السيسي يؤكد لوفد الكونغرس الأميركي ضرورة العمل معًا لمكافحة الإرهاب

«الخارجية»: العثور على جثمان مصري على شريط قطار في إيطاليا

السيسي يؤكد لوفد الكونغرس الأميركي ضرورة العمل معًا لمكافحة الإرهاب
TT

السيسي يؤكد لوفد الكونغرس الأميركي ضرورة العمل معًا لمكافحة الإرهاب

السيسي يؤكد لوفد الكونغرس الأميركي ضرورة العمل معًا لمكافحة الإرهاب

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، على الاهتمام الذي توليه مصر لتطوير علاقاتها الاستراتيجية بالولايات المتحدة، وتعزيز مسيرة التعاون الممتدة بين البلدين، بما يحقق مصالحهما المشتركة، لا سيما في ضوء التحديات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، وعلى رأسها تزايد خطر الإرهاب.
جاء ذلك خلال استقباله لوفد من أعضاء الكونغرس برئاسة النائب مايكل ماكول، رئيس لجنة الأمن الداخلي بمجلس النواب، إضافة إلى ستة أعضاء جمهوريين من بينهم مُنسق الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ السيناتور جون كورنين، فضلاً عن نائبين من الحزب الديمقراطي، بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وسفير الولايات المتحدة في القاهرة.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن زيارات وفود الكونغرس الأميركي إلى مصر خلال الفترة الأخيرة تعكس قوة ومتانة العلاقات بين البلدين.
وأفاد بأن السيسي استعرض معهم التطورات على الساحة الداخلية والجهود الحالية لمواصلة عملية التنمية وتوفير الأمن والاستقرار للشعب المصري، وأكد التزام الحكومة المصرية بمواصلة العمل على ترسيخ دعائم دولة مدنية حديثة، تقوم على سيادة القانون، وإعلاء قيم الديمقراطية، حيث أشار إلى ضرورة عدم تناول أوضاع حقوق الإنسان والحريات في مصر من منظور غربي، بالنظر إلى اختلاف التحديات والظروف الداخلية والإقليمية، منوها بأن الديمقراطية عملية ممتدة ومستمرة، وأن مصر عازمة على المضي قدمًا على الصعيد الديمقراطي.
وأوضح المتحدث الرسمي أن رئيس وفد الكونغرس الأميركي أشار إلى اعتزاز الولايات المتحدة بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، وحرصها على تنميتها، مؤكدًا على ما يمثله استقرار مصر من أهمية للولايات المتحدة في ظل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة، ومشيدًا بما حققته مصر من تقدم ملموس في هذا المجال.
وأكد ماكول على دور مصر المحوري في المنطقة، باعتبارها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار، معربًا عن تفاؤله بالنهج الذي تتبعه مصر في الوقت الحالي، وأكد وقوف بلاده بجانب مصر أخذًا في الاعتبار ما يربط البلدين من مصالح مشتركة.
وأضاف أن اللقاء تطرق إلى تطورات الأوضاع في عدد من دول المنطقة التي تشهد أزمات، حيث أكد السيسي على أهمية التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات تحفظ المؤسسات الوطنية للدول، وتحول دون انهيارها، وتصون مقدرات شعوبها، محذرًا من تبعات سقوط الدول الوطنية في المنطقة، وتداعيات ذلك على انتشار الجماعات الإرهابية، وتمددها في الشرق الأوسط بأكمله.
وأكد الجانبان على أهمية مواصلة التنسيق المشترك لمحاربة الإرهاب والحد من انتشاره، حيث شدد السيسي على وحدة المرجعية الفكرية التي تجمع بين كل التنظيمات الإرهابية والمتطرفة والتي تسعى إلى فرض رؤيتها ومعتقداتها بالقوة على باقي مكونات المجتمع، وأكد أن التوصل إلى سلام عادل وشامل في الشرق الأوسط يتضمن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 إلى جوار دولة إسرائيل من شأنه أن يدعم استقرار المنطقة، وأن يقضي على إحدى أهم الذرائع التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية في الترويج لفكرها.
وعبر الوفد الأميركي في ختام اللقاء عن تقديرهم لمواقف الرئيس، ودوره في إرساء دعائم الاستقرار في مصر والمنطقة، مؤكدين تطلع بلادهم لمواصلة الارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق تلبى طموحات الشعبين.
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن السفارة المصرية في روما تلقت إخطارا بالعثور على جثمان المواطن محمد باهر صبحي إبراهيم علي ملقى على شريط القطار في مدينة نابولي الإيطالية، مساء السبت 30 أبريل (نيسان) الماضي، مع وجود مظاهر أولية لضرب على الرأس والفك.
وقد قام أحد أقارب المتوفى، ويدعى إبراهيم علي يونس، بإخطار السفارة في روما بالحادث أمس أثناء وجوده بقسم شرطة نابولي لتسلم الجثمان والمتعلقات الشخصية الخاصة بالمواطن، علما بأن المعلومات الأولية تشير إلى أن المتوفى وصل إلى إيطاليا عام 2006 من خلال هجرة غير شرعية، وأنه عثر مع جثمانه على جواز سفر وشهادة التجنيد الخاصة به.
وأوضح المتحدث باسم الخارجية، أن السفارة في روما تتابع الأمر باهتمام بالغ فور علمها بالحادث، وبصدد توجيه مذكرة عاجلة إلى الخارجية وسلطات الأمن الإيطالية لطلب الإفادة بتقرير عاجل عن ملابسات الحادث، ونتائج التشريح المبدئي للجثمان، وذلك تمهيدا لاتخاذ الإجراءات الخاصة بالإفراج عن الجثمان وتسليمه لذويه لإعادته إلى أرض الوطن، بعد ضمان الانتهاء من الإجراءات القانونية اللازمة.
وشدد على أن وزارة الخارجية ستستمر في متابعة الأمر من خلال السفارة المصرية في روما، والإعلان عن أي مستجدات في حينه، ومقدمًا خالص العزاء والمواساة لأسرة الفقيد.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».