اتحاد البث الأوروبي يعتذر.. لكن لم يتراجع عن منع رفع العلم الفلسطيني

في رد على رسالة عريقات الغاضبة

اتحاد البث الأوروبي يعتذر.. لكن لم يتراجع عن منع رفع العلم الفلسطيني
TT

اتحاد البث الأوروبي يعتذر.. لكن لم يتراجع عن منع رفع العلم الفلسطيني

اتحاد البث الأوروبي يعتذر.. لكن لم يتراجع عن منع رفع العلم الفلسطيني

اعتذر اتحاد البث الأوروبي، لدولة فلسطين ولجميع من شعر بالإهانة، من قرار حظر رفع أعلام معينة من بينها علم فلسطين في مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن Eurovision.
ووجهت المديرة العامة لاتحاد البث الأوروبي إنغريد ديليترن، رسالة إلى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ردا على رسالته، التي طالب بها الاتحاد بالاعتذار للشعب الفلسطيني، وإلغاء قراره بإخراج العلم الفلسطيني من مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن، جاء فيها «بعد ظهر الخميس، نشرت مسودة لسياسة العلم لمسابقة الأغنية الأوروبية 2016 على الموقع الإلكتروني لشركة التذاكر AXS والمسرح العالمي Globe Arena، وتضمنت قائمة غير حصرية من الأمثلة حول أعلام يحظر رفعها في مكان المسابقة وفقًا لسياسة العلم، ولم يكن من المنوي نشر هذه الوثيقة».
وأضافت أن «منظمي المسابقة يتفهمون ويعترفون بحساسية تقديم مجموعة مختارة من أعلام المنظمات والدول، التي تتصف كل منها بطبيعة مختلفة جدا عن الأخرى، وإننا نقدم اعتذارنا لجميع من شعر بالإهانة من هذه القائمة، بما في ذلك فلسطين».
وتابعت: «لقد طلب اتحاد البث الأوروبي من شركة بيع التذاكر (أكس) AXS والمسرح العالمي، إزالة الوثيقة التي تتضمن قائمة أمثلة الأعلام على الفور ونشر الوثيقة الرسمية بدلا من ذلك».
وشددت ديليترن في رسالتها على أن «اتحاد البث الأوروبي يهدف إلى ضمان خلو مسابقة الأغنية الأوروبية من التصريحات السياسية، والرسائل التجارية غير المصرح بها، وذلك تماشيا مع قوانين المسابقة التي تتفق عليها جميع شركات البث الـ42 المشاركة، وأن المنظمين ملتزمون تماما بسلامة الجمهور وأفراد الطاقم. ولذلك، قرر فريق مسابقة الأغنية الأوروبية التقيد بسياسة العلم، وبشكل خاص، طلب احترام وتقدير الطبيعة غير السياسية لمسابقة الأغنية الأوروبية». وجاء الرد الذي حمل اعتذارا ولم يحمل تراجعا عن قرار منع رفع العلم بعد رسالة غاضبة من عريقات طالب فيها اتحاد البث الأوروبي بإلغاء قراره منع رفع العلم الفلسطيني، وتقديم الاعتذار الفوري إلى الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني حول العالم واصفا إخراج علم فلسطين بأنه «تمييز متعمد وإهانة مباشرة لشعبنا الفلسطيني»، مذكرا بأن «دولة فلسطين حظيت باعتراف 138 دولة في العالم، وهي دولة مراقب في الأمم المتحدة، ورفع علمها إلى جانب أعلام دول العالم على مبنى الأمم المتحدة العام الماضي».
وشدد عريقات، على أن العلم الفلسطيني «يشكل رمزا لسيادة شعبنا وحقوقه التي اعترفت بها الأمم المتحدة، وعلى رأسها حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، وأنه تم رفعه في جميع دول أوروبا من خلال الممثليات الدبلوماسية بما فيها سويسرا، مقر اتحاد البث الأوروبي الرئيسي». ويفترض أن تستضيف العاصمة السويدية استوكهولم نهائيات المسابقة الأوروبية للغناء «يوروفيجن» في منتصف الشهير الحالي. وجاء في مسودة قرار صادر عن القاعة التي تستضيف الحفل الأشهر عالميا أنه سيتم حظر رفع العلم الفلسطيني.
وإضافة لفلسطين حظر أيضا رفع كل من أعلام كوسوفو، إقليم الباسك، إقليم ناغورني كرباخ، دونيتسك، وإقليم ترانسنيستريا في مولدافيا، شبه جزيرة القرم، شمال قبرص، وعلم تنظيم داعش. ووفقا لمسودة القرار يمكن رفع علم 42 دولة مشاركة في المسابقة إضافة لعلم قوس قزح الذي يمثل حركة المثليين حول العالم، كما وسيسمح برفع علم الاتحاد الأوروبي. ومسابقة «يوروفيجن» للأغاني هي مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ عام 1956.
وتعد المسابقة أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين، فيقدر عدد مشاهديه بين مائة مليون إلى 600 مليون شخص حول العالم في السنوات الأخيرة.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».