البنتاغون: سنقطع «داعش» من الإنترنت

بينما قال تقرير أصدره البنتاغون إن الحرب ضد تنظيم داعش تكلفه 12 مليون دولار يوميًا، وكلفتها، حتى الآن، أكثر من 7 مليارات دولار، قال وزير الدفاع آشتون كارتر إن دخول البنتاغون الحرب الإلكترونية ضد «داعش» سيبدأ بقطع «داعش» عن الإنترنت. وقال كارتر، أول من أمس أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ: «هذه أول عملية قتالية ضخمة» تنفذها «سايبركوم» (القيادة الإلكترونية في البنتاغون التي تأسست قبل ثلاثة أعوام).
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية قوله، خلال جلسة استماع أمام اللجنة استمرت أكثر من ثلاث ساعات: «نريد شل شبكة القيادة والسيطرة التابعة لـ(داعش)، وشل قدرته على نقل الأموال، وشل قدرته على قهر السكان والسيطرة عليهم، وشل قدرته على التجنيد في الخارج». وأضاف: «نحن نقصفهم، وسنحرمهم من الإنترنت».
وقال رئيس الأركان المشتركة الجنرال جو دانفورد، خلال نفس الجلسة: «الهدف العام الذي نسعى لبلوغه هو فرض عزلة افتراضية كاملة على هذا التنظيم الإرهابي». وإن تحقيق هذا الهدف «يتسق كثيرًا مع تحركاتنا الميدانية».
في نفس الوقت، قال تقرير أصدره البنتاغون إن الحرب ضد «داعش»، التي بدأت في أغسطس (آب) عام 2014، كلفت، حتى الشهر الماضي، 7 مليار دولار. وإن الحرب تكلف 12 مليون دولار يوميًا. لكن، لا يشمل التقرير تكاليف الحرب الإلكترونية الجديدة.
وأضاف التقرير أن عملية «انهيرنت ريسولف» (الحل الفطري)، التي يقوم بها الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة، ضربت، منذ بدايتها ضد «داعش» وحتى منتصف الشهر الماضي، 22.779 هدفًا عسكريًا. وشملت 7.794 ضربة جوية في العراق، و3.745 ضربة جوية في سوريا، وأن الطائرات الأميركية نفذت أكثر من 8000 ضربة من هذه الضربات.
يوم الأربعاء، قال نائب قائد العمليات والاستخبارات في التحالف الدولي، بيتر غريستن، إن طائرات التحالف استهدفت، خلال الشهر الماضي، أماكن تخزين الأوراق النقدية لـ«داعش» في سوريا والعراق، وإن طائرات التحالف شنت، خلال شهر واحد أكثر من 20 غارة على أمكنة خزن الأموال، ودمرت أموالاً نقدية قيمتها أكثر من 800 مليون دولار. وكان جزء كبير منها مخبئًا في منازل.
وأضاف: «نشهد تحطيم معنويات مقاتلي التنظيم، ونشهد عدم قدرتهم على دفع الرواتب، وعدم قدرتهم على القتال».
ورفض غريستن تقدير عدد مقاتلي «داعش» في الوقت الحاضر. غير أن مسؤولاً أميركيًا كبيرًا كان قال، في بداية هذا الشهر، إن العدد هو الأقل منذ أن بدأت الولايات المتحدة مراقبة التنظيم في 2014. وإن العدد في ذلك الوقت كان ما بين 20 ألفًا و31 ألف مقاتل أجنبي ومحلي.
في الأسبوع الماضي، قالت مجلة «تايم» إن انضمام المقاتلين الجدد لـ«داعش» انخفض من ألفي مسلح كل شهر في بداية العام الماضي إلى 200 كل شهر في بداية هذا العام. وصار عدد كل المقاتلين أقل من 25 ألف مقاتل، وهو أقل عدد منذ أن وصل حجم التنظيم قمته في الصيف الماضي.
وأضافت أن الضربات الجوية دمرت في المناطق التي تسيطر عليها «داعش» تدميرًا تامًا أكثر من 200 موقع لاستخراج النفط وأكثر من 2000 صهريج لنقله. وتسببت هذه الضربات في انخفاض عائدات «داعش» إلى 56 مليون دولار في شهر مارس (آذار) الماضي. وكانت 80 مليون دولار في أبريل (نيسان) عام 2014.
يوم الأربعاء، نشرت مجلة «فورين بوليسي» تقريرًا قالت فيه إن طائرات الحلفاء أسقطت أكثر من 40.000 قنبلة فوق مواقع «داعش» منذ بداية الحرب في أغسطس عام 2014. وإنها قتلت أكثر من 20.000 مقاتل. وبالإضافة إلى الضربات الجوية، صار البنتاغون يستعمل مدافع عملاقة في العراق. وتابعت أن هذه المدافع «هي أعلى ما وصلت إليه تكنولوجيا التدمير الأرضي من بعيد». وفي الوقت الحاضر، يجهز العسكريون الأميركيون في العراق، بالتعاون مع العسكريين العراقيين، لحشد مدافع عملاقة لضرب مواقع «داعش» في الموصل عندما تبدأ معركة تحرير الموصل.