القوات العراقية تستأنف معركة تحرير الفلوجة.. وتستهدف مقر «داعش»

أعلن قائد عمليات الأنبار، اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، أمس، استهداف مقر لتنظيم داعش وقتل 30 عنصرا منهم جنوب مدينة الفلوجة.
وقال المحلاوي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «طائرات التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي، تمكنت من استهداف مقر لعناصر (داعش)، وتدمير ثلاثة أنفاق وقتل أكثر من 30 إرهابيا وتدمير عجلة مفخخة، وقتل من فيها جنوب مدينة الفلوجة»، وأعلن عن «انطلاق المرحلة الأولى من عمليات تحرير مدينة الفلوجة، من محور عامرية الفلوجة وتقاطع السلام».
وأضاف المحلاوي أن «القوات الأمنية من الجيش والشرطة وأفواج الطوارئ ومقاتلي عشائر الأنبار تمكنوا من تحرير منطقة الفحيلات، وقرية البيوسف شمال جنوب مدينة الفلوجة، وأن جميع الاستعدادات اكتملت لعملية تحرير مدينة الفلوجة من عصابات (داعش)، وإنقاذ أهلها المحاصرين داخل المدينة من الإرهاب والجوع».
وفي مدينة حديثة غرب الأنبار كسر الجيش العراقي الحصار الذي كان يفرضه تنظيم داعش على مدينة حديثة وناحية البغدادي بمحافظة الأنبار.
وقال قائد عمليات الجزيرة والبادية، اللواء الركن علي إبراهيم دبعون، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش العراقي المدعوم جوًا من قبل قوات التحالف الدولي تمكنت من كسر الحصار الذي كان يفرضه تنظيم داعش الإرهابي على المنطقة الممتدة من قضاء حديثة وحتى قضاء هيت، مرورًا بناحية البغدادي، وإن القطعات العسكرية سيطرت على هذه المناطق بالكامل».
وتابع دبعون أنه «تم استهداف مقر تابع لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة البوعساف من قبل طائرات التحالف الدولي، وإن الغارة أسفرت عن مقتل 15 إرهابيًا»، مشيرًا إلى أنه تم أيضًا «قصف مستودعات أسلحة وورشة لتصنيع العبوات الناسفة تابعة للتنظيم في منطقة الفلاحات، الأمر الذي أدى إلى مقتل 14 إرهابيًا وإصابة عشرة آخرين بجراح».
وتسببت منازل مفخخة من قبل تنظيم داعش في مقتل وإصابة المئات من النازحين العائدين إلى مناطقهم السكنية في مدينتي الرمادي وهيت اللتين سبق تحريرهما من قبل القوات الأمنية، ودخلوا إلى منازلهم بحسب دعوات الجهات الحكومية التي أكدت أن مدينة الرمادي بجميع أحيائها جاهزة لاستقبال مواطنيها.
كشف عضو مجلس ناحية العامرية بمحافظة الأنبار خضير الراشد، عن استشهاد وإصابة أكثر من مائتي مدني بينهم منتسبون إلى الأجهزة الأمنية بانفجار منازل مفخخة في مدينتي الرمادي وهيت.
وقال الراشد، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «كثيرا من منازل المواطنين في مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، انفجرت على ساكنيها بمجرد دخولهم إليها بعد أن تعمد تنظيم داعش الإرهابي زرع مئات الآلاف من العبوات الناسفة في المنازل والمحال التجارية والمباني الحكومية والشوارع وبطرق خبيثة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من مائتي شخص هي حصيلة التفجيرات منذ يناير (كانون الثاني) الماضي إلى 25 أبريل (نيسان) الماضي».
وأضاف الراشد أن «حصيلة الشهداء من منتسبي القوات الأمنية والمدنيين بلغت ستين شهيدا، فيما بلغ عدد المصابين 142 بحسب إحصائيات مديرية صحة الأنبار». وأشار إلى أن «الأهالي تفاجأوا بطريقة انفجار المنازل المفخخة كون عملية التفخيخ من قبل عناصر عصابات (داعش) الإجرامية كانت في أماكن صعبة للغاية»، محملا «الجهات التي دعت إلى عودة العائلات النازحة إلى مناطق سكناها المحررة مسؤولية إراقة دماء الأبرياء».
إلى ذلك أكد سكان محليون حدوث سلسلة من الانفجارات في بيوت المواطنين العائدين من رحلة النزوح إلى مناطقهم السكنية في مدينة الرمادي، وقال أبو محمد، 53 عاما، أحد سكان منطقة حي التأميم كبرى الأحياء السكنية في المدينة، إن «ثلاثة منازل انفجرت في حي التأميم تسببت في مقتل 13 شخصا، وتسببت انفجارات أخرى في أحياء الصوفية شرق مدينة الرمادي. وفي حي الأندلس وسط المدينة وفي أحياء الجمعية والأرامل وشارع عشرين، أثناء قيام أصحاب المنازل بتشغيل التيار الكهربائي داخل منازلهم، مما أدى إلى استشهاد كثير من المدنيين الذين كانوا قرب المنزل فضلا عن أصحاب الدور أنفسهم».
وأضاف أبو محمد: «هناك من يطلب منا مبالغ مالية تبدأ من 500 دولار أميركي، وتصل إلى ألف دولار حسب مساحة البيت من أجل مسحه، والتأكد من أنه خال من العبوات الناسفة».
وفي سياق متصل، قال مصدر أمني في قيادة عمليات الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوة أمنية داهمت عددا من المنازل والمباني التي كان يتمركز فيها مجرمو (داعش) في المناطق التي سيطرت عليها القوات الأمنية تحسبا من وجود منازل مفخخة أخرى».
وأضاف المصدر - الذي طلب عدم الكشف عن اسمه - أن «مسلحي تنظيم داعش قاموا بتفخيخ منازل كثيرة في حي الصوفية من خلال ربط أسلاك العبوات الناسفة على المحولات الكهربائية لمنازل المدنيين، حيث تنفجر جميع العبوات الناسفة والمواد المتفجرة حال إعادة التيار الكهربائي للمنازل».
وأشار المصدر إلى أن «قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي، كان قد أعلن في وقت سابق، أن مدينة الرمادي بحاجة إلى مدة عام، لإبطال مفعول العبوات الناسفة والمواد المتفجرة من أحياء ومناطق وقرى مدينة الرمادي والمناطق المحيطة بها، لكن إصرار البعض على عودة العائلات من النزوح كان وراء سقوط العشرات من الشهداء والجرحى في صفوف المواطنين الأبرياء».