كلاوديو رانييري.. من مدرب خرج مطروداً من تشيلسي إلى صانع للمعجزات في ليستر

اشتهر في تجربته الأولى بإنجلترا بإجرائه تغييرات عبثية وكارثية وإضاعة انتصارات كانت في المتناول

أحس رانييري بالسعادة الحقيقية في تجربته الثانية في إنجلترا مع ليستر («الشرق الأوسط»)  -  كانت علاقة رانييري قوية بتيري قائد تشيلسي («الشرق الأوسط»)
أحس رانييري بالسعادة الحقيقية في تجربته الثانية في إنجلترا مع ليستر («الشرق الأوسط») - كانت علاقة رانييري قوية بتيري قائد تشيلسي («الشرق الأوسط»)
TT

كلاوديو رانييري.. من مدرب خرج مطروداً من تشيلسي إلى صانع للمعجزات في ليستر

أحس رانييري بالسعادة الحقيقية في تجربته الثانية في إنجلترا مع ليستر («الشرق الأوسط»)  -  كانت علاقة رانييري قوية بتيري قائد تشيلسي («الشرق الأوسط»)
أحس رانييري بالسعادة الحقيقية في تجربته الثانية في إنجلترا مع ليستر («الشرق الأوسط») - كانت علاقة رانييري قوية بتيري قائد تشيلسي («الشرق الأوسط»)

