{فتح} تتهم {حماس} برفض وساطة للإفراج عن قيادية معتقلة منذ أيام

مروة المصري من أبرز أعضاء المكتب الحركي المركزي للمرأة الفتحاوية

{فتح} تتهم {حماس} برفض وساطة للإفراج عن قيادية معتقلة منذ أيام
TT

{فتح} تتهم {حماس} برفض وساطة للإفراج عن قيادية معتقلة منذ أيام

{فتح} تتهم {حماس} برفض وساطة للإفراج عن قيادية معتقلة منذ أيام

اتهمت حركة فتح في قطاع غزة، الأجهزة الأمنية المحسوبة على حركة حماس بعدم الاستجابة لجهود وساطة فصائلية للإفراج عن القيادية في الحركة «مروة المصري» (المجايدة)، التي تعتقلها حماس منذ أيام دون أن تبدي أي أسباب لعملية الاعتقال التي أثارت حفيظة حركة فتح وقياداتها خاصة أن الاعتقال استهدف سيدة.
وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس، أقدمت يوم الأربعاء الماضي، على اعتقال القيادية مروة المصري أثناء محاولتها التوجه إلى الضفة الغربية عبر معبر بيت حانون «إيرز»، وذلك بعد أن منحتها تصريحا بالتوجه إلى رام الله، قبل أن تأمر قواتها على الحاجز باعتقالها واقتيادها إلى جهة مجهولة.
وتُعد المصري من أبرز أعضاء المكتب الحركي المركزي للمرأة الفتحاوية وناشطة في الحركة النسوية التي تنظم كل يوم ثلاثاء في ساحة الجندي المجهول وسط مدينة غزة مظاهرات نسوية تدعو لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية والتوقف عن قمع الحريات العامة.
وقال قيادي في حركة فتح بغزة فضل عدم ذكر اسمه، إن وساطات من فصائل بينها حركة الجهاد الإسلامي تدخلت لدى قيادة حركة حماس لتأمين الإفراج عن القيادية مروة المصري إلا أنه لم يتم التجاوب مع تلك الجهود.
وأوضح القيادي في حديث لـ«لشرق الأوسط»، أن حركة حماس حتى الآن تمتنع عن إبداء الأسباب ورفضت الشرح وتقديم توضيحات للجهات التي توسطت للإفراج عنها حول أسباب اعتقالها، مشيرا إلى أن حركة فتح لن تتوقف عن نقل معاناتها لكافة الجهات المختصة وخاصة تلك التي ترعى ملف المصالحة في الوقت الحالي للضغط على حماس للإفراج عن القيادية مروة المصري.
وحاولت «الشرق الأوسط» عبر مراسلها، الاتصال بالناطق باسم وزارة الداخلية في غزة ومسؤولين في حركة حماس إلا أنه لم يتم الاستجابة لتلك الاتصالات. وشدد المصدر القيادي أن اعتقال مروة المصري تم على خلفية سياسية وأن حماس استدعت زوجها ونجليها لأكثر من مرة إلى مقراتها الأمنية.
في السياق، عبرت آمال حمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن استياء حركتها مما وصفته بـ«التصرف الخارج عن أعراف وتقاليد وقيم الشعب الفلسطيني». مستهجنة استمرار اعتقال المصري التي وصفتها بأنها «مناضلة معروفة وقيادية فتحاوية ورمز وطني مشهود لها بالمواقف الوطنية والنضالية».
وأكدت رفض حركة فتح والحركة النسوية للاعتداء على النساء الفلسطينيات والاعتقال السياسي والذي يمس بالعلاقات الوطنية ويتنافى مع أبسط حقوق الإنسان. واعتبرت حمد بأن استمرار حركة حماس باعتقال المصري، ما هو إلا تكريس الانقسام بين صفوف الشعب الفلسطيني، وتعبير عن عدم الجدية البتة للمصالحة، وتبدد الآمال المبذولة لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الوطني.
من جهته، حمل اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح والمفوض العام للمنظمات الشعبية فيها، حركة حماس المسؤولية الكاملة عن حياة المصري، واعتبر التوقيف «خروجا سافرا على الأعراف الوطنية والأخلاقية والاجتماعية، الذي يضر بالسلم الأهلي والاجتماعي، ويكشف زيف ادعاءات حماس وخطاباتها حول حقيقة موقفها من إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، التي تستخدمها فقط إعلاميًا للتغطية على استراتيجية الفصل بين الضفة والقطاع وامتلاك السيطرة على القطاع لغير رجعة».
وطالب حركة حماس بالإفراج فورا عن العشرات من أبناء حركة فتح المعتقلين على خلفية انتمائهم السياسي، مطالبا إياها بالكف عن رفع شعارات وعمل نقيضها من ممارسة الاعتقال السياسي.
يذكر أنه كثيرا ما يدور جدل سياسي وإعلامي بين حركتي حماس وفتح على خلفية الاعتقالات السياسية بغزة والضفة، حيث يتهم كل منهما الآخر بمحاولة إفشال لقاءات المصالحة التي تجري في الدوحة من حين إلى آخر، من خلال حملات الاعتقال التي يصف كل منهما إياها بأنها «غير مبررة».



محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر
TT

محمد حيدر... «البرلماني الأمني» والقيادي الاستراتيجي في «حزب الله»

صورة متداولة لمحمد حيدر
صورة متداولة لمحمد حيدر

خلافاً للكثير من القادة الذين عاشوا في الظل طويلا، ولم يفرج عن أسمائهم إلا بعد مقتلهم، يعتبر محمد حيدر، الذي يعتقد أنه المستهدف بالغارة على بيروت فجر السبت، واحداً من قلائل القادة في «حزب الله» الذين خرجوا من العلن إلى الظل.

النائب السابق، والإعلامي السابق، اختفى فجأة عن مسرح العمل السياسي والإعلامي، بعد اغتيال القيادي البارز عماد مغنية عام 2008، فتخلى عن المقعد النيابي واختفت آثاره ليبدأ اسمه يتردد في دوائر الاستخبارات العالمية كواحد من القادة العسكريين الميدانيين، ثم «قائداً جهادياً»، أي عضواً في المجلس الجهادي الذي يقود العمل العسكري للحزب.

ويعتبر حيدر قائداً بارزاً في مجلس الجهاد في الحزب. وتقول تقارير غربية إنه كان يرأس «الوحدة 113»، وكان يدير شبكات «حزب الله» العاملة خارج لبنان وعين قادة من مختلف الوحدات. كان قريباً جداً من مسؤول «حزب الله» العسكري السابق عماد مغنية. كما أنه إحدى الشخصيات الثلاث المعروفة في مجلس الجهاد الخاص بالحزب، مع طلال حمية، وخضر يوسف نادر.

ويعتقد أن حيدر كان المستهدف في عملية تفجير نفذت في ضاحية بيروت الجنوبية عام 2019، عبر مسيرتين مفخختين انفجرت إحداهما في محلة معوض بضاحية بيروت الجنوبية.

عمال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا في موقع غارة جوية إسرائيلية ضربت منطقة البسطة في قلب بيروت (أ.ب)

ولد حيدر في بلدة قبريخا في جنوب لبنان عام 1959، وهو حاصل على شهادة في التعليم المهني، كما درس سنوات عدة في الحوزة العلمية بين لبنان وإيران، وخضع لدورات تدريبية بينها دورة في «رسم وتدوين الاستراتيجيات العليا والإدارة الإشرافية على الأفراد والمؤسسات والتخطيط الاستراتيجي، وتقنيات ومصطلحات العمل السياسي».

بدأ حيدر عمله إدارياً في شركة «طيران الشرق الأوسط»، الناقل الوطني اللبناني، ومن ثم غادرها للتفرغ للعمل الحزبي حيث تولى مسؤوليات عدة في العمل العسكري أولاً، ليتولى بعدها موقع نائب رئيس المجلس التنفيذي وفي الوقت نفسه عضواً في مجلس التخطيط العام. وبعدها بنحو ثماني سنوات عيّن رئيساً لمجلس إدارة تلفزيون «المنار».

انتخب في العام 2005، نائباً في البرلمان اللبناني عن إحدى دوائر الجنوب.