الحوثيون ينقلبون مجددا على الاتفاقات السابقة ويربكون المشاورات

طرد رئيس وفد المتمردين محمد عبد السلام من فندق الشيراتون

أدى تراجع وفد الحوثيين عن الاتفاقات السابقة إلى إلغاء جلسة مسائية مباشرة بين الطرفين كان مقررا أن يجتمع خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بـ4  من كل وفد (سبأ نت)
أدى تراجع وفد الحوثيين عن الاتفاقات السابقة إلى إلغاء جلسة مسائية مباشرة بين الطرفين كان مقررا أن يجتمع خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بـ4 من كل وفد (سبأ نت)
TT

الحوثيون ينقلبون مجددا على الاتفاقات السابقة ويربكون المشاورات

أدى تراجع وفد الحوثيين عن الاتفاقات السابقة إلى إلغاء جلسة مسائية مباشرة بين الطرفين كان مقررا أن يجتمع خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بـ4  من كل وفد (سبأ نت)
أدى تراجع وفد الحوثيين عن الاتفاقات السابقة إلى إلغاء جلسة مسائية مباشرة بين الطرفين كان مقررا أن يجتمع خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد بـ4 من كل وفد (سبأ نت)

انقلب وفد المتمردين (الحوثيين – صالح)، أمس، على الوساطة التي قادها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر وعلى المساعي التي بذلها سفراء الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن، حيث تراجع الوفد عن موافقته التي أطلقها، أول من أمس، على أجندة جدول أعمال المشاورات، وطالب بالانتقال مباشرة إلى مناقشة الشق السياسي من الأجندة.
وقد أدى انقلاب وتراجع وفد الحوثيين – صالح عن الاتفاقات السابقة إلى إلغاء جلسة مسائية مباشرة بين الطرفين، كان مقررا أن يجتمع خلالها المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد بـ4 من كل وفد، وقد اتضح تراجع المتمردين عن الاتفاقات السابقة، من خلال اللقاءين المنفردين اللذين عقدهما ولد الشيخ مع الوفدين، كل على حدة. وبحسب مصادر في المشاورات لـ«الشرق الأوسط»، فقد تناول المبعوث الأممي في الجلسات المنفصلة الإطار العام للمشاورات وجدول الأعمال وكثيرا من الترتيبات، لكن تلك النقاشات فشلت بسبب تصلب مواقف المتمردين، بحسب تلك المصادر. وأكدت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن «مواقف وفد المتمردين، أحبطت حالة التفاؤل التي كانت سادت الشارع اليمني خلال الساعات التي تلت الإعلان عن نجاح وساطة أمير الكويت لإعادة في الاتفاق على استئناف المشاورات، وفقا لجدول الأعمال المقر سلفا». وقال المصدر: «انقلب وفد الحوثي - صالح إلى مشاورات الكويت (اليوم الأربعاء) على اتفاق أمس، (أول من أمس) بالخوض في نقاش جدول الأعمال المقر مسبقا المنبثق من قرارات مجلس الأمن الدولي»، وإن وفد المتمردين الحوثيين – صالح «أصر خلال لقائه بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ على تمسكهم بالحل السياسي قبل تسليم الأسلحة أو الانسحاب من المدن».
وحسب المعلومات التي سُربت من كواليس الاجتماعات، فقد جدد وفد الانقلابيين اشتراطه وقف رقابة طيران التحالف في الأجواء اليمنية، إضافة إلى رفضه وإدانته مشاركة طيران التحالف في العمليات العسكرية التي تجري ضد تنظيم «القاعدة» في محافظتي حضرموت وأبين وغيرها من المناطق اليمنية الجنوبية.
وقال مصدر مقرب من وفد الحكومة اليمنية في المشاورات لـ«الشرق الأوسط» إنه بعد التفاؤل الذي ساد الأجواء بعد موافقة الطرف الانقلابي على العودة إلى طاولة المشاورات حول القضايا المهمة التي تضمنها قرار مجلس الأمن الدولي 2216، كالانسحابات والخروج من المدن وتسليم الأسلحة وموضوع إطلاق سراح المعتقلين وعدم ممارسة صلاحيات السلطة الشرعية وعودة الحكومة لممارسة مهامها، قبل الولوج في قضايا العملية السياسية. أعرب المصدر عن اعتقاده أن المبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ لم يوفق، أمس: «فـقد ظهرت بعض الإشكاليات من قبل الطرف الانقلابي، الذي عاود الحديث حول قضايا الأجندة وحاول رسمها وفقا لمصالحه وهواه»، مشيرا إلى أن «هناك بعض الصعوبات نتمنى أن يتمكن ولد الشيخ من تجاوزها وأن يقبل الطرف الانقلابي، وفقا لشروط الأمم المتحدة»، مؤكدا أن الحكومة اليمنية عندما قبلت شروط الأمم المتحدة «لا يعني ذلك أننا قبلنا بالمطلق على كل جوانبها ولكن نحن جئنا إلى مشاورات تقودها الأمم المتحدة وقبلنا بشروطها لإدارة المشاورات».
وأضاف المصدر لـ«الشرق الأوسط»، أن «وفد الحوثي - صالح لا يزال يتعامل مع مشاورات الكويت كجولة من جولات الحرب، ولا يزال بعيدا عن السلام أو الرغبة في السلام»، وأنه «يريد فقط إيقاف الرقابة الجوية على الأراضي اليمنية ليقوم بتحريك قواته على الأرض، فهو يتحدث عن السلام في الكويت، وفي الوقت نفسه يقتل المدنيين في تعز والبيضاء والجوف ويقتحم المستشفيات في شبوة، وهذا دليل كاف على عدم مصداقية الميليشيات الانقلابية في السلام». وأشار إلى أن ما حدث «يعد إحباطا كبيرا للمبعوث الأممي الذي نعتقد أنه أمام موقف صعب جدا لإقناع الحوثيين بالعودة، لأنهم أصروا على رؤيتهم السابقة التي لا تستند إلى ما تم الاتفاق عليه». من ناحية ثانية، أشاد الدكتور أحمد عبيد بن دغر، رئيس مجلس الوزراء اليمني، أمس، بـ«الجهود الحثيثة التي يبذلها الفريق الحكومي المفاوض ومدى حرصه على إنجاح مشاورات الكويت، رغم محاولات عرقلة الطرف الآخر». وأكد بن دغر، خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة اليمنية، أن «الحكومة حريصة على إحلال السلام ووقف إطلاق النار والتوجه نحو البناء والتنمية والإعمار»، مؤكدا حرص الحكومة على «تنفيذ القرار الأممي 2216 بوصفه منظومة متكاملة من أجل إحلال سلام شامل ودائم، كون تنفيذ القرار يعد مفتاحا لتثبيت الاستقرار في اليمن»، وأشاد بـ«الجهود التي يبذلها الأشقاء في دولة الكويت أميرا وحكومة لإنجاح المشاورات».
وأكد مجلس الوزراء اليمني أنه «لم يعد خافيا على أحد في الداخل أو الخارج تماهي أجندات الانقلابيين والإرهابيين وتعاونهم المشترك عبر تهريب السلاح والمشتقات النفطية والتقاء مصلحتهم في تبادل الأدوار الهادفة إلى خلط الأوراق ونشر الفوضى والانفلات الأمني لعرقلة جهود الدولة في مكافحة الإرهاب والتطرف»، مشيرا إلى أن ذلك اتضح جليا من خلال «صدمة الانقلابيين بالعملية العسكرية الخاطفة ضد الوجه الآخر لهم في حضرموت»، بدليل «تصريحات عناصرهم في الوفد المفاوض بالكويت والمناوئة لذلك العمل البطولي المستمر ضد أوكار الإرهاب ومجاميعهم، ولكي يفهم المجتمع الدولي ما ظلت الحكومة الشرعية تردده عن علاقة الانقلابيين ودورهم في دعم الإرهاب والتطرف».
في غضون ذلك، شهد فندق الشيراتون بالكويت، أمس، واقعة طرد رئيس وفد المتمردين، محمد عبد السلام، وذلك عقب قدومه، إلى الفندق الذي يقيم فيه الإعلاميون اليمنيون المؤيدون للشرعية، وقد عد الإعلاميون قدوم عبد السلام إلى الفندق لإجراء مقابلة مع إحدى القنوات البريطانية، استفزازا، وصرخوا في وجهه بكلمة «قاتل»، الأمر الذي استدعى مدير الفندق الشهير أن يطلب من القيادي الحوثي مغادرة الفندق.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.