تواصل الحملة على «القاعدة» جنوب شرقي اليمن

لواء إماراتي: «» بفقدان السيطرة على المكلا حرم التنظيم من عائدات يومية بنحو مليوني دولار

جدد طيران التحالف العربي أمس تنفيذ غاراته على الجماعات الإرهابية (رويترز)
جدد طيران التحالف العربي أمس تنفيذ غاراته على الجماعات الإرهابية (رويترز)
TT

تواصل الحملة على «القاعدة» جنوب شرقي اليمن

جدد طيران التحالف العربي أمس تنفيذ غاراته على الجماعات الإرهابية (رويترز)
جدد طيران التحالف العربي أمس تنفيذ غاراته على الجماعات الإرهابية (رويترز)

كشفت مصادر عسكرية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» عن استعدادات عسكرية كبيرة تجريها قوات التحالف العربي بالتنسيق مع المنطقة العسكرية الثانية بحضرموت، والمنطقة العسكرية الرابعة بعدن، والمقاومة الجنوبية بالمحافظات الجنوبية، للتحضير لإطلاق حملة أمنية أخيرة لتطهير محافظتي شبوة وأبين من عناصر تنظيم القاعدة. وقالت مصادر عسكرية رفيعة لـ«الشرق الأوسط» إن الحملة العسكرية مهمتها استكمال النجاحات الأمنية في الجنوب وتطهير محافظتي شبوة وأبين.
وجدد طيران التحالف العربي، أمس الجمعة، تنفيذ غاراته على الجماعات الإرهابية بمحافظة أبين شمال شرقي عدن، وقال سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» إن غارة جوية للتحالف استهدفت مزرعة غرب مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، فيما استهدفت غارة أخرى تواجد عناصر من «القاعدة» في مزرعة بمنطقة دوفس.
الضربات الجوية لطيران التحالف استهدفت معاقل وأهداف الجماعات الإرهابية الفارة من أبين ولحج، تأتي في الوقت الذي يتم الحديث فيه عن حملات عسكرية أخيرة لقوات التحالف العربي المتواجدة في عدن وحضرموت، لتطهير ما تبقى من المناطق الجنوبية من عناصر التنظيم الإرهابي.
وكان قائد قوات التحالف العربي في حضرموت الإماراتي اللواء مسلم الراشدي، قد أكد في مؤتمر صحافي عقد مساء أول من أمس بمدينة المكلا، بحضور محافظ المحافظة اللواء أحمد سعيد بن بريك، وقائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني، أن القوات سوف تمضي قدمًا في محاربة الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن دعم قوات التحالف العربي أسهم في تحقيق النصر وتحرير المكلا، مؤكدًا أن تحرير المكلا رسالة لكل من يدعم الإرهاب في اليمن.
وحرمت «القاعدة» بفقدان السيطرة على المكلا من عائدات يومية بنحو مليوني دولار كانت تحصل عليها من رسوم على حركة البواخر والسفن في ميناء المدينة وتجارة المنتجات النفطية، بحسب اللواء الإماراتي. محافظ حضرموت، اللواء أحمد سعيد بن بريك، أكد ضرورة تطبيع الحياة المدنية والاهتمام بالجوانب الخدمية والمعيشية للمواطنين، مشيرًا إلى أهمية مساندة قوات النخبة والجيش الوطني في تعزيز دعائم الأمن والاستقرار بعد انتصاراتها التي تحققت بدعم وإسناد من التحالف العربي. وقال محافظ حضرموت في تصريح لوسائل الإعلام المحلية إن «الظرف الاستثنائي الراهن يستدعي من الجميع التعاون والتكاتف بما يحقق المصلحة العامة، وتطلعات النهوض بالأوضاع الخدمية والتنموية والابتعاد عن المناكفات السياسية والمحاصصة الحزبية»، داعيًا المسؤولين في الأجهزة التنفيذية إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه تنفيذ المهام الوظيفية والإدارية.
وقال اللواء بن بريك إن «ما تحقق من انتصار عظيم لقوات النخبة والجيش الوطني ودحرهم لعناصر تنظيم القاعدة الإرهابية من محافظة حضرموت يؤكد أن حضرموت بيئة غير حاضنة لعصابات اللصوص والإرهاب والغدر». وقال المسؤول العسكري الإماراتي إن الحملة على تنظيم القاعدة في جنوب شرقي اليمن متواصلة بعد استعادة المكلا كبرى مدن محافظة حضرموت. وقال اللواء مسلم الرشيدي إن الحملة التي أتاحت، الأحد، استعادة المكلا التي يقطنها 200 ألف شخص «كانت سريعة وحاسمة». وأضاف في تصريحات نقلتها الوكالة الفرنسية أن «العملية متواصلة لتطهير المكلا من عناصر القاعدة الذين بقوا فيها»، و«لملاحقة من فر منهم خصوصا إلى المناطق المحاذية لمحافظة شبوة المجاورة».
وشاركت القوات اليمنية، التي ساهمت دول التحالف في تدريبها بشكل واسع في تحرير مدينة المكلا، بحسب محافظ حضرموت أحمد سعيد بن بريك. وقبل أيام، ومع بدء المباحثات اليمنية في الكويت، أطلقت قوات التحالف حملتها العسكرية ضد التنظيم، وخلال 72 ساعة تمكنت من قتل المئات من عناصره واستعادة المكلا. وقيل إن بعض العناصر فرت باتجاه شبوة.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.