفاء أنظمة الإنذار «بشكل متعمد»، بحسب السلطات الماليزية. وواصلت الطائرة التحليق لساعات عدة قبل نفاد الوقود. وتم تحديد ممرين لأعمال البحث استنادا إلى العناصر السابقة: الأول إلى الشمال باتجاه آسيا الوسطى، والثاني إلى الجنوب من إندونيسيا إلى جنوب المحيط الهندي. ويميل معظم الخبراء إلى الممر الجنوبي، إذ يستبعدون أن تحلق الطائرة فوق الصين أو جمهوريات سوفياتية سابقة مثلا دون أن يتم رصدها. وكانت عدة معطيات من الأقمار الصناعية في الصين وأستراليا وفرنسا أفادت بوجود قطع عائمة بين أقصى نقطة في جنوب غربي أستراليا والقطب الجنوبي، وأن طائرة مدنية شاهدت بعض العناصر لا سيما ما يشبه قطعة خشبية.
وتحدث رئيس الوزراء الأسترالي عن «مؤشرات ذات صدقية» و«أمل متزايد لمعرفة ما جرى للطائرة». وأوضحت الهيئة الأسترالية للسلامة البحرية أن «أعمال البحث انقسمت اليوم على منطقتين قريبتين تشملان مساحة قدرها 68.500 كم مربع». وأمرت وزارة الدفاع الأميركية من جهة أخرى بإرسال جهاز سونار قادر على التقاط إشارات على عمق يصل إلى ستة آلاف متر. ويربط الجهاز بطرف كابل من آلاف الأمتار تجره إحدى السفن. وعلى متن الطائرات التجارية «صندوقان أسودان» أحدهما يسجل كل ثانية معطيات الرحلة والثاني المحادثات وأيضا كل الأصوات والبلاغات داخل قمرة القيادة.
وظروف البحث صعبة للغاية في هذه المنطقة، ومن المرجح أن تتدهور قريبا مع مرور المنخفض الاستوائي جيليان على بعد 1000 كم إلى الشمال. إلا أنها ستعود إلى التحسن بحسب الهيئة الأسترالية للسلامة البحرية.
وفي جميع الأحوال فإن تحديد موقع الطائرة وانتشالها سيكونان عملية معقدة أكثر مما كان عليه الأمر بالنسبة إلى الرحلة «إيه إف 447» التابعة لـ«الخطوط الجوية الفرنسية» والتي تحطمت فوق المحيط الأطلسي في يونيو (حزيران) 2009 أثناء قيامها برحلة بين ريو دي جانيرو وباريس.



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.