كاسيميرو.. من بديل دائم إلى صخرة يتكئ عليها ريـال مدريد

أداؤه الدفاعي المتميز في خط الوسط ساهم في تحويل مسار «الفريق الملكي» هذا الموسم

كاسيميرو («الشرق الأوسط»)  -   كاسيميرو يسعى لمنع كومباني من إحراز هدف لسيتي في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
كاسيميرو («الشرق الأوسط») - كاسيميرو يسعى لمنع كومباني من إحراز هدف لسيتي في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
TT

كاسيميرو.. من بديل دائم إلى صخرة يتكئ عليها ريـال مدريد

كاسيميرو («الشرق الأوسط»)  -   كاسيميرو يسعى لمنع كومباني من إحراز هدف لسيتي في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)
كاسيميرو («الشرق الأوسط») - كاسيميرو يسعى لمنع كومباني من إحراز هدف لسيتي في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال (رويترز)

وصفه مدرب الفريق الإسباني ريـال مدريد زين الدين زيدان بأنه عنصر «أساسي». ومع أن كريم بنزيمة سجل هدفًا، وكذلك كريستيانو رونالدو، وساعد غاريث بيل في الهدف الذي تمخض عن هزيمة برشلونة في الثاني من الشهر الحالي في «الكلاسيكو» لينقلب هذا الموسم رأسًا على عقب، لم يكن مدرب ريـال مدريد يتحدث عن أي من هؤلاء، ولا حتى عن طوني كروس (لاعب وسط ريـال مدريد والمنتخب الألماني) أو كيلور نافاس (حارس مرمى ريـال مدريد ومنتخب كوستاريكا)، البطل الذي يهرع لإنقاذه من وقت لآخر، وإنما كان ذهنه متركزًا على البرازيلي كارلوس هنريكي كاسيميرو.
وفي الصور التي التقطت بعد المباراة التي أحدثت ثورة في جدول ترتيب الدوري الإسباني أمام برشلونة، يظهر لاعبو ريـال مدريد يحتفلون ويصرخون من الفرحة وقد خلع بعضهم القمصان، بينما يقف في وسطهم كاسيميرو من دون أن يكون له حضور واضح، وإنما جزء منه مختفٍ خلف رونالدو. ورغم أنك قد لا تلحظ وجوده داخل الملعب، فإنك قطعًا ستلحظ غيابه. في تلك الليلة التي فاز فيها ريـال مدريد بهدفين مقابل هدف واحد، كان قد مني قبلها بخمسة شهور فقط بهزيمة مدوية بأربعة أهداف من دون مقابل في الكلاسيكو. وبين تشكيل ريـال مدريد الأساسي في المباراتين، كان هناك اختلافان، أحدهما كاسيميرو.
ومن الواضح أن الأمور تبدلت بالنسبة له منذ ذلك الحين، مثلما تغيرت الأوضاع بالنسبة لريـال مدريد ككل. عن هذا، قال كاسيميرو: «أشعر بالتقدير كلاعب الآن». أما الأمر الغريب فهو أن المدرب الذي لم يشركه في اللعب، رافاييل بينيتيز، كان مؤمنًا بقوة بأهمية كاسيميرو لدرجة أنه عندما تولى تدريب ريـال مدريد، سرعان ما سعى بورتو لاستغلال ميزة تعاقدية تمكنه من شراء كاسيميرو - كان اللاعب معارًا من ريـال مدريد إلى بورتو في ذلك الوقت قبل أن يعود إلى الريـال في يونيو (حزيران) 2015 - وتمكن بذلك من إجبار النادي الإسباني على سداد مزيد من المال مقابل اللجوء لخيار الشراء من جديد، وذلك لثقة بورتو في رغبة بينيتيز في بقاء كاسيميرو.
