مجلس «حكماء المسلمين» يتصدى لتمدد «داعش» في أفريقيا بقوافل دعوية

بدأت في نيجيريا لتحذير الشباب من «بوكو حرام».. وتستهدف 16 دولة

بعض علماء مجلس حكماء المسلمين المشاركون في قافلة نيجيريا («الشرق الأوسط»)
بعض علماء مجلس حكماء المسلمين المشاركون في قافلة نيجيريا («الشرق الأوسط»)
TT

مجلس «حكماء المسلمين» يتصدى لتمدد «داعش» في أفريقيا بقوافل دعوية

بعض علماء مجلس حكماء المسلمين المشاركون في قافلة نيجيريا («الشرق الأوسط»)
بعض علماء مجلس حكماء المسلمين المشاركون في قافلة نيجيريا («الشرق الأوسط»)

في محاولة من مجلس حكماء المسلمين للتصدي لتمدد تنظيم داعش الإرهابي في أفريقيا، أطلق مجلس حكماء المسلمين أولى قوافل السلام الخارجية لهذا العام إلى نيجيريا، وذلك في إطار عدد من القوافل التي من المقرر إيفادها إلى مختلف قارات العالم لنشر ثقافة السلام وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك، وقال مصدر مُطلع بالمجلس، إن «قوافل السلام للدول حول العالم تهدف إلى نشر السلام والرد على استفسارات الشباب حول المفاهيم المُلتبسة، التي تروجها بعض الجماعات المُتطرفة لاستقطاب الشباب للقيام بأعمال عنف وقتل وحرق ضد دولهم».
في حين يرى مراقبون أن أفريقيا محطة مُهمة للتنظيمات الإرهابية لنشر فكرها المُتطرف وتجنيد عناصر جُدد والانتشار في أراض جديدة.. وتصاعد خلال العام الماضي نشاط الجماعة الأشهر «بوكو حرام سابقا» في نيجيريا، خصوصا بعد مبايعتها زعيم «داعش» المزعوم أبو بكر البغدادي، في مارس (آذار) عام 2014. وأطلقت على عناصرها «داعش نيجيريا».
وأكد وفد دار الإفتاء النيجيرية، أمس، أن «قافلة مجلس حكماء المسلمين سوف تُسهم في لفت أنظار العالم إلى معاناة الشعب النيجيري من الفكر المُتطرف الذي عانى منه طويلا، وسوف تكون القافلة بداية لمزيد من الجهود لنشر قيم السلام والحوار في دولة نيجيريا».
وقال المصدر المُطلع في المجلس، إن «أعضاء القافلة عقدوا لقاء جمع رموز الدين الإسلامي والكنيسة النيجيرية في مدينة كادونا، لتأكيد التعايش السلمي ودور القيادات الدينية في التوعية بأهمية نشر ثقافة السلام والإخاء بين أبناء المجتمع النيجيري، فضلا عن عقد لقاءات مفتوحة مع الشباب لتوعيتهم بمخاطر الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم المغلوطة لديهم، والرد على تساؤلاتهم واستفساراتهم وفق المنهج الوسطي القويم».
«وداعش نيجيريا» تعد من أكثر الجماعات الإرهابية دموية في العالم، وأعلنت مؤخرا مسؤوليتها عن قتل 32 شخصا وإصابة نحو 86 آخرين في ثلاث هجمات انتحارية نفذتها 4 انتحاريات شابات استهدفن سوقا في قرية بودو في أقصى شمال شرقي الكاميرون.
وأكد المراقبون أن «داعش نيجيريا» تنشط في الكاميرون وتشاد ونيجيريا، وهي الجماعة الأكثر عنفا والمسؤولة عن مقتل أكثر من 6644 خلال عام 2014 الذي يُعد زيادة قدرها 317 في المائة عن عام 2013.
وكان أول هجوم لـ«بوكو حرام سابقا» خارج نيجيريا على المناطق الحدودية لتشاد والكاميرون، وقتل فيه 520 شخصا ضمن 46 هجوما، ثم تضاعفت العمليات ضد البلدان المجاورة العام الماضي، حيث قتل 53 على الأقل في سلسلة من الهجمات حتى منتصف عام 2015. وضاعفت «بوكو حرام سابقا» من هجماتها ثلاثة أضعاف من 35 إلى 107، وارتفع عدد القتلى إلى أربعة عشر ضعفا من 107 أشخاص إلى 1490 شخصا في عام 2014 مقارنة بعام 2013.
