سيميوني صانع نهضة أتلتيكو مدريد الحديثة ومكتشف المواهب

سيميوني لديه رؤية تختلف عن نظرائه المدربين (إ.ب.أ)
سيميوني لديه رؤية تختلف عن نظرائه المدربين (إ.ب.أ)
TT

سيميوني صانع نهضة أتلتيكو مدريد الحديثة ومكتشف المواهب

سيميوني لديه رؤية تختلف عن نظرائه المدربين (إ.ب.أ)
سيميوني لديه رؤية تختلف عن نظرائه المدربين (إ.ب.أ)

لا يختلف اثنان على أن الأرجنتيني دييغو سيميوني، المدير الفني لأتلتيكو مدريد هو صانع نهضة القطب الثاني للعاصمة الإسبانية، منذ وصوله عام 2011، حيث يرجع له الفضل في الإنجازات التي تحققت بالفوز بكأسي الدوري الأوروبي والسوبر الأوروبي عام 2012، وكأس ملك إسبانيا عام 2013، والدوري الإسباني موسم 2013 / 2014، ومركز الوصافة في دوري أبطال أوروبا خلف ريال مدريد قبل عامين.
سيميوني الذي يتطلع لقيادة أتلتيكو في مباراة الحسم بإياب نصف نهائي دوري الأبطال، اليوم، بعد أن تجاوز مباراة الذهاب الأسبوع الماضي بنجاح بانتصار على بايرن ميونيخ بهدف نظيف، أثبت أنه مدرب تجاوز بإنجازاته حدود الإبداع التكتيكي، إلى صانع ومكتشف النجوم.
ويعد ساؤول نيغويس المثال الأخير لذلك، فقد تحول لاعب وسط الميدان الإسباني، البالغ من العمر 21 عاما، بعدما سجل هدف الفوز الرائع لفريقه على بايرن ميونيخ في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال، الأسبوع الماضي، إلى بطل فوق العادة راحت وسائل الإعلام تقارنه بالأسطورتين الأرجنتينيين مارادونا وميسي.
وقالت صحيفة «ماركا» الإسبانية: «قدم سيميوني لنا نجما جديدا.. هكذا يولد أحد الأساطير»، فيما قالت «ألموندو»: «اللاعب (ساؤول) هو نتاج نظام اكتشاف المواهب الذي يعد مجهولا في أي مكان آخر خارج أتلتيكو مدريد، إنه ظاهرة لفريق يؤمن أنه قادر على فعل كل شيء، مهما كان موقفه، مستحوذا على الكرة، أو غير مستحوذ».
وأصبح ساؤول، وهو أحد المعجزات الأخيرة لسيميوني، واللاعب الذي يعيش هذا الموسم عام التأقلم والانصهار مع الفريق، أحد أكثر الأسماء التي تطالب الصحافة الإسبانية بإشراكها في بطولة كأس أمم أوروبا 2016 بفرنسا.
وإذا كان هدف أي مدير فني هو الوصول بلاعبيه إلى أفضل مستوياتهم الفنية، فإن سيميوني يضاعف الرهان، إذ إنه في كثير من الأحيان ينجح في الحصول على 200 في المائة من مجهودات وقدرات لاعبيه.
وقبل ظهور ساؤول، استطاع سيميوني إخراج المواهب الكامنة للاعبين آخرين، مثل خوانفران وكوكي وفليبي لويس وخوسيه ماريا خيمنيز، وفالكاو، ودييغو كوستا، حيث تألقوا جميعا مع سيميوني حتى باتوا نجوما عالمين ولاعبي كرة قدم لا غنى عنهم في منتخبات بلادهم.
ومن الممكن أيضًا إدراج اللاعب الفرنسي أنتوني غريزمان إلى قائمة الموهوبين الذين اكتشفهم سيميوني، بالإضافة إلى الأرجنتيني أجوستو فيرنانديز، اللاعب الذي جاء إلى أتلتيكو في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأصبح لاعبا أساسيا بالنسبة لمدربه.
ولا ينجح سيميوني في إخراج أفضل الطاقات الكامنة لدى لاعبيه الشباب وحسب، بل من المخضرمين أيضا، ويعتبر المهاجم فيرناندو توريس مثالا واضحا لهذا التصور، فبعد أن قضى فترة طويلة مشتتا كالتائه في الصحراء، تمكن في الشهور الأخيرة من استعادة بريقه القديم، وبدأ يتردد اسمه للمشاركة في «يورو 2016»، وهو الشيء الذي بدا غير مطروح قبل وقت قريب. ويشكل اللاعب فليبي لويس مثالا آخر على قدرة سيميوني على تطوير لاعبيه، فقد انضم هذا اللاعب لصفوف أتلتيكو مدريد في 2010، مقابل 12 مليون يورو (13 مليون و600 ألف يورو)، ثم تم بيعه لتشيلسي الإنجليزي في 2014 مقابل ضعف مبلغ الشراء. ولم يحظ لويس إلا بفرص نادرة للمشاركة مع المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينهو، حتى استعاده الفريق الإسباني هذا الموسم ليعود إلى أفضل مستوياته.
وقليل هم المدربون الذين يشبهون سيميوني، الذين يستطيعون المحافظة على دوافع وتركيز لاعبيهم، حيث يستطيع أي لاعب ينضم لصفوف هذا النادي البقاء فيه إذا استجاب للمتطلبات الفنية القصوى.
وبما إنه كان لاعبا كبيرا، يعرف سيميوني ماهية الشراهة الكروية التي يشعر به لاعب كرة القدم وكيفية التعامل معه.
ولا يريد سيميوني إرجاع تألق أي لاعب لنفسه، وقال بعد الفوز على بايرن ميونيخ: «نجاح ساؤول يعود
الفضل فيه لاجتهاده الشخصي»، وهي نفس العبارة التي استخدمها للإشادة بلاعبين آخرين، مثل لوكاس هيرنانديز أو غريزمان.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.