رئيس الوزراء العراقي يتفقد المنطقة الخضراء ويدعو المتظاهرين لعدم التعدي على الممتلكات العامة

قال مصدران من الشرطة العراقية، اليوم (الأحد)، ان سيارتين ملغومتين انفجرتا وسط مدينة السماوة جنوب العراق، اليوم، ما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى على الأقل واصابة نحو 16 آخرين.
وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة لوكالة أنباء "رويترز" إن الانفجار الاول وقع قرب مبنى مجلس محلي، فيما وقع الانفجار الثاني على بعد نحو 60 مترا من محطة للحافلات. وأضاف أن من المتوقع أن يرتفع عدد القتلى جراء خطورة بعض الاصابات.
وأظهرت صور على الانترنت لم يتسن التأكد من صحتها عمودا كثيفا من الدخان يتصاعد فوق المباني وسيارات محترقة وعددا من الجثث على الارض بينهم عدة أطفال. وحمل رجال الشرطة والاطفاء الضحايا على محفات وعلى أيديهم.
ولم تعلن أي جهة على الفور المسؤولية.
وفيما يتعلق بالأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، تفقد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قوات الأمن داخل المنطقة الخضراء بالعاصمة بغداد يوم أمس (السبت) لينفي بذلك تقارير أفادت بأنه فر بعد ساعات من قيام المئات من أنصار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر باقتحام المنطقة ومبنى البرلمان.
وندد الصدر بإخفاق السياسيين في اصلاح نظام "المحاصصة" السياسية الذي يلقى عليه اللوم في تفشي الفساد.
ودعا العبادي المحتجين الى العودة للمناطق المخصصة للتظاهر وعدم التعدي على الممتلكات العامة.
واحتشد المحتجون خارج المنطقة الخضراء الشديدة التحصين؛ حيث توجد مقار الحكومة والعديد من السفارات الاجنبية وعبروا جسرا فوق نهر دجلة مرددين هتافات منددة فيما يبدو بمغادرة النواب للبرلمان.
وكان دخول المنطقة الخضراء سلميا بوجه عام في بدايته إلا أن قوات الامن أطلقت الغاز المسيل للدموع والاعيرة النارية مع غروب الشمس في محاولة لمنع دخول المزيد من المتظاهرين. وقالت مصادر الشرطة ان نحو 12 شخصا أُصيبوا.
من جانب آخر، قال متحدث باسم الامم المتحدة، ودبلوماسيون غربيون يقيمون بالمنطقة الخضراء، ان المجمعات التي يوجدون فيها أُوصدت، فيما نفى متحدث باسم السفارة الاميركية تقارير عن إجلاء الموظفين.
ورقص مئات المحتجين داخل البرلمان ولوحوا بالاعلام العراقية هاتفين بشعارات موالية للصدر. وبدا أن البعض يحطمون الأثاث.
كما أظهرت لقطات المحتجين وهم يهتفون ويلتقطون صورا لأنفسهم من داخل قاعة البرلمان التي كان يجتمع فيها النواب قبل دقائق.
وفشل البرلمان في استكمال النصاب القانوني في وقت سابق من يوم السبت للتصويت على تعديل وزاري اقترحه العبادي بعد التصديق على عدد قليل من الوزراء يوم الثلاثاءالماضي غم مقاطعات من النواب المنشقين.
وحذر رئيس الوزراء من أن الأزمة السياسية المستمرة منذ أشهر والتي نجمت عن جهوده لإجراء تعديل حكومي قد تعرقل الحرب على تنظيم "داعش" المتطرف الذي يسيطر على مساحات واسعة من شمال وغرب العراق.
ميدانيا، استعادت القوات العراقية بمساندة قوات التحالف الدولي، السيطرة على بلدة بشير ذات الغالبية التركمانية، من قبضة تنظيم "داعش"، الذي شن منها في مارس (آذار) هجوما كيميائيا ضد بلدة تازة المجاورة، حسبما افادت مصادر رسمية الاحد.
وبدأت القوات العراقية السبت هجوما من ثلاثة محاور، الشمالي والشرقي والجنوبي، على مواقع المتطرفين بهدف استعادة السيطرة على البلدة، وفقا لمجلس امن اقليم كردستان الشمالي.
وقال اسو ما مند مسؤول تنظيمات حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في كركوك، لوكالة الصحافة الفرنسية، اليوم، ان "قوات البشمركة والحشد الشعبي التركماني اكملت بنجاح الآن وبمساندة طيران التحالف الدولي عمليات تحرير قصبة بشير". وتابع ان هذه القوات حررت "قرى البومفرج والدولة والمعامرة وامام رضا المحيطة بالبلدة بشكل كامل" ايضا، مشيرا الى ان "التحالف الدولي وجه ضربات مباشرة نحو مركبات ومعاقل الارهابيين بشكل ساهم باتمام العملية بسرعة كبيرة".
وقتل أربعة من القوات العراقية وأصيب 25 آخرون بجروح خلال تنفيذ العملية، وفقا للمصدر.
واكد ابو رضا النجار المشرف على قوة الحشد الشعبي التركماني ان "قوات البشمركة والحشد التركماني اكملت بجهود منسقة تحرير بلدة بشير والقرى المحيطة بها".
بدوره، أكد الشيخ جعفر مصطفى احد قادة قوات البشمركة ان "قوات البشمركة باشرت بازالة الالغام والعبوات الناسفة التي زرعها التنظيم الارهابي".
وكان تنظيم "داعش" شن في مارس هجوما كيميائيا من هذه البلدة قتل فيه ثلاثة اطفال في بلدة تازة.
وسيطر التنظيم المتطرف على قرية بشير التركمانية بعد عدة اشهر من اجتياحه مناطق شمال وغرب العراق ويستخدمها لشن هجمات على المدن المجاورة بما فيها تازة التي يقطنها تركمان شيعة.