كان الجميع يعرف أن النهاية آتية بالنسبة إلى كلاوديو رانييري في تشيلسي، لكن اللحظة التي بدا فيها أن القرار قد تم اتخاذه - والأكثر من هذا، أنه تم تبريره - جاءت في مونت كارلو في أبريل (نيسان) 2004، عندما قام بتبديل بدا محيرًا في ذلك الوقت وكان له أثر كارثي. من السهولة بمكان أن تعثر على الخطأ بنظرة سريعة لكن هذه كانت واحدة من المناسبات النادرة التي يكون رد فعل الجميع فيها واحدًا. بعد 62 دقيقة جاء التغيير: خروج الهولندي ماريو ميلكيوت مدافع تشيلسي في ذلك الوقت ونزول المهاجم الهولندي جيمي فلويد هاسلبانك. ما الذي كان يفعله رانييري؟
مع بداية مباراة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، كان لا يزال هناك تفكير بأن رانييري قد ينقذ نفسه في حال تمكن تشيلسي من الفوز بالبطولة. كان الطريق مفتوحًا أمام الفريق، فموناكو وبورتو وديبورتيفو لاكورونيا لم تكن تمثل مشوارًا صعبًا بالنسبة إلى الفريق. وضع المهاجم الكرواتي دادو برسو موناكو في المقدمة برأسية في الدقيقة 15، لكن مهاجم تشيلسي الأرجنتيني هرنان كريسبو أدرك التعادل بعد 6 دقائق بعد أن حول لاعب الوسط الآيسلندي ايدور غوديونسون مسار عرضية فرانك لامبارد إليه. وبعد 7 دقائق من عمر الشوط الثاني بدا أن تشيلسي فرض سيطرته الكاملة على المباراة عندما طرد الحكم السويسري أورس ماير لاعب خط وسط موناكو اليوناني أندرياس زيكوس، بسبب دفعة خفيفة في مؤخرة رأس كلود ماكيليلي. وعندئذ جاء التغيير القاتل.
كان هاسلبانك وغوديونسون وكريسبو يؤدون نفس الدور. في الشوط الثاني خرج جناح تشيلسي الدنماركي يسبير غرونكاير ولعب بدلاً منه خوان سباستيان فيرون في وسط الملعب، وهو ما كان معناه أن الفريق سيعاني في وسط الملعب. كان موناكو قادرًا على فرض زيادة عددية في وسط الملعب، بينما انتهى الأمر بتشيلسي الذي لم يكن يملك كثيرًا من الخيارات للمواصلة بنفس الوتيرة، إلى محاولة الصمود. لكن الأسوأ هو أن موناكو كان لا يزال يشن هجمات خطيرة، وهو ما أرغم رانييري بعد 7 دقائق على إجراء تغيير آخر، من خلال الدفع بقلب الدفاع الألماني روبرت هوت بديلاً للاعب خط الأوسط الإنجليزي سكوت باركر. ولم يكن ذلك كافيًا. وبينما كان تشيلسي يسعى لتسجيل هدف التفوق، تلقت شباكه هدفين، أحرزهما المهاجم الإسباني فرناندو مورينتس والكونغولي شعباني نوندا.
لم يكن لدى أحد شك حول من يتحمل المسؤولية. كتب كيفين ماكارا في الـ«غارديان» يقول: «كان بمقدور رانييري في لحظة نادرة إما أن يحدث تأثيرًا عظيمًا جدًا أو ضارًا جدًا». وفي الـ«إندبندنت» تحدث غلين مور عن «سلسلة من التغييرات هزت استقرار فريقه لدرجة أضاعت فوزًا كان في المتناول»، في حين انتقد هنري وينتر في الـ«تليغراف» «التغييرات العبثية في الشوط الثاني» التي قام بها رانييري.
وبدا رانييري في مؤتمره الصحافي عقب المباراة مشمئزًا من نفسه. وأكد رانييري مسؤوليته الكاملة عن خسارة فريقه أمام موناكو بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد في ذهاب دور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا. وقال: «كان خطئي. بعد 30 عامًا في كرة القدم أعرف أن علي أن أقبل بهذا. أردت أن أفوز بالمباراة وأنا أملك لاعبًا إضافيًا. كان كل لاعب يريد شيئًا آخر، أن يجري بالكرة، وليس التعاون مع زملائه الآخرين». وقال رانييري في تصريحات أبرزتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): «لقد أخطأت وأتحمل وحدي مسؤولية الهزيمة كاملة، وكانت ليلة محبطة للغاية لأننا خسرنا المباراة ودخل مرمانا هدفان في الربع ساعة الأخيرة».
كان اللقب يبدو في المتناول، وكان رانييري قريبًا من حسمه، لكنه ربما أراد أن يكون ذلك بتغيير يخطف الأنظار ويؤكد قدراته، لكنه قلب المباراة في الاتجاه المعاكس، فتحت الضغط ارتكب خطأ تكتيكيًا مروعًا. لا ينبغي لخطأ واحد أن يشوه صورة مسيرة كاملة، لكن المباراة بدت تجسيدًا لمشكلة أكبر. كانت تدخلات رانييري الكثيرة في التغيير في تلك الأيام تبدو عادة خارجة عن السيطرة. كانت سياسة التدوير من بين ذلك، لكن بدا أن رانييري كان يبدو أنه ليس لديه أي فكرة عن أي تشكيل سينجح وفي أي ظروف.
