النظام السوري يوسع عملياته الجوية معلنًا انتهاء الهدنة

مقتل 23 شخصًا جراء قصف قوات الأسد حلب ودوما

محاولة إسعاف إحدى الضحايا بعد إصابتها إثر غارة جوية لطائرات النظام في منطقة باب الطريق شرق حلب (أ.ف.ب)
محاولة إسعاف إحدى الضحايا بعد إصابتها إثر غارة جوية لطائرات النظام في منطقة باب الطريق شرق حلب (أ.ف.ب)
TT

النظام السوري يوسع عملياته الجوية معلنًا انتهاء الهدنة

محاولة إسعاف إحدى الضحايا بعد إصابتها إثر غارة جوية لطائرات النظام في منطقة باب الطريق شرق حلب (أ.ف.ب)
محاولة إسعاف إحدى الضحايا بعد إصابتها إثر غارة جوية لطائرات النظام في منطقة باب الطريق شرق حلب (أ.ف.ب)

وسّع النظام السوري، أمس (السبت)، وبشكل غير مسبوق منذ انطلاق الهدنة في فبراير (شباط) الماضي، عملياته العسكرية الجوية، مما أدّى إلى مقتل ما يزيد على 23 شخصا في مدينتي حلب عاصمة شمال سوريا وثاني كبرى مدنها، ومدينة دوما في الغوطة الشرقية لدمشق، معلنا بذلك، وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» انتهاء الهدنة.
«المرصد» أفاد بمقتل 13 شخصا بينهم طفلان وإصابة 22 آخرين جراء قصف مدفعي لقوات النظام على مناطق في مدينة دوما، معقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق والمحاصرة منذ عام 2013. كذلك قُتل عشرة أشخاص، بينهم طفل، جراء قصف طائرات حربية على مناطق في حي طريق الباب، في الجزء الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة في مدينة حلب. وكان «المرصد» قد أورد في وقت سابق مقتل وإصابة 17 شخصا في حي طريق الباب. وعلّق مدير «المرصد» رامي عبد الرحمن على المستجدات الميدانية الأخيرة، قائلا: «الهدنة انتهت، فهناك غارات واشتباكات على جبهات عدة من حلب إلى دمشق»، ولفت إلى أنه «منذ بدء الهدنة كنت أجهز يوميا قائمة بالانتهاكات، أمام اليوم فقد توقفت، لأن هناك 500 خرق». واستدرك: «هذا ليس بخرق، هذه حرب، خصوصا أن هذه المعارك عادت واندلعت في غالبية المناطق التي كانت تشملها الهدنة».
في مدينة حلب أظهرت صور فيديو التقطها مراسل وكالة الصحافة الفرنسية حجم الدمار الذي لحق بحي طريق الباب، حيث بدت واجهات أبنية مدمرة بالكامل، وحيث عملت فرق الدفاع المدني على إجلاء السكان والجرحى. وأفاد «مكتب أخبار سوريا» بأن المدفعية النظامية المتمركزة في حي الإذاعة استهدفت بعدة قذائف حي بستان القصر وسط حلب، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين بينهم أطفال، وإصابة أكثر من خمسة آخرين بجروح، نقلوا إلى المستشفى الميداني في المنطقة لتلقي العلاج. وأشار إلى أن الطيران الحربي النظامي شن غارات بالصواريخ الفراغية أيضًا على بلدة عندان بريف محافظة حلب الشمالي، مما أدى إلى مقتل أربعة مدنيين بينهم أطفال، وإصابة 15 آخرين بجروح حالة بعضهم خطرة، كذلك قتل خمسة آخرون بسبب براميل متفجرة ألقاها طيران النظام السوري. وقال ناشطون إن الطيران المروحي النظامي ألقى أيضا ثمانية براميل متفجرة على منطقة المعامل الخاضعة لسيطرة المعارضة قرب بلدة حيان.
هذا، وكانت الغارات على مدينة حلب وريفها أول من أمس (الجمعة) قد أوقعت ما يزيد على 27 قتيلا، من بينهم 22 من داخل حلب في قصف للطيران الروسي والسوري. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بيبرس مشعل، قائد فوج الدفاع المدني في حلب، قوله أول من أمس (الجمعة)، إنه «كان يوما قاتما ودمويا في حلب مع طائرات تجوب السماء دون توقف». وللعلم، مدينة حلب مقسمة منذ عام 2012 بين أحياء شرقية تسيطر عليها فصائل المعارضة وأخرى غربية واقعة تحت سيطرة النظام. وتتنوّع في محافظة حلب الجبهات وأطراف النزاع، إذ تخوض قوات النظام معارك ضد «جبهة النصرة» والفصائل المعارضة المتحالفة معها في ريف حلب الجنوبي والمناطق الواقعة شمال المدينة، كما تدور معارك بين تنظيم داعش وقوات النظام في ريفها الجنوبي الشرقي، وأخرى بين التنظيم والفصائل المقاتلة قرب الحدود التركية في أقصى ريف حلب الشمالي.
على صعيد آخر، لم تقتصر العمليات العسكرية أمس على حلب ودوما، إذ شملت هجمات طيران النظام السوري مدينتي تلبيسة والحولة الخاضعتين لسيطرة المعارضة المسلحة في ريف محافظة حمص الشمالي. وأسفرت الغارات على تلبيسة عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة العشرات بجروح.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.