نقل ملف التعليم الأهلي في السعودية إلى شركة «تطوير»

رئيس لجنة متخصصة اعتبره تصحيحًا للقطاع ولقاء للمستثمرين الاثنين المقبل

نقل ملف التعليم الأهلي في السعودية إلى شركة «تطوير»
TT

نقل ملف التعليم الأهلي في السعودية إلى شركة «تطوير»

نقل ملف التعليم الأهلي في السعودية إلى شركة «تطوير»

في خطوة تهدف إلى تحسين واقع الاستثمار السعودي في قطاع التعليم الأهلي، علمت «الشرق الأوسط» عن بدء إجراءات نقل ملف خدمات التعليم الأهلي بالكامل من وزارة التعليم إلى شركة «تطوير» القابضة، وذلك بموجب قرار أصدره الدكتور أحمد العيسى، وزير التعليم السعودي، وحصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه.
وينص قرار وزير التعليم على أن «تنقل مهام وحدة خدمات المستفيدين الخاصة بخدمات المستثمرين في مكاتب التعليم الأهلي في جميع الإدارات التعليمية بالمناطق والمحافظات إلى شركة تطوير القابضة»، يضاف لذلك أن «يكلف الرئيس التنفيذي لشركة تطوير القابضة ووكيل الوزارة للتعليم الأهلي بإعداد آلية وخطة التنفيذ والبرنامج الزمني خلال شهر من تاريخه، ورفعه للاعتماد»، على أن «تقوم الشركة بإعداد اتفاقية تعاقدية بين وزارة التعليم وشركة تطوير القابضة وتوقع من الطرفين».
وأكد عمر العامر، رئيس اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي بمجلس الغرف السعودية، أن هذا القرار يمثل «بشرى سارة للمستثمرين في التعليم الأهلي، على اعتبار أن ذلك سيسهم في إخراج القطاع من عقبات البيروقراطية»، مشيرا إلى أن شركة تطوير من شأنها تفهم كل ما يواجه القطاع الخاص وإدراك مخاطر الاستثمار في قطاع التعليم والمتغيرات الاقتصادية بهذا الجانب.
وتوقع العامر عقد لقاء يجمع مستثمرو اللجنة الوطنية للتعليم الأهلي بمجلس الغرف مع وكيل وزارة التعليم، وبمشاركة شركة تطوير القابضة، يوم الاثنين المقبل، لمناقشة آلية تطوير خدمات التعليم الأهلي. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «سيتم دراسة الآليات المقترحة لتذليل العقبات التي تواجه القطاع».
من جهة ثانية، يستعد بعض السعوديين والمقيمين خلال هذه الفترة لتسجيل أبنائهم للسنة الدراسية الجديدة التي تبدأ بعد نحو 4 أشهر من الآن، وذلك في ظل ارتفاع تكلفة المقعد الدراسي في التعليم الأهلي، ومحاولة بعض المدارس التحايل على أنظمة وزارة التعليم في سن رسوم إضافية تحت اسم رسوم تسجيل ونحو ذلك، مع وجود أكثر من أربعة آلاف مدرسة أهلية تنتشر في جميع مناطق ومحافظات البلاد، تضم نحو 576 ألف طالب يدرس فيها.
وعلق العامر على ذلك، موضحا أن معظم المدارس القائمة حاليا تعاني خسائر كبيرة؛ الأمر الذي يدفعها للتلاعب والتحايل في محاولة أخذ زيادة على الرسوم المدرسية بشكل غير نظامي، في ظل ارتفاع أجور المعلمين والمعلمات وقرار مراجعة الرسوم الدراسية والقرارات الصادرة في السنوات الأخيرة.
وشدد على أن هذا التحايل غير مبرر أبدا وغير مشروع، لكن للأسف بعض ملاك المدارس الأهلية يفكرون بهذه الطريقة للخروج من مأزق الخسارة وليس لتعظيم الربحية، مشيرا إلى أن «الاستثمار في قطاع التعليم لم يعد مجديا في الآونة الأخيرة كما في السابق»، لكنه بدأ متفائلا بأن قرار نقل خدمات التعليم الأهلي إلى شركة تطوير سيسهم بدوره في إيجاد حلول فعالة للقطاع.
إلى ذلك، أكد مبارك العصيمي، المتحدث باسم وزارة التعليم لـ«الشرق الأوسط» عبر رسالة نصية، أن «رسوم المدارس تتم الموافقة عليها من الجهات التابعة للتعليم الأهلي بالوزارة، ويتابع تطبيقها من قبل إدارات التعليم، وتشمل جميع الخدمات عدا النقل والزي ولا يوجد بالتنظيم ما يسمى برسوم التسجيل».
وبسؤال العصيمي عن حجم المخالفات المرصودة بهذا الشأن وما إذا كانت وزارة التعليم ستتجه لتغليظ العقوبات على ملاك المدارس ممن يتحايلون لرفع قيمة الرسوم، لم يعلق العصيمي على ذلك منذ الأسبوع الماضي وحتى الآن.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.