الحريري: التدخل الإيراني السلبي في المنطقة يحول دون قيام علاقات جيدة معها

بحث مع إردوغان الأزمة السورية والملف اللبناني

رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري خلال لقاءه الرئيس التركي رجب إردوغان أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري خلال لقاءه الرئيس التركي رجب إردوغان أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
TT

الحريري: التدخل الإيراني السلبي في المنطقة يحول دون قيام علاقات جيدة معها

رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري خلال لقاءه الرئيس التركي رجب إردوغان أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)
رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري خلال لقاءه الرئيس التركي رجب إردوغان أمس (تصوير: دالاتي ونهرا)

قال رئيس تيار المستقبل ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، إن التدخل الإيراني السلبي في المنطقة، يحول دون قيام علاقات جيدة معها، وأكد، بعد لقائه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنه لم يزر موسكو وتركيا لتسويق مرشح للرئاسة اللبنانية، «بل لشرح مخاطر الفراغ، ولم يفاتحني أحد بطرح انتخاب رئيس لفترة انتقالية».
إردوغان استقبل الحريري أمس في قصر يلدز بمدينة إسطنبول، وبحث معه آخر التطورات في لبنان والمستجدات في المنطقة وتداعيات الأزمة السورية والعلاقات الثنائية بين البلدين، وكان الاجتماع مطولاً استغرق نحو ساعة ونصف الساعة. وقال الحريري بعد اللقاء للصحافيين: «تحدثنا عن المشكلات في المنطقة، وخاصة ما يحصل في سوريا في هذه المرحلة. ونحن نعتقد أن تركيا يمكنها أن تلعب دورا كبيرا في إحلال الاستقرار في المنطقة»، مشيرًا إلى أنه شرح لإردوغان «مدى تأثير الفراغ الرئاسي على الوضع في لبنان ولا سيما الحياة الاقتصادية والسياسية فيه». ومن ثم أوضح «إننا تحدثنا حول الدور الإيراني في المنطقة، ونحن نريد علاقات جيدة مع إيران، ولكن تدخلاتها في دول المنطقة بشكل سلبي هو الذي يؤدي إلى عدم حصول هذا النوع من العلاقات الجيدة معها».
وتابع الحريري مشددًا أن «ما يهمني هو أن يبقى لبنان على الساحة، ويعرف الجميع أن البلد يعاني على أكثر من صعيد، ولا سيما حجم اللاجئين السوريين الموجودين فيه، وهو ما بحثته كذلك مع الرئيس إردوغان. وهو أوضح لي أن تركيا تعاني أيضا من نفس المشكلة. لذلك اتفقنا على التعاون لحث المجتمع الدولي كي يساعد أكثر في هذا المجال».
وعما إذا كان يسوق لمرشحه الرئاسي النائب سليمان فرنجية في زيارته إلى موسكو وتركيا، قال الحريري: «لم يكن هناك أي تسويق لأشخاص، بل تركز البحث حول شرح ما يحصل في لبنان، فالجميع يعرف أن وضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي وصل إلى مراحل خطيرة جدا. هذا أمر واقع وهذا ما نشرحه لهذه الدول، ونحاول أن نبين أن لبنان بحاجة إلى مساعدة في موضوع اللاجئين اقتصاديا ومعيشيا».
وعن الوضع اللبناني، أكد الحريري أن أحدًا لم يفتح معه الحديث عن اختيار رئيس للبلاد لمدة سنتين، قائلاً: «الدستور اللبناني واضح، وهو ينص على أن مدة ولاية رئيس الجمهورية 6 سنوات، وأي أمر آخر يحتاج إلى تعديل دستوري. من هنا أرى أنه علينا ألا نلجأ إلى حلول جزئية بل إلى حلول دائمة وتعالج مشكلات البلد». واختتم كلامه بالقول إن لبنان اليوم «بلا رئيس منذ نحو السنتين، وقد عانى البلد ما عاناه خلال هذه الفترة، وإذا انتخبنا رئيسا لمدة سنتين كأننا نعيد فتح المشكلة نفسها بعد سنتين».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.