ومع ذلك، اتضح أن رغبة بينيتيز في بقائه مع الفريق شيء، وإشراك المدرب له في اللعب شيء آخر تمامًا. وبمرور الوقت، بدأ كاسيميرو يضطلع بدور محوري في الفريق، لدرجة أنه أصبح عضوًا منتظمًا في التشكيل الأساسي للفريق خلال الأسابيع السابقة مباشرة للقاء «الكلاسيكو». إلا أنه مع حلول موعد لقاء برشلونة، أنصت المدرب بينيتيز لـ«اقتراحات» فيما يخص اللاعبين الذين ينبغي عليه بدء المباراة بهم. وعليه، بدأ الفريق وفي صفوفه جيمس رودريغيز وإسكو، بينما غاب كاسيميرو. وانتهت المباراة بخسارة ريـال مدريد بأربعة أهداف من دون مقابل. ورغم أن غياب اللاعب البرازيلي فحسب لا يفسر الهزيمة الثقيلة، فإنه بالتأكيد أحد العوامل التي تسببت فيها. من جانبه، وفي إطار تحليله للمباراة، قال ألبرتو توريل، المدرب السابق للفريق الثاني لدى ريـال مدريد، كاستيا: «افتقد ريـال مدريد وجود لاعب مثل كاسيميرو في لقاء الكلاسيكو»، وبعيدًا عن العلن، اتفق بينيتيز مع هذا الرأي - وكذلك خليفته زيدان عندما تولى مهمة تدريب الفريق في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ولو أن دعم زيدان لكاسيميرو أدهش البعض، فهذا أمر لم يكن ينبغي حدوثه. ورغم أن كاسيميرو قد لا يكون من اللاعبين المقربين من رئيس النادي، فإنه من حسن الحظ أن الرئيس ليس من يختار لاعبي الفريق. والمؤكد أن أحد أكبر القرارات التي سيندم عليها بينيتيز فيما يخص الفترة التي قضاها في ريـال مدريد، قبوله «مقترحات» عدم إشراك كاسيميرو في التشكيل الأساسي في لقاء الكلاسيكو، ليتخلى بذلك عن اللاعب الذي قدم له الميزة الأهم بالنسبة له: التوازن. وبالتأكيد، لم يكن زيدان ليرغب في تكرار التجربة والشعور بالندم ذاته، في الوقت الذي امتلك السلطة والنفوذ اللذين يمكنانه من اختيار أفراد التشكيل الرئيسي للفريق. وهكذا استفاد تمامًا من تجربة سلفه الإسباني بينيتيز في لقاء القمة السابق في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي وفضل إشراك لاعب الوسط المدافع كاسيميرو بدلاً من لاعبين آخرين معروفين بنزعاتهم الهجومية، مفضلاً عدم الاندفاع وانتظار لاعبي الفريق المنافس.
وكان أداء كاسيميرو، نجم وسط ريـال مدريد أمام برشلونة، في المباراة التي انتهت بفوز الفريق الملكي بهدفين مقابل هدف، حديث الصحافة الإسبانية. وقالت صحافية «ماركا» الإسبانية: «يوم واحد مر على الكلاسيكو ولعل الأكثر تأثيرًا من جديد هو لاعب زيدان، رجل التغيير كاسيميرو». وأضافت الصحيفة: «الملكي يعيش أفضل لحظاته في الموسم، إذ حقق الفوز على ليفانتي، وسيلتا، وروما، ولاس بالماس، وإشبيلية وبرشلونة، تزامنًا مع ظهور كاسيميرو أساسيًا». وأردفت: «منذ أن لعب كاسيميرو ضد ليفانتي والفريق يحصد الانتصارات بتسجيله 20 هدفًا وتلقيه 4 أهداف فقط، زين الدين زيدان وجد فيه ماكيليلي جديدًا». وتابعت: «كاسيميرو يقود ثورة بيضاء تعززت بفوز وزنه من ذهب على برشلونة في الكلاسيكو». وأكملت: «كاسيميرو سعيد بالفوز على برشلونة لكنه يتجاهل دوره داخل الملعب، ورغم ذلك لم يتجاهله زملائه، حيث تلقى تهانيهم بعد اللقاء منهم رونالدو». وأتمت: «كاسيميرو كسِب ثقة زيدان وكذلك ثقة النادي، وعكس قيم ريـال مدريد كالتفاني والتضحية والموت من أجل الشعار».
ورغم أن زيدان ربما كان اللاعب الأكثر روعة على مستوى جيله، لكنه أبدى دومًا تفضيله للإشارة إلى نفسه كلاعب يملك روح المنافسة ويعي جيدًا أهمية الدور الذي يضطلع به المحيطون به، وهم الأفراد الذين يوفرون التوازن والحماية - وهم الأشخاص الذين من دونهم تنهار الأوضاع. وكان زيدان مدركًا جيدًا لهذه الأمور لأنه سبقت له معايشتها. ورغم كل لقاءات الكلاسيكو التي خاضها، أو ربما بسببها، تقاعد زيدان من ريـال مدريد بعد ثلاثة مواسم مرت من دون أي بطولات، وكان هذا القحط أحد الأسباب التي دفعته للرحيل. أما تشخيصه للوضع فكان واضحًا: «الموهبة وحدها لا تصنع فريق كرة قدم».
