قيادي في منظمة التحرير الفلسطينية: اجتماع قريب لبحث موقف إسرائيل من المبادرة الفرنسية

رئيس الوزراء قال إن رفض نتنياهو للخطة يظهر عدم رغبته في السلام

آية الله خامنئي خلال استقباله السكرتير العام لحركة جهاد الفلسطينية عبدالله صلاح واثنين من مرافقيه في طهران أول من أمس (أ.ف.ب)
آية الله خامنئي خلال استقباله السكرتير العام لحركة جهاد الفلسطينية عبدالله صلاح واثنين من مرافقيه في طهران أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قيادي في منظمة التحرير الفلسطينية: اجتماع قريب لبحث موقف إسرائيل من المبادرة الفرنسية

آية الله خامنئي خلال استقباله السكرتير العام لحركة جهاد الفلسطينية عبدالله صلاح واثنين من مرافقيه في طهران أول من أمس (أ.ف.ب)
آية الله خامنئي خلال استقباله السكرتير العام لحركة جهاد الفلسطينية عبدالله صلاح واثنين من مرافقيه في طهران أول من أمس (أ.ف.ب)

قال واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إن القيادة الفلسطينية ستعقد اجتماعا خلال الأيام القادمة، يشمل أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، وذلك لمناقشة رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمبادرة الفرنسية، وقرار الحكومة الإسرائيلية استمرار اقتحام المدن الفلسطينية مناطق «أ».
وأضاف أبو يوسف لوكالة «معا» الفلسطينية موضحا أن القيادة الفلسطينية متمسكة بالأفكار الفرنسية، وتدويل القضية الفلسطينية والتوجه لمجلس الأمن الدولي، مؤكدا أن أبرز ما يميز الأفكار الفرنسية هو أنها تدعو إلى إحياء عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية بعيدا عن الرعاية الأميركية. كما أوضح أن اجتماعا وزاريا سيعقد في باريس نهاية الشهر الجاري دون المشاركة الفلسطينية أو الإسرائيلية، وذلك لبحث إحياء عملية السلام، مؤكدا أن المطلوب تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن، التي تدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ضمن سقف زمني محدد.
من جهته، قال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله أمس الاثنين إن رفض الاقتراح الفرنسي بعقد مفاوضات متعددة الأطراف بشأن الصراع في الشرق الأوسط، يثبت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو لا يريد السلام. وأوضح الحمد الله أن رفض نتنياهو دعم مؤتمر دولي يثبت أنه مهتم أكثر ببناء المستوطنات غير الشرعية أكثر من اهتمامه ببناء جسر للسلام، وأعرب في ذات السياق عن شكره لفرنسا لتوليها زمام المبادرة لدفع عملية السلام إلى الأمام.
يذكر أن إسرائيل رفضت يوم الخميس الماضي رسميا الاقتراح الفرنسي لعقد محادثات سلام دولية خلال الأشهر المقبلة. فيما قال مكتب نتنياهو «إسرائيل تتمسك بموقفها هو أن أفضل وسيلة لحل الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين هي عبر المفاوضات الثنائية المباشرة». وفي الوقت الذي تطالب فيه إسرائيل بالعودة إلى المحادثات المباشرة دون شروط مسبقة، يقول الفلسطينيون إنهم تخلوا عن هذه الصيغة التي وصفها وزير الخارجية الفلسطيني بأنها «عقيمة»، علما بأن آخر محاولة لإجراء محادثات إسرائيلية - فلسطينية انهارت في أبريل (نيسان) 2014.
ميدانيا، أعلنت مصادر فلسطينية عن مقتل فلسطيني وجرح اثنين آخرين أمس جراء انفجار داخلي غامض في شمال قطاع غزة.
وذكرت المصادر أن شخصا يبلغ من العمر 30 عاما قتل على الفور، وأصيب اثنان آخران بجروح متوسطة جراء الانفجار، الذي لم تعرف أسبابه على الفور.
من جهتها، أعلنت «سرايا القدس» الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن القتيل هو أحد عناصرها، مشيرة إلى أنه قضى في «مهمة جهادية» لم تحدد طبيعتها.
وعادة ما تطلق الجماعات الفلسطينية المسلحة عبارة «مهمة جهادية» على ظروف مقتل نشطاء يتبعون لهم أثناء حادث عمل أو خطأ أثناء التدريبات المسلحة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».