في سياق مُتصل، أقامت قافلة السلام ندوة بمسجد النور، الذي يعد أحد أهم وأشهر المساجد بمدينة أبوجا، حضرها آلاف النيجيريين، حيث أكد أعضاء القافلة أن «الإسلام دين السلام والمحبة والتعايش المشترك». وكانت القافلة التي تم إيفادها من قبل مجلس حكماء المسلمين الذي يترأسه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قد بدأت أنشطتها بزيارة المركز العالمي للثقافة والتربية بمدينة أبوجا، وقال الدكتور علي النعيمي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، إن «إطلاق المرحلة الثانية من قوافل السلام بقافلة نيجيريا يرجع إلى ما يمثله هذا البلد الأفريقي المسلم من أهمية كبيرة، خصوصا في ظل ما يواجهه من تحديات تتمثل في محاولات جماعات التطرف والإرهاب تصدير صورة غير صحيحة عن الدين الإسلامي الذي هو دين الرحمة والسلام»، مؤكدا أن «مجلس الحكماء برئاسة الدكتور الطيب يعمل جاهدا وعلى مستويات عدة من أجل نشر ثقافة السلام في المجتمعات كافة خصوصا التي تعاني من التوتر والاحتراب».
وأضاف النعيمي، في مؤتمر صحافي عقده أمس بمقر مشيخة الأزهر بالقاهرة، أمس، أن «هذه المرحلة لنشاط المجلس ستشمل إرسال 16 قافلة إلى عدد من الدول في قارات العالم المختلفة، لتعزيز السلام ونشر وسطية الدين الإسلامي وترسيخ ثقافة التسامح والتعايش المشترك بين جميع الشعوب والدول، وذلك من خلال عقد لقاءات وحوارات مع مختلف شرائح المجتمع في هذه الدول، بهدف نبذ التطرف والإرهاب، ضمن رسالة مجلس حكماء المسلمين لتعزيز السلام في مختلف دول العالم».
ويرى مراقبون أن جماعة «داعش نيجيريا» نجحت في إقامة شبكة علاقات قوية مع التنظيمات القاعدية بشمال أفريقيا، خصوصا مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب من خلال إرسال الجماعة عددا من مُقاتليها للمُشاركة في القتال في شمال مالي، إلى جانب تنظيم القاعدة، الذي ساعد الجماعة في الحصول على التمويل والسلاح والتدريب لعناصرها.
وكشف المراقبون عن أن تنظيم القاعدة في المغرب مد جماعة «بوكو حرام سابقا» أو «داعش نيجيريا» بأنواع كثيرة من الأسلحة نُقلت إليه من ليبيا عبر دول الجوار، خصوصا النيجر وتشاد، مما أدى إلى زيادة قدراتها القتالية أكثر من ذي قبل.
من جهته، قال المصدر المُطلع في مجلس حكماء المسلمين، إن «هذه القوافل تأتي في إطار الجهود التي يقوم بها الأزهر ومجلس الحكماء لإرساء السلام والأمن العالميين، والقضاء على النزاعات التي تعاني منها الإنسانية في مناطق مختلفة من العالم، وتحذير الشباب من الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة».
وكانت مصادر مصرية قد حذرت من قبل أن ليبيا والصومال ونيجيريا بدائل جديدة عن سوريا والعراق لتنظيم داعش المُتطرف، مضيفة أن عناصر «داعش» الفارين من سوريا والعراق تحت وقع الضربات الجوية التي يشنها التحالف الدولي يخططون للتوغل باتجاه مالي والنيجر في أفريقيا، لأن الاستقرار هناك سيكون أسهل ويمكنهم التحرك بسهولة.
وأوضحت المصادر نفسها، أن «الأحداث الأخيرة تشير إلى انتقال مراكز القوة التابعة لجماعات العنف والتكفير إلى أفريقيا وتمركزها بها بدلا من آسيا، خصوصا أن العمليات العسكرية هناك تدفع تلك العناصر إلى الهروب واللجوء إلى دول أفريقية كثيرة، يأتي على رأسها ليبيا والصومال ونيجيريا، وهي دول تمثل مراكز انطلاق وإدارة عمليات لتنظيمات العنف والتكفير مثل (داعش) و(القاعدة)».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.