«المركزي» الأردني: تعزيز قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة أولوية قصوى

أكد أن برنامج الإصلاح يرفع من قدرة الاقتصاد على مواجهة عدم الاستقرار

«المركزي» الأردني: تعزيز قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة أولوية قصوى
TT

«المركزي» الأردني: تعزيز قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة أولوية قصوى

«المركزي» الأردني: تعزيز قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة أولوية قصوى

قال محافظ البنك المركزي الأردني زياد فريز إن النظام المصرفي الأردني قوي ومتين، برغم كثير من التحديات والصعوبات الخارجية التي أثرت على الاقتصاد الوطني.
وأضاف فريز في كلمة خلال افتتاح فعاليات مؤتمر «يوروموني - الأردن» أمس، بحضور ومشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الرسميين وممثلي القطاع الخاص، أن تعزيز قدرة الشركات الصغيرة والمتوسطة على الحصول على التمويل والشمول المالي أولوية قصوى لدى الأردن، وذلك لما قد يتركه من تأثير إيجابي على التنمية الاقتصادية بنطاقها الأوسع.
وأضاف المحافظ أنه منذ عام 2012. تبنى الأردن برنامج الإصلاح الوطني الشامل، والذي تضمن إجراءات اقتصادية وسياسية ومالية تهدف إلى زيادة منعة الاقتصاد الأردني وقدرته على مواجهة الآثار السلبية الناجمة عن حالة عدم الاستقرار العالمي والإقليمي، والتي أدت إلى ارتفاع عجز الموازنة العامة ومستويات الدين العام.
وأكد أن البرنامج مكن من استعادة استقرار الاقتصاد الكلي، والمساهمة في تخفيض ملموس في عجز الموازنة العامة، بالإضافة إلى معالجة خسائر شركة الكهرباء الوطنية وتمكينها من العودة إلى مستوى استرداد التكاليف.
وقال فريز إن «السياسة النقدية الحصيفة وإجراءات البنك المركزي الأردني الفعالة أسهمت في الحفاظ على الاستقرار النقدي والمالي، حيث قام البنك المركزي في عام 2012 بتحديث الإطار التشغيلي لسياسته النقدية من خلال استحداث ثلاث أدوات جديدة: عمليات السوق المفتوحة الدائمة، واتفاقيات إعادة الشراء لآجال أسبوع وشهر، وعمليات مقايضة العملات الأجنبية بالدينار». مؤكدا أن هذه الأدوات لعبت دورا رئيسيا في توفير السيولة اللازمة للاحتياجات التمويلية للاقتصاد، وتحديدا القطاع الخاص، والحفاظ على استقرار الأسعار في الوقت ذاته.
كما أوضح أن البنك المركزي قام منذ عام 2013. بانتهاج سياسة نقدية تيسيرية، حيث قام بتخفيض أسعار الفائدة بواقع ست مرات متتالية. وأشار إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تمثل ما نسبته 90 في المائة من إجمالي قطاع المؤسسات المحلي، وأن حصتها من التسهيلات الائتمانية تشكل نحو 9 في المائة، وهي نسبة منخفضة بالمقارنة مع اقتصادات أخرى متقدمة وناشئة.. وأفاد أنه يتم حرمان كثير من الفئات في المجتمع من الوصول إلى الخدمات المالية الملائمة نتيجة لافتقارها للضمانات، أو عدم كفاية المعلومات المتوفرة لديها، أو بسبب ارتفاع تكاليف المعاملات التجارية.
ويبحث المؤتمر على مدار يوم كامل التوقعات المستقبلية للاقتصاد الأردني، مستعرضًا تحديات النشاط الاقتصادي الكلي والتحديات الجيوسياسية التي تواجهها الدولة، إلى جانب تقييم دور القطاع المالي في تنمية الاقتصاد الأردني بمفهومه الأوسع. وتضمن جدول الأعمال مواضيع تشمل التمويل الميكروي، وتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى تطوير المنظومة البيئية الرقمية في الأردن.
بدوره قال وزير المالية الأردني عمر ملحس إن مستوى النمو في الاقتصاد الأردني كان دون مستوى التوقعات متأثرا بالصراعات التي تمر بها دول المنطقة. لافتا إلى أن الأردن بعد انتهاء برنامج الإصلاح المالي مع الصندوق بأداة الاستعداد الائتماني بنجاح، يستعد لبرنامج إصلاحات مالية وتعديلات هيكلية بموجب أداة تسهيلات التمويل الممتد مع الصندوق تتضمن القواعد والأنظمة وإصلاح سوق العمل لتخفيض معدلات البطالة المرتفعة وتمكين المرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل.
وأكد ملحس أن هذه الإصلاحات تحتاج إلى نمو اقتصادي بحدود 5 في المائة، بحيث يكون أعلى من معدل النمو السكاني، وقادرا على خلق فرص العمل، ويسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية.



«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
TT

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)
منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» في تقريرها عن توقعات القطاع المصرفي لدولة الإمارات العربية المتحدة لعام 2025 تحت عنوان «توازن النمو والمخاطر في ظل التوسع الاقتصادي»، أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة، مشيرة إلى أن البنوك شهدت زيادة ملحوظة في الودائع خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مما سيدعم زخم نموها القوي. ومع ذلك، فإن بعض الودائع خارجية وقد تكون عرضة للتقلبات بسبب جوانب الضعف الاقتصادية.