قبل ذلك بعام، كان زيدان قد عاد للفريق الوطني الفرنسي بشرط واحد: أن يعود كلود ماكيليلي معه. والآن، عندما يعيد النظر في الانهيار الذي حل بريـال مدريد بعد مرور عقد، يعترف زيدان أنه «عندما رحل ماكيليلي عن ريـال مدريد، افتقدناه. لقد كان اللاعب الوحيد الذي يحافظ دائمًا وأبدًا على مركزه. ولم يخرج عنه قط. أبدًا. كان مدركًا جيدًا لما يفعله، وكان نقطة ارتكاز الفريق». فيما يتعلق بكاسيميرو، اعترف زيدان بأنه على نفس الدرجة من الأهمية. هذا هو اللاعب الذي اكتشفه نيلتون موريرا الذي قال عنه أخيرًا: «رأيت به واحدًا من دونغا وآخر من ماورو سيلفا».
موريرا التقى للمرة الأولى كاسيميرو عندما كان الأخير في السادسة من عمره.
في حوار أجرته صحيفة آس الإسبانية مع مكتشف موهبة كاسيميرو نيلتون موريرا كشف الأخير عن رأيه بلاعب الملكي الحالي، حيث قال موريرا إنه درب كاسيميرو منذ أن كان عمره 9 سنوات، عندما افتتح مدرسته الكروية في سان خوسيه دوس كامبوس في عام 1997. وأضاف موريرا: «تعرفت على موهبته بعد أن كان لدينا فريق للسيدات وكانت ابنة عمه تلعب في صفوفه، وهي من قالت لي عنه، فأحضرته ووجدت به لاعبًا يملك قوة في الاحتفاظ بالكرة وثقة بالنفس رغم صغر سنه، وفي ذلك الوقت كان هناك اتفاق مع نادي ساو باولو أرسلته لهم وأعجبوا بأدائه ومهاراته. ولعب كاسيميرو في خط الوسط بساو باولو حتى سن 18 عامًا قبل أن ينتقل مقابل 5.2 مليون يورو إلى كاستيا، الفريق الثاني لدى ريـال مدريد، لكن اقتناص مكان في الفريق الأول لم يكن بالأمر السهل. وظل بعيدًا عن الملاعب لفترة طويلة حتى انتهت فترة مشاركته في بورتو، ليعيده بينيتيز للفريق، ليتكرر السيناريو ذاته خلال المباراة الكبرى بالموسم».
الآن، نال كاسيميرو على الأقل اعترافًا بأنه عنصر ضروري. وعن هذا، قال مدرب كاستيا، توريل: «إنه لاعب خط وسط متمركز.. وهو اللاعب الوحيد الذي يملكونه في هذا الدور». في الواقع، تحمل هذه الكلمات معنى عميقًا، فهي تعني أن كاسيميرو أساسي لفريقه رغم نقاط القصور لديه، لأن فريقه ذاته يتسم بنقاط قصور أيضًا. ورغم أنه ليس بالمثالي، يحسب له أنه مثابر ومنضبط. ومع أن توني كروس بدأ مشاركاته بتقديم مستوى جيد في خط الملعب، لكنه تراجع نهاية الأمر، وهذا لم يحدث لكاسيميرو. والواضح أن كاسيميرو هو المسؤول عن المهام الرديئة، ذلك أنه أكثر لاعبي ريـال مدريد من حيث الأخطاء في إطار الدوري الإسباني الممتاز. وعن هذا، قال بينيتيز: «إنه يضطلع بالدور الذي يحتاجه فريق دفاعي، ويوفر التوازن للفريق. إنه يقاتل للوصول للكرة ويساعد لاعبي قلب خط الوسط. وإذا ما هاجم الفريق وانكشفت صفوفه، فإنه يحتاج إلى لاعب مثل كاسيميرو يساعد على حفظ النظام بصفوف الفريق».
وقال عنه مدربه السابق في بورتو، جولين لوبتيغوي: «إنه قوي لدى الدخول في تحدٍ، ومن بين كل 10 تحديات يخوضها يفوز في 9. إنه قوي ويملك شخصية مميزة ويدرك جيدًا نقاط ضعفه ومميزاته. كما أنه جيد للغاية من الناحية التكتيكية، ودائمًا ما يجده المدافعون لجوارهم وقت الحاجة. ويعشقه لاعبو قلب خط الوسط. وفي فريق يهاجم كثيرًا وتلعب معظم عناصره في نصف الملعب الخاص بالخصم ويتصارع كثيرون على الكرة، تظهر حاجة ماسة لوجود لاعب مثل كاسيميرو».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.