لكن الموسم الحالي يأتي على النقيض من ذلك، حيث أجرى فقط 27 تغييرًا على تشكيله الأساسي. ربما كان هذا لأنه بات أكبر سنًا وأكثر حكمة. ولا شك في أنه يتعرض الآن لمستوى أقل من الضغوط، وربما أصبح قادرًا على التفكير بشكل أكثر وضوحًا. أو ربما كان كل ما هنالك هو الأجواء المحيطة: فريق ليستر أصغر ومن ثم هناك خيارات أقل. وسواء بفعل الحظ أو جهود الفريق الطبي، فقد عانى ليستر من عدد قليل جدًا من الإصابات هذا الموسم. ولأن الفريق لا يخوض أيًا من المنافسات الأوروبية، فمسيرته في الدوري غير مثقلة بعبء ضغط المباريات التي تقام في منتصف الأسبوع.
في مطلع الموسم الحالي كان هناك ميل إلى التفكير بأن رانييري يجني ثمار ما زرعه مدرب ليستر السابق نايجل بيرسون، لكن، وبينما استفاد الرجل من عمل بيرسون من دون شك، فالفريق الحالي هو فريقه الذي يحمل بصمته المميزة. تم استبدال الثلاثي الدفاعي برباعي قوي. تحسن الدفاع بشدة، من اهتزاز مرماه خلال أول 9 مباريات في الموسم، إلى شباك نظيفة في 12 من المباريات الـ17 الماضية. قال مدافع ليستر الجامايكي ويس مورغان: «لقد فهم الطريقة التي تفادينا من خلالها الهبوط وأراد أن يحافظ على المعادلة. قام بأقل قدر من التدخل فيما يتعلق بالمواقف التكتيكية».
كان عدم القيام بأي شيء هو عين الصواب، وعندما كانت هناك حاجة لإجراء تعديل، قام رانييري بذلك. في مواجهة سوانزي يوم الأحد الماضي التي فاز فيها بأربعة أهداف نظيفة، ومع غياب جيمي فاردي للإيقاف، كان مضطرًا للاستعانة بليوناردو أولوا. لكن رانييري أجرى كذلك تغييرًا آخر، حيث أبقى الجناح مارك ألبرايتون الذي لعب أساسيًا في 33 من أصل 34 مباراة في الدوري هذا الموسم، على مقاعد البدلاء، واستعان بجيفري سكالب. شعر الإيطالي بأنه يحتاج في غياب فاردي، إلى زيادة سرعة الفريق ليضمن أن يشكل ليستر تهديده المعتاد من الهجمات المرتدة، لمنع دفاع سوانزي من التقدم والضغط في مناطق متقدمة وفي وسط الملعب. وكانت قد تأكدت صحة هذا القرار حتى قبل أن يصنع سكالب الهدف الثالث لأولوا.
ربما لا تظهر مواجهتا موناكو 2004 وسوانزي 2016 شيئًا سوى أنه من الأسهل أن تتخذ قرارات جيدة عندما تكون وسط ظروف مواتية. وربما كانت قرارات رانييري الحاسمة هذا الموسم، في مقابل تردده الواضح في تشيلسي، دليلاً على أن ما يناسبه هو تدريب فرق تضم عددًا أقل من النجوم الكبار الذين يحتاج لإرضائهم. وقد يكون كل ما هنالك أن رانييري يتمتع بقدرات فنية تتجاوز التصور الذي أخذ عنه خلال الموسم الأخير الصاخب في تشيلسي.
وكان رانييري قد صرح بأنه سيبدأ في الاحتفال بلقب الدوري الإنجليزي «عندما تؤكد الحسابات ذلك» مع اقتراب الفريق من أول ألقابه على الإطلاق في دوري الأضواء منذ نشأته قبل 132 عامًا. وسيكون الفوز على مانشستر يونايتد اليوم كافيًا لليستر لانتزاع اللقب عقب إهدار توتنهام هوتسبير وعلى نحو غير متوقع نقطتين بتعادله الاثنين الماضي (1 – 1) مع وست بروميتش البيون. ومع ابتعاد ليستر بفارق سبع نقاط عن المنافس الوحيد المتبقي له على اللقب، مع تبقي ثلاث مباريات على نهاية الموسم، يدرك رانييري أنه بات على مقربة من انتزاع أول ألقابه الكبيرة خلال مسيرته التدريبية التي امتدت على مدار 30 عامًا تولى فيها 16 مهمة.
وأقر المدرب الإيطالي بأن النتيجة المفاجئة لتوتنهام خففت من العبء الواقع على كاهله. وقال رانييري: «أصبحت أكثر تفاؤلاً بعض الشيء.. أقول بعض الشيء». وأضاف: «بالطبع.. أصبحنا في غاية القرب من الفوز باللقب. الجميع يقول إن الأمر بات محسومًا. من وجهة نظري.. لا. أؤمن فقط بالحسابات». وتابع رانييري - الذي لم يتوقع على الإطلاق الفوز بلقب عندما عاد للعمل في إنجلترا الصيف الماضي - أنه لا يهمه أين يضمن ليستر الفوز باللقب ولكن الأهم أن ينجز الفريق المهمة.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.