كما توقعت أن يظل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للإمارات قوياً في الفترة من 2025 إلى 2027 مع زيادة إنتاج النفط والغاز، بدعم من النشاط القوي في القطاع غير النفطي. وتعتقد أنه على الرغم من احتمال التعرض لتصعيد مفاجئ في التوترات الجيوسياسية الإقليمية ولانخفاضات كبيرة في أسعار النفط، فإن المخاطر الاقتصادية ستظل قابلة للإدارة بدعم من المرونة التي أظهرتها المنطقة خلال فترات انخفاض أسعار النفط وتفاقم عدم الاستقرار الجيوسياسي في الماضي.

استمرار تحسن جودة الأصول

بحسب الوكالة، من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة وخسائر الائتمان في البنوك الإماراتية منخفضة، وذلك لأن الأداء القوي للقطاعات غير النفطية والخفض المتوقع الأسعار الفائدة سيساعدان في تحسين جودة الأصول الأساسية.

وعلى مدى العامين الماضيين، استخدمت البنوك ربحيتها العالية للاحتفاظ بمخصصات للقروض القديمة وقامت بشطبها، مما أدى إلى انخفاض قروض المرحلة الثالثة لأكبر 10 بنوك إلى 4 في المائة من إجمالي القروض كما في 30 سبتمبر (أيلول) منخفضة من أعلى مستوى لها في عام 2021 حين بلغ 6.1 في المائة.

بالإضافة إلى ذلك، أدى تحسن البيئة الاقتصادية إلى ارتفاع معدلات التحصيل من القروض المشطوبة، مما أسهم في خفض الخسائر الائتمانية الصافية.

كما تحسنت ربحية البنوك مع تشديد السياسة النقدية، حيث ساعد ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة هوامش الأرباح. وتوقعت الوكالة أن تظل تكلفة المخاطر منخفضة، وبالتالي من المتوقع أن تظل ربحية البنوك مرتفعة، وإن بمستويات أقل من الذروة التي وصلت إليها في عام 2023.

الرسملة تظل عامل دعم

دَعَّمَ رأس المال القوي البنوك الإماراتية في السنوات الماضية، مع تعزيز هوامش رأس المال من خلال توليد رأس مال داخلي مدفوع بالربحية العالية ودعم المساهمين. كما تمتلك البنوك الإماراتية مركز أصول خارجية قوي، مما يخفف تأثير تقلبات أسواق رأس المال. وتمثل الودائع الأجنبية 29 في المائة من المطلوبات، فيما يشكل الاقتراض بين البنوك وتمويل السوق 20 في المائة. وعلى الرغم من المخاطر الجيوسياسية، تقدر الوكالة قدرة البنوك على تحمل الضغوط.

كما شهدت الإمارات ظهور البنوك الرقمية والتكنولوجيا المالية، مع زيادة في المنتجات الرقمية من البنوك التقليدية. وتمهد الموافقة على خطة تسجيل العملات المستقرة لإصدار العملات المدعومة بالدرهم الإماراتي. ومن المتوقع أن تكمل البنوك الجديدة وشركات التكنولوجيا المالية البنوك التقليدية، بينما يواصل مصرف الإمارات المركزي الحفاظ على استقرار النظام المصرفي وتشجيع التحول الرقمي.

ويمكن إدارة الإقراض المباشر من البنوك المحلية للقطاعات المعرضة لتحول الطاقة، حيث يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الإقراض في 2023، رغم التركيز العالي على النفط والغاز. كما أن التنويع الاقتصادي، والثروة العالية، والأصول السائلة الضخمة، وزيادة الاستثمار في الطاقة المتجددة، ستسهم في تقليل مخاطر الانتقال من المصادر الملوثة للكربون.

كما ارتفعت أسعار العقارات في الإمارات خلال الأربع سنوات الماضية، مع تسليم عدد كبير من الوحدات في الأشهر الـ12-24 المقبلة، مما قد يزيد من مخاطر فائض العرض. ومع ذلك، تظل المخاطر للبنوك محدودة لأن معظم المعاملات تتم نقداً، ويتم تمويل 30-40 في المائة من المبيعات الجاهزة عبر الرهن العقاري. كما انخفض انكشاف القطاع المصرفي على العقارات والبناء إلى 15 في المائة من إجمالي الإقراض في يونيو (حزيران) 2024، مقارنة بـ20 في المائة عام 2021.

التقييم لمخاطر القطاع المصرفي

ترى الوكالة اتجاهاً إيجابياً للمخاطر الاقتصادية في الإمارات بفضل الأداء القوي للاقتصاد غير النفطي، مما حسّن جودة الأصول المصرفية وقلل الخسائر الائتمانية. ويشير تصنيف الوكالة الائتماني للبنوك إلى استقرارها حتى عام 2025، مدعومة بنمو الإقراض والربحية المرتفعة، لكن هناك مخاطر من التوترات الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط.