أنطوانيت نجيب: ما يقدمه البعض من مسلسلات معيب بحق الكوميديا السورية

قالت لـ «الشرق الأوسط» انها تشارك في عمل لبناني تجسد فيه معاناة امرأة سورية مهاجرة بسبب الحرب

أنطوانيت نجيب: ما يقدمه البعض من مسلسلات معيب بحق الكوميديا السورية
TT

أنطوانيت نجيب: ما يقدمه البعض من مسلسلات معيب بحق الكوميديا السورية

أنطوانيت نجيب: ما يقدمه البعض من مسلسلات معيب بحق الكوميديا السورية

تنتمي الفنانة السورية أنطوانيت نجيب إلى الجيل المؤسس للدراما التلفزيونية السورية وإلى الجيل الفني الذي انطلق من المسرح الذي عشقه وقدّم على خشبته الكثير من أجمل العروض المسرحية منذ ستينات القرن الماضي، وما زالت نجيب حاضرة وبكثافة في كل عام بكثير من المسلسلات التلفزيونية بمختلف أنواعها، وفي حوار معها تتحدث أنطوانيت نجيب لـ«الشرق الأوسط» عن الجديد لديها للموسم الدرامي الحالي قائلة: «أنهيت مؤخرًا من تصوير دوري في المسلسل الشامي (خاتون) وهي شخصية جديدة من حيث خطها الدرامي، كما أنهيت تصوير دوري في مسلسل (عطر الشام) مع المخرج محمد زهير رجب وجسدت فيه شخصية أم قوية وهو من البيئة الشامية أيضًا، كما كان لي مشاركة في مسلسل (صدر الباز) مع المخرج تامر إسحق، الذي صور في الموسم الماضي ولم يُعرض حيث من المتوقع عرضه في الموسم الرمضاني المقبل، كذلك أستعد للمشاركة في مسلسل لبناني للمخرج فيليب أسمر، وأجسد فيه شخصية امرأة لديها معاناة كونها نازحة مع عائلتها السورية إلى لبنان، والمسلسل يتناول الوضع السوري من وجهة نظر درامية لبنانية».
وحول تناول كثير من المسلسلات التلفزيونية الأزمة السورية تقول نجيب إنها ليست معها فما يحصل في الواقع شيء كارثي من موت وتفجير وحرب طاحنة فلماذا ننقله للدراما؟.. يكفينا ما نشاهده في الواقع وعلى من يقدّم هذه المسلسلات احترام مشاعر الناس، من الممكن تناول هذه الأمور ولكن بعد انتهاء الحرب والأزمة.
وعن دراما البيئة الشامية ترى نجيب أن المشاهدين أصابهم الملل من تكرار مواضيعها وتقديم أجزاء متسلسلة من بعضها، كذلك بعض المسلسلات شوّهت البيئة الاجتماعية الشامية فليس المجتمع الشامي كما يقدّم.. أنا بنت الشام وأعرف البيئة الشامية جيدًا.. لم تكن المرأة هكذا كما تقدّمها هذه المسلسلات. وعن ظاهرة الشللية في الدراما السورية تقول أنطوانيت: «هي ظاهرة قديمة وليست جديدة وما زالت قائمة وبالنسبة لي أثرت علي قليلاً».
وعن تجاوز بعض المسلسلات في الموسم الماضي للخطوط الحمراء في المجال الاجتماعي تؤكد نجيب: «أنا لست معها مطلقًا فنحن مجتمع شرقي وعلى الجميع احترام عاداتنا وتقاليدنا». وحول مسلسلات السيرة الذاتية ترى نجيب أن بعضها نجح ونال إعجاب الناس بسبب تقديمه للشخصيات بشكل درامي جميل وحقيقي، فيما فشل البعض لأسباب كثيرة منها غياب التوثيق والمبالغة أحيانًا في تقديم الشخصية المعنية في مثل هذه المسلسلات.
وتعود نجيب في ذاكرتها لفترات سابقة، حيث اشتهرت قبل عدة عقود بتقديمها للمسلسلات البدوية، وخصوصا تلك التي كانت تنتج في الخليج والأردن، تضحك أنطوانيت: «كان كثير من المشاهدين يعتقد أنني أردنية ومن أصول بدوية بسبب إجادتي للهجة البدوية وتجسيد الأدوار البدوية بشكل متقن، وكوني كنت دائمة الوجود في الأردن لمدة 12 سنة بسبب وجود الإنتاج التلفزيوني البدوي هناك، حيث البيئة الأردنية تساعد على تصوير هذا النوع من المسلسلات».
وحول واقع الكوميديا السورية حاليًا تقول نجيب: «أنا انطلقت من المسرح الكوميدي وشاركت في كثير من المسرحيات الكوميدية مع الفنان الراحل محمود جبر، وحاليًا للأسف لا يوجد مسرح كوميدي، وأمنيتي أن أقدم مسرحية فأنا عاشقة للمسرح، كذلك شاركت في بعض المسلسلات التلفزيونية الكوميدية، ولكن بعض ما يقدم حاليًا معيب بحق الكوميديا السورية وهي بالمحصلة لعبة تجار الإنتاج يريدون تسويق منتجاتهم ولو كان ذلك على حساب المضمون والنص الكوميدي الراقي».
وعن دخول أشخاص ليس لديهم الخبرة مجال التمثيل تقول أنطوانيت: «في السابق عندما كان المخرجون يقدمون لنا مشهدًا إضافيًا في مسلسل ما كنا لا ننام الليل من فرحتنا، حاليًا صار هناك استسهال بالفن وهو العمل الصعب، الذي يتطلب الحرفية والموهبة والحضور والأداء المتقن، وليس الاعتماد على جمال الممثلة فقط كما يحصل حاليًا لدى البعض.
وحول الدراما المدبلجة تقول نجيب: «هي فن ولكن صارت تجارة رابحة أيضًا مع دبلجة مسلسلات من بلدان كثيرة وباللهجة الشامية، ولكنني لست مع من يقول إنها أثرّت على الدراما السورية فكل نوع من الدراما له ناسه ومتابعوه والشيء الجميل يفرض نفسه إن كان مسلسلاً سوريًا أو مدبلجًا».
وحول عدم مشاهدتها في الدراما المصرية، توضح أنطوانيت: «كانت لي كثير من المشاركات مع ممثلين مصريين ومنهم فريد شوقي ولكن هنا في دمشق وبعروض مسرحية وشاركت بلهجتي السورية، ولو عرض علي الذهاب لمصر والاستقرار هناك والعمل مع الدراما المصرية فسأعتذر على الرغم من أنني أجيد اللهجة المصرية ولكن لدي قناعة ومنذ بداياتي الفنية أنني لن أترك بلدي لأي سبب من الأسباب، ومع ذلك فأنا أقدر مشاركات بعض الفنانين السوريين في الدراما المصرية وأراها تجربة تخصهم وهم من يقدرون مدى فائدتها لهم من عدم فائدتها». وعن ظاهرة الاستعانة بمخرجين سينمائيين لإخراج مسلسلات تلفزيونية ترى نجيب أنه أمر جميل ومكسب للدراما التلفزيونية، فالمخرج السينمائي يمتلك عينًا إخراجية رائعة وهذا ما يحصل مثلاً مع المخرج جود سعيد.
«أنا ابنة المسرح» - تتنهد أنطوانيت - «واشتهرت من على خشبته وأمنيتي في هذه الفترة أن أصعد إلى الخشبة من جديد لأقدم ولو عرضًا واحدًا ومجانًا دون أي مقابل مادي؟!.. فالمسرح هو أبو الفنون وأجملها ولذلك عشقي له بلا حدود». ولماذا لا نراك في مكان آخر في الدراما؟ تضحك أنطوانيت: «أنا لن أكون سوى ممثلة فلا الإخراج يستهويني ولا الإنتاج يغريني، وللأسف هناك أناس اقتحموا عالم الإخراج وهم لا يمتلكون أدوات المخرج الناجح وبرأيي هؤلاء لو يعملون قصابين أفضل من أن يكونوا مخرجين».
وحول إن نالت التكريم الذي تستحقه عبر مسيرتها الفنية الطويلة تقول أنطوانيت: «أهم تكريم لي هو محبة الجمهور والناس في الشارع الذين أحيانا يتجمهرون حولي ليسلموا علي، هذه المحبة هي التكريم الحقيقي لي».
وهل ورث أحد من أبنائك التمثيل عنك؟ تبتسم أنطوانيت: «أنا كما يعرف الجميع كنت متزوجة من الفنان الراحل يوسف شويري ولدي ابنة منه وهي لا تعمل في التمثيل أو الفن فهي سيدة منزل ولكن ابنها حفيدي (فادي الشامي) ممثل شاب وشارك في كثير من المسلسلات ومنها باب الحارة بشخصية (سمعو)».
وهل تزوجت بعد وفاة الفنان شويري من شخص آخر؟ تضحك أنطوانيت بالتأكيد لا فهل من يتزوج أول مرة يعيدها؟!.



لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
TT

لماذا يستعين مطربون بنجوم الدراما في كليباتهم؟

تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)
تامر حسني وأسيل عمران في لقطة من كليب حوا (حساب تامر بفيسبوك)

بعد اعتماد الكثير من المطربين على «الموديل» لمشاركتهم بطولة الكليبات الغنائية لسنوات طويلة، اتجه بعضهم بالآونة الأخيرة للاستعانة بنجوم الدراما، ما أثار تساؤلات بشأن أسباب هذا الاتجاه.

وكان أحدث المطربين الذين استعانوا بنجوم الدراما مغني الراب المصري ويجز، الذي أصدر أحدث «تراك» غنائي بعنوان «أنا» عبر قناته بموقع «يوتيوب» أخيراً، حيث شاركته الفنانة المصرية فيفي عبده الكليب وتصدرت الغلاف بزي شعبي لافت.

كما شاركت الفنانة المصرية أسماء أبو اليزيد مع المطرب الأردني عزيز مرقة في كليب «ما تيجي سكة»، الذي طرحه مرقة قبل أيام عبر قناته بموقع «يوتيوب»، وشهدت الأغنية أيضاً بجانب السياق الدرامي، غناء الفنانة المصرية لأول مرة في مشوارها عبر ديو غنائي بينها وبين مرقة.

لقطة من كليب ما تيجي سكة لعزيز مرقة وأسماء أبو اليزيد (يوتيوب)

لم تكن مشاركة عبده وأبو اليزيد الأولى من نوعها في عالم الكليبات الغنائية، حيث شهدت كليبات أخرى مشاركة نجوم وتوظيفهم في قصص درامية أو كوميدية مشوقة، ومن بين الكليبات التي قدمت هذه الفكرة كليب أغنية «أماكن السهر» للفنان عمرو دياب ودينا الشربيني، وكليب أغنية «يلي أحبك موت» للفنان ماجد المهندس والفنانة الكويتية أمل العوضي.

كما شاركت الفنانة شيماء سيف مع الفنانة التونسية أميمة طالب في أغنية «مية مية»، وشارك الفنان اللبناني نيقولا معوض مع الفنانة السورية أصالة عبر كليب «والله وتفارقنا»، كما ظهر الفنان المصري أحمد مجدي مع أميمة طالب في كليب أغنية «أنا شايفاك»، وشهد كليب «قولي متى»، مشاركة الفنان المغربي سعد لمجرد والمطربة الهندية شريا غوشيال.

تامر حسني وأسيل عمران (حساب تامر حسني {انستغرام})

وجمعت أغنية «لمة الحبايب» الفنان اللبناني رامي عياش وزوجته مصممة الأزياء اللبنانية داليدا عياش، وشارك الفنان الأردني منذر رياحنة الفنانة التونسية لطيفة أغنية «طب أهو» من إخراج جميل جميل المغازي.

المخرج المصري جميل المغازي يرى أن الأداء التمثيلي جزء مهم في الأغنية المصورة، بجانب التسويق باسم الممثل المشارك، ويؤكد المغازي لـ«الشرق الأوسط» أن الموضوع يجمع بين الشقين التجاري والفني للخروج بمنتج مختلف.

ويضيف المغازي: «التسويق الجيد لا بد له من عناصر جذب قوية حتى يحقق النجاح والمشاهدات».

وعن مشاركة رياحنة في كليب «طب أهو» من إخراجه، قال المغازي إن «منذر صديق مقرب له وللفنانة لطيفة، ومشاركته حينها حملت معاني ومكسباً كبيراً بعد مشاركات درامية وسينمائية لافتة له في الآونة الأخيرة من شأنها جذب جمهوره للكليب أيضاً».

المخرج جميل جميل المغازي ولطيفة ومنذر رياحنة ({الشرق الأوسط})

وفي السياق نفسه، شاركت الفنانة المصرية ثراء جبيل مع الفنان المصري تامر حسني في كليب «موحشتكيش»، من ألبوم «هرمون السعادة»، وقبل هذه الأغنية قدم تامر أغنية «حوا»، وشاركته الكليب الفنانة السعودية أسيل عمران في ثاني تعاون فني بينهما بعد أغنية «ناسيني ليه» التي عرضت قبل 5 سنوات.

ويعتقد الشاعر والناقد الموسيقي المصري فوزي إبراهيم أن «رؤية المخرج ونظرته لفكرة الأغنية لهما دلالة فنية وهدف من مشاركة الطرفين، خصوصاً أن الممثل يختلف في تناوله وعرضه للفكرة والتعبير التمثيلي عن الموديل العادي».

ويضيف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «بجانب الرؤية الفنية للمخرج يكون لدى صناع العمل رؤية تجارية في بعض الأحيان ومحاولة اختراق جمهور ملول صعب اجتذابه بالوسائل العادية، لا سيما أن هناك من ابتعد كلياً عن بعض الألوان الغنائية التقليدية المنتشرة في السنوات الأخيرة».

فيفي عبده على غلاف تراك أنا لمغني الراب المصري ويجز (يوتيوب)

ونوه إبراهيم إلى أن محاولة صناع العمل كسر الملل من خلال مشاركة نجم محبوب وله جماهيرية هي إضافة للعمل وعنصر جذب من خلال ما يقدمه على المستويين التجاري والفني، بالإضافة إلى أن «الديو الغنائي»، سواء بالتمثيل أو بالغناء، له جمهور؛ لأن الناس تجذبها الأفكار المختلفة بين الحين والآخر بعيداً عن النمطية المعتادة.

وتؤكد الناقدة الفنية المصرية مها متبولي لـ«الشرق الأوسط» أن «مشاركات نجوم الدراما في الكليبات الغنائية كموديل هي منفعة مشتركة بين الطرفين، وخصوصاً من الناحيتين المادية والجماهيرية، لكنها وصفت ظهورهم بالعابر الذي لن يضيف لمشوارهم التمثيلي، بعكس المطرب الذي يعد الرابح الأكبر من ظهور نجوم الدراما في